فقيدةُ قلبي

12 2 0
                                    

بدأت رحلة البحث عن  والدة روزالينا بعدما رحلت وتركت ابنتها ورائها دون الالتفات... كي لا يضعفها شعورها بالأمومة اتجاهها وتعود . عاد والد روزالينا عصر يوم غدٍ للمنزل لتخبرهُ طفلتهُ بأن أُمها قد رحلت . فيبدأُ بالصراخ على ابنته التي لا تفقهُ شيئاً مما حصل ولا تدركهُ حق استدراك. ويبقى على هذا الحال والمنوال أيامٍ وليال .... تارةً يصرخ ويضرب ابنته الصغيرة ويطردها خارج المنزل ، وتارةً اخرى يجهش في الغضب والاستنفار ويتوعد روزالينا إن عادت أمها أن يؤدها في قبر هي ووالدتها......... وبعد مرور عدة أيام قرر والد روزالينا الخروج ليبحث عن زوجته التي هي والدة روزالينا ، وعندما يجدها يهمُّ في قتلها ويعود لينفذ وعده ويطمرَّ ابنتهُ الصغرى في التراب وني حيةً ترزق ... فيذهب عبئهُ عنه ويرتاح .   جابَ والدُ روزالينا الارجاء كلها  لمدة شهرٌ كامل ، وفي يومٍ من ايام البحث عن زوجته ، وجدَ بستان كبير قد ذبلت زهوره ، وجفت أوراقه وحتى أشجار البستان الذي بداخله قد يبست وكانت أرض ذاك  البستان قاحلة وكأنه ليس مرجٌ.  قرر والد روزالينا أن يدخل البستان وكان الوقت ليلاً والظلامُ يغشاهُ، القلب امتلأ خوفاً في داخله و بدأ يرتعش جسده  رهبةً  من هول المنظر الذي رآه ، تقدم خطوةً وراء خطوة على مهل وتروي وهو يسحبُ قدميه زوراً وبعد أن اجتاز والد روزالينا نصف البستان على قدميه ، وجد َ شجرة غريبة الشكل لا تشبهُ باقي الأشجار كان الثمر ينبتُ فيها ، وكأن هنالك كان من يسقيها كل يوم ليس كسائر الزهور والاشجار . تمالك  ابا روزالينا نفسه وقرر ان يجدَّ شيئاً ليحفرَ به أسفل هذه الشجرة . جاب البستان بأكمله شبراً شبراً ، و زاويةً زاوية حتى عثرَ على منجلٍ يساعده في الحفر اسفل تلك الشجرة . بدأ والدُ روزالينا في الحفر حتى غابَ القمر، وشعشعَ ضوء الصباح وهو مستمرٌ في الحفر حتى كاد أن يموت من شدة التعب والإنهاك . وبعد كل ذلك العناء وجدَ ابا روزالينا كيسٌ ملتفٌ بصلابة كبيرة وكأن داخله شئٌ محنط ..... وعندما فتح الكيس آنذاك وجدَ فيهِ جثة زوجتهُ المسكينة والدة روزالينا في بادئ الامر انصعقَ والد روزالينا  من ذاك المنظر الذي رآه، لكن بعد عدة دقائق من صدمته ابتسم تلك الابتسامة الشريرة وصرخَ بأعلى صوته ضاحكاً أنه قد نالَ مراده دون ان يتكلّفَ عناء ذلك. تركَ والد روزالينا الجثة حيثُ هي ، وعادَ إلى المنزل كأن شيئاً لم يحدث. عندما وصلَ الى المنزل كان  والد روزالينا سعيدٌ جداً ، فأتت إليه روزالينا مسرعة تسألهُ مابك يا أبي؟؟ لما أنت مسرور جداً هل وجدت حبيبة قلبي أمس كي أقرُّ عيني برؤيتها قل لي؟! ابتسم الابُ في وجه ابنته البريئة تلكَ الابتسامة الذي تمتلأُ بالحقد والكراهية مع مزيجٌ من انتصار النفس قائلاً نعم؟ قالت له روزالينا: هل وجدتها حقاً يا أبي ، شكراً لك جزيلاً
لم تنتظر روزالينا أباها ليكمل القول . و جابت ارجاء الكوخ داخله وخارجه وهي تركض بكل ما اوتيت من قوة تنظر أين يمكن أن ترى انها وتجدها وعندما لم تراها عادت لابوها تقول له : أنتَ قلت أنكَ وجدتُ حبيبتي أين هي الآن؟! قل لي يا ابي اين امي !!!
فأجابها دون رحمةً نعم انا وجدتُ امك هكذا قلت لك لكنني لم احضرها ، لانني عثرتُ عليها ميتة ومدفونة في  جنةٍ قاحلة مخيفة لا يمكن لاحد العثور عليها هنالك، لكنني من حسن حظي وجدتها ورأيتها بمنظرٍ سرَّ به قلبي وضحكت عليه عيناي . فبكت روزالينا بكاءاً شديداً لما سمعت وقررت أن تعيشَ مع والدها كالغريبة ، لانه مامن سبيل آخر تذهبُ إليه . و ظلت روزالينا تحدُّ على فراق أمها وتبكي عليها دون ملل او ملل وكانت انها هي فقيدة قلب روزالينا الجميلة التي لم تنساها يوماً.

🌹روزالينا🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن