معشوقة أخي( روزالينا)

8 1 0
                                    

كبروا إخواني جوزيف وعابد وماهر وكانوا   يتنافسون على أذيتي وإهانتي ، إلا  واحدٌ منهم وهو أخي الأوسط عابد. بادئ الأمر كنت أَظنه يُشفِقُ عليي ، ويرحمني لما رآه من  وصبٍ أتصبر عليه، وتبينَ لي فيما بعد بأنه يهواني ويريدُ أن يتملكني، و اتزوجه لأصبح عبدةً لديه . لم أستوعب  ذلك الأمرُ أبداً ، و أول شئ فعلتهُ هو أنني استنكرتُ إشاراته ، وإيماءاتهُ  لي. وفي  ليلة من الليالي بعد أن غطَّ الجميعُ في  نومٍ عميقٍ جداً ، جاءَ عابد إلى جانبي قائلاً روزالينا أنني أرغبُ في أن أحادثك بأمر بالغ الأهمية، فهلا تسمعين ؟! تعجبتُ قوله وطريقةِ مبادرته المحترمة التي لم أعتاد عليها من قبل. فأجبتهُ قائلة : مابكَ يا عابد ، إنني مصغيةً إليكَ فهلِّم بقولك وأخبرني ماذا تريد!؟ قالَ لي : إنني أحببتكِ والله ، و اشتهي  التقرب منك  وتقبيلَ شفتيكِ، وأن اضمكِ لصدري لتشعري بهيامي بكِ ، وكيف قلبي يقول الآه. صُعقت مبتدئ الأمر ولم أستدرك نفسي لما سمعت ، وقبضتُ على أعصابي كما يقبضُ المؤمنُ على إيمانه برب الكون . قائلةً؛ كيفَ لكَ أن تقول هذا وأنا ؟ وأنا أختكَ الذي ربتك،  حافظتُ عليك و خبئتك بين حنايا فؤادي وروحي ، وأنا أمك الذي رعتك. صحيحٌ أنني لست أمك حقاً ولم انجبك؟ لكنني كنتَ أنا من يسهر على راحتك و عافيتك فكيف لك بأن تقول ذاك القول الذي لا يُنطق ولا  يتمنطق قل لي ؛ ضحكة باستهزاءٍ على ماقلت وقال : إنني أريد و سأفعلُ ما أريد ، شئتي أم أبيّتِ سأحصل على ما أرغبُ منكِ وهذا قولي الأخير، ولن أكرر أو أعيد. حينها عَزِمتُ على الرحيل والهروب دون الرجوع  أبداً ، لأنني  أدركتُ أني لو بقيتُ ليلةً أخرى معهم ، لم ولن أسلم من أحدهم ، وأن عابد سيتمادى حينها ولن أستطع النجاة .  تداركتُ نفسي حينئذٍ ونجوتُ هاربة من البيت وظللتُ أركض ٧ ساعات متتالية دون التوقف، وشعَ ضوء الشمس وجلَّ الصباح فوجدتُ منزلا بالقربِ من نقطة وقوفي ، زحفت إليه من شدة إرهاقي ، حتى استنزفتُ ما تبقي لي من قوة لوصولي إلى ذاك البيت، وكنت أملةً أن أجدّ شخصاً ما بهِ ووصلت.

🌹روزالينا🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن