العودة للحياة

6 1 0
                                    

وبعد محاولاتٍ عدة من ذاك الشخص المجهول الذي اسمع صوته وأنا مغشياً عليي ، استيقظتُ ونظرتُ لما حولي وكنت أرى مجرد خيالاً لا يمكنني الرؤية بوضوح ، لكنني استطعتُ تميّيز صورة حبيبي المجهول ورأيتهُ ، فتبسمتُ بوجهه ووضعتُ يدي على وجنتيه ِ الجميلتان وعدتُ إلى سباتي الطويل ، ما كان به إلا أن يحملني فوق ذراعيه ويمشي بي حتى نصلُ إلى كوخه الجميل .... واستمر حبيبي  المجهول في المشي أيام وليال عدة حتى وصلنا إلى كوخه و اهتم بي ورعاني حتى افقت من سباتي الطويل وشفيتُ تماماً من أوجاعي و آلامي  الذي  أوصلتني إلى  هذه المرحلة المدوية التي كنت سألقى حتفي بها.  وحينما صحوت وجدتُ حبيبي مستلقي على الارض بجواري وقد غلبه التعب وغفى قليلاً ، كنت أنا أسعد من في الكون في هذه اللحظة، بتُّ أتأمله وهو نائم ، واتغزل بحسن خلقه وخِلقه ظني بأنه لا يسمع ما أقول. لكن حبيبي كان يسمعُ قولي وحينما توقفتُ عن الكلام فتح عينيه وأقبلَ إلي قائلاً : لا حُسن بعد حُسنكِ ، ولا قلب اطهر من قلبكِ يا روحاً امتزجت بروحي دون أن أعلمُ ، عند فراقك شعرتُ وكأنني طفل ميّتم، أقبلي إلي وضميني لأنسى عذاب فراقكِ وأُشبع حنيني .... فشوقي إليك كان ليس بشوق أيام رحلتي بها بل  اشتياقي كان لهيبْ اشتعل جوفي وكأنك رحلتي عني من سنين. وهنا بدأت دقات قلبي تتسارع وشعرتُ بأن الوقت توقف حيثما نحن، واعترفنا بحبنا لبعضنا البعض وقررنا مواجهة كل الصعاب سويةً وتواعدنا على البقاء معاً مهما واجهتنا من صعوباتٍ ومخاطر ، لكنني حينها لم اكن اعلم بخسارة حبيبي الكبرى الذي قد نالها جزاء حبه لي .

🌹روزالينا🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن