حبيبي المجهول

7 2 0
                                    

في الوقت الذي وصلتُ به إلى المنزل المجهول ذلك ، ولا أعلمُ ما ينتظرني بداخله أبداً . جمعتُ ماتبقى من قوة داخلي ، وقرعت الباب قائلةً : معذرةً هل من أحدٍ هنا، أرجو المساعدة إن كان هنالك من يسمعني الآن وبعد عدة ثوانٍ فتح أحدهم الباب وكنت مستلقيةً على الأرض أرتجفُ من شدة البرد و ألتقطُ أنفاسي بسرعة . فُتحَ الباب و نظرتُ لأعلى لأرى شاباً شديد الجمال والوسامةِ ينظر لي باستغراب، و يتملقني بعينيه بتعجبٍ ، ارتعبتُ من شدة الخوف وحاولت الوقوف لانجو هاربة  منه، لكنني فشلتُ ووقعتُ في كتلةِ وحلٍ موجودة وسط مرجهِ الطويل ، فإذا به يمدِ يديه للمساعدة قائلاً لا تخافي مني فأنا هنا لمساعدتكِ . أنتِ كنتِ تستغيثِ ليساعدك أحد الموجودين هنا وأنا لبّيت نداءك فما شأنكِ؟! حدثيني . فسردتُ له قصتي مع أولئك الأشخاص الذين كنت أسكنُ معهم تحت مسمى العائلة ، و رويتُ له قصةُ حياتي منذ البداية حتى لحظة هروبي . فرحمني هذا الشابُ وتشفقَ عليي وقال لي: يمكنكِ البقاء هنا  إلى متى شئتِ ولا تخافي فأنا أعيشُ هنا مع والداي لستُ  لوحدي هنا. فهمستُ  بصوت منخفض قائلةً ؛ أخيراً هاقد وجدتُ ملجأ أنعمُ فيه بالقليل من الراحة والأمان ودخلتُ معه إلى المنزل، واستلقي دون أن أشعر بأي شئ حولي وأنام وكأنني في سبات لا أحسُ بما حولي ولا أصحو. بقيتُ في سباتي هذا ٣ ايام كما قال لي ذاك الشاب، وعندما صحوت سمعتُ أحداً يحادثُ الشاب خارجاً ، وما كان بي أن أفعل إلا ما أحسست وذهبتُ إلى جانب ستارة المنزل لأستمع لحديث الشاب مع من يبادلهُ الحديث, فسمعتُ أحدهم يسألهُ عن فتاةٍ هاربة من عائلتها منذُ ٣ أيام ، وإخوانها يجوبون الارجاء باحثون عنها فهل رأيتها. كان الفتى المجهول الذي لاحقاً أصبح حبيبي المجهول فطنٌ جداً،وعلمَ أن أهلي يبحثون عني . فما كان منه إلا أن أجابهُ: لم يأتي أحدٌ الي ، ولم أرى شيئاً وإن رأيت سأخبرك وأحاول الوصول إليك لمساعدتك . وذهب ذاك الرجل الذي يبحث عني وعاد الشاب إلي محضراً الحطب ، والقليل من ثمار الشجر لديه لنأكل مع والديه وليصنع من محصوله الذي جمع طبقاً نستطيع مشاركته معاً . كان يحمل ذاك الشاب البعض من حبات الطماطم وقطعة واحدة من الجزر الأبيض وبضع حبات من الليمون والبصل ولم يكن يعلم مايفعلُ بهم ، وبعدُ أن  اطمئننت له قليلاً وتبادلنا أطرافَ الحديث، قررت أن أطهو أنا بنفسي له ولعائلته الصغيرة. فأحضرت ما جمع من خضار ووضعتهم في قدرٍ كبير ، وأوقدتُ المشعل   ، ومن ثم وضعت القدر على النار حتى نضجت الخضار واكلناها. كان ذاك الفتى يعيدٌ جداً بوجودي معهم وبعد مرور بعض الوقت أصبحنا صديقين مقربين ، وتسامرنا أنا ووالديه وتعارفنا واحبوني وكأنني ابنتهم المدللة ولستُ بفتاة متسولة متشردة هاربة.  و استمررتُ مع تلك العائلة وذاك الشاب على هذا الحال حتى أتى يومٍ رآني بهِ أحد المارة خارجاً في  حديقة المنزل وذهب مسرعاً ليخبر ذاك الرجل الذي كان يبحثُ عني . وعندما حلَّ الليل  كانت مشاعر الخوف تتملكني وأنا لا أعلمُ لماذا فكتبتُ رسالة لذلك الشاب وعائلته  محتواها ما أرغبُ في قوله و خرجتُ مسرعة ليلاً أهربُ مرة أخرى ، لكن هذه المرة لا أعلمُ لماذا الهروب الآن في منتصف الليل .

🌹روزالينا🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن