عذابي الأليم

10 2 0
                                    

ومن هنا إفتتحَ  أبي علي عذابه وشنَّ الحرب الذي كنت أرهبُ من وقوعها، وطَفق أبي بكل مالديه من قوة كي يعذبني ولا أشعرُ بالراحة أبداً انتقاماً من والدتي الذي تآكل جسدها تحت التراب ولربما أصبحت عظاماً فقط .  كان أبي  جامحٌ في رأيه ، وعازم على أن يُضمحلَ ابتساماتي دون استسلام . ليلاً ونهاراً أتلقى الضرب والحرمان من الطعام ، وغالباً ما كنتُ أنام واغفو من شدة الألم الذي يصاحبُ جسدي  الهزيل . غالباً ما كنتُ أنتظرَ أبي حينما يغفو ، وأذهبُ بخطوات مرتجفة  رويداً رويداً لأخذَ القليل من الفتات المتبقي من الطعامِ وأكله لأسدَ جوعتي بهِ.  بعد مرور ٣ سنوات من العذاب الأليم مع هذا الرجل الذي يسمى والدي ، قررَ أبي الزواج  ليتنعمَ بحياته ويمارسَ شهواته وملذاته ولم يأبه يوماً لوجودي في حياته، بعد فترة وجيزة تزوج أبي امرأة جميلة الشكلِ تصغرهُ سناً وتفوقهُ قوةً بسبب مكرها وخداعها.  هذه المرأة كانَ اسمها دلال عندما أتت كانت تحاول أن تمثلَ بأنها جيدة وحنونة ، وتبتغي مني الطاعة والرضوخ وعندما أَبيّتُ القبول ، انبلج مكرها وخداعها وحقدها في الظهور لي. حينئذٍ أدركتُ بأنني سألقي حتفي عاجلٍ غير آجل، وعندئذٍ قررت أن أصبر القليل بعد حتى يقوى جسدي المتضعضع على المقاومة لانجو  بنفسي ، وأفرُّ يومئذٍ من ذاك السجن الموحل. بقيتُ أعيشُ في هذا البأس ما يقارب العشرون عاماً، وأصبح عمري حينها  ٣٦ عاماً وأنجبت دلال ( زوجة أبي) في هذه الفترة ٣ أولاد وهم جوزيف، وعابد، وماهر، وكنتُ أعتقدُ حينها بأن  التنكيل على مشاعري والسطو على قلبي انتهى من قِبَلِ أبي و زوجته الحقود ، لكن تلك كانت طليعةُ آلامي وآهاتي التي سوف أتلقاها من عائلتي.

🌹روزالينا🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن