الفصل التاني

5.1K 342 22
                                    

ـ أي ده؟؟؟ الساعة دي بتنور كده ليه؟؟؟
هكذا صاحت أسيل وهي ترى تلك الساعة تضيء بشكل غير طبيعي.
ثُبتت انظارهم جميعًا على تلك الساعة التي يرتديها آدم، كانت تضيء بشكل غير طبيعي، ثوانٍ مرت وهي تسطع هكذا حتى هدى سطوعها وظهر عليها ما لم يتوقعوا أحد.
- يا صلاة النبي أحسن.
ـ هو في إيه جوه!؟
هكذا صاحت أسيل وليلى عندما رأوا شباب ظهروا على شاشة تلك الساعة! لم تستمر صدمتهم كثيرًا، فاقوا من تلك الصدمة على صوت هؤلاء الشباب وهم يصيحون عليهم قائلين:
-نوح!! أنت... أنت فين؟؟ أنت فين يا نوح؟
كان جميعهم ينظرون لبعضهم بفم يكاد يلامس الأرض، حتى آدم أو نوح كما يدعون، اخيرًا خرجت ليلى من صدمتها، مسكت الساعة بعنف ونظرت لهم غير مستوعبه إن حقًا يوجد اشخاص ظاهرين أمامها من تلك الساعة!
صاحت فيهم بنبهار وهي تقول:
ـ هو أنتوا دخلتوا جوا أزاي؟
نظروا الشابان لبعضهم بتعجب، لم ينتبهوا لحدثها؛ فصاحوا من جديد والقلق يتطاير من أعينهم:
ـ فين نوح يا أنسه؟ اديله الساعة لو سمحت عشان العدسة راحت من عليه.
- وحيات خالتك؟ طب مش هديله حاجة غير لما اعرف دخلتوا ازاي هااا.
- يا ستي هاتي ده وقته.
هكذا صاحت فيها أسيل وهي تأخذ منها الساعة، نظرت لهم وتسألت بجدية:
ـ  هو أنتوا مين؟
- أحنا صحاب نوح، أنا يامن وهو زين، ممكن أعرف بقى أنتوا مين؟ ونوح ماله ساكت ليه؟ وهو فين اصلًا؟؟
نظرت أسيل لنوح هذا كما يقولون وقالت وهي تضحك ببلاهه.:
ـ طلع أسمك نوح شوفت يجدع.
كانت دماغ الأخر على وشك أن تُنفجر بسبب كل ما يحدث حوله، أخذ منها الساعة وصاح فيهم بغضب:
ـ يعني أنا فين؟؟ أنا... أنا مش فاكر حاجة، أنتوا مين؟؟؟؟؟ هو أيه اللي بيحصل؟
هكذا ختم جملته بسؤاله وهو ينظر للساعة بتعجب؛ فكانت تضيء وتُعتم بدون سبب، استمرت هكذا لثوانٍ حتى غُلقت تمامًا، نظر لها بصدمة ثم نهض وهو يصيح فيها بغضب وعصبية وكأنها انسان!
ـ لا لا، أفتحي أنا لسه مفهمتش، أفتحي بقولك أنا عايز أفهم أنا فين، أنا عايز أفهم أنا فين يا أسيل؟؟
نظرت له أسيل بحزن؛ فحقًا ما يحدث له لا يستوعبه أحد، نظرت لصديقتها التي كانت حالها لا يختلف عن حال أسيل كثيرًا.
عادت بنظرها مرة أخرى لنوح وقالت:
ـ طب تعالى دلوقت نفطر وتكون هديت، وبعد كده نيجي نحاول نشغلها تاني، أو.. أو على الأقل نفهم مع بعض هو أيه اللي حصل أصلًا!
                        *******************
أما في مكانٍ أخر، كان يامن وصديقه زين يجلسان في مطعم يبدو عليه إنه مطعم فاخر، كل شيء حولهم إلكتروني، والطاولات والكراسي تبدوا عجيبة لكنها كانت أنيقة بشكل يبهر العين، كانا يجلسان على الطاولة وأمامهم ساعة اليد الإلكترونية، تلك الساعة التي يستطيعون من خلالها أن يتواصلوا مع أي شخص في العالم، مُنذ انقطاع المكالمة بينهم وبين صديقهم نوح  وهم يحاولوا أن يعودوا الأتصال بيه، ولكن دون جدوى؛ فمن الواضح أن ساعة نوح بطريتها فُرغت.
نظر يامن لزين وتسأل وهو يكوب رأسه بين يداه.
- أنت فاهم حاجة؟؟
نظر الأخر بشرود ثم قال:
ـ ولا أي حاجة، ولا فاهم مين دول! هو نوح ممكن يكون هرب؟؟
نفى يامن برأسه وهتف قائلًا:
ـ يهرب! يهرب ويسيب ليان لوحدها! أنت بتهزر يا زين؟
آيده زين في الرأي وهو يقول له:
ـ عندك حق، مستحيل نوح يعمل كده، طب هنعمل أيه دلوقت؟
لم يرد عليه، دام الصمت بينهم لثوانٍ حتى صاح يامن وهو ينهض من مكانه قائلًا:
ـ تعالى نروح لـ ليان، لازم نطمنها، ويمكن لما نتكلم سوا ونفكر بصوت عالي نوصل لأي حاجة.

رحلة عبر الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن