ـ ماشي يا عم، هروح أحضر الشنطة ونروح بكرا الطالعة دي، أنا جبت اللوكيشن أصلًا، هنروح نركب من.... وننزل هناك عند موقف تاني، ومن هناك نركب اتوبيس ل... ومن هناك هنمشي شوية حلوين على اللوكيشن اللي معايا، وإن شاء الله هنوصل ونعرف نجيب الحجر ده وترجع بقى لأختك وحياتك.
تنهدت ثم واصلت:
ـ وأنا أرجع لحياتي بقى!
هكذا هتفت أسيل بأسى، دعنا ننتقل للمستقبل، وبالتحديد في ذلك المقهى الذي أتفقوا فيه الشباب أن يتقابلون فيه، كان زين وبحر وتمارا وليان ويامن يجلسون على طاولة كبيرة وأمامهم زجاجة فارغة.
نظرت ليان للزجاجة بحماس ثم هتفت قائلة:
ـ بما أننا كلنا أخيّب من بعض ومش عارفين نفتح مواضيع، تعالوا نلعب الصراحة.
تعالت صوت الهمهمات بينهم، ولكن صاح يامن قائلًا:
ـ إيه لعبة المراهقين دي؟ شوفولنا شغلانة تانية.
بينما ليان لم يعجبها حديثه؛ لذلك تجاهلته وقالت وهي تمسك الزجاجة:
ـ ولا كأننا سمعنا حاجة، يلا هنبدأ.
ـ وحيات خالت!
هكذا هتف يامن بتذمر وهو يرمقها بغيظ، بينما هي فنظرت له ببراءة وهي ترفع كتفيها للأعلى.
ضحكوا جميعهم على أفعالهم الطفولية هذا ثم بدأت اللعبة بالفعل.
وقفت الزجاجة عِند تمارا وليان، حيث أن تمارا سوف تسأل ليان، نظرت تمارا لليان بتقيّم ثم سألتها:
ـ قوليلي، كنتِ بتحبي الأخ ده قبل الجواز؟
سقف زين بحماس وهو يهتف قائلًا:
ـ أيوا بحب أنا الأسئلة المحرجة دي.
ابتسمت ليان ثم قالت:
ـ هبقى أحكلكم بعدين يا عيال وأحنا لوحدنا!
ـ والله! ده اسمه إيه بقى؟ مش دي فكرتك؟ يلا جاوبي.
هكذا حصرها يامن بكلماته، نظرت له بغيظ ثم عادت بنظرها نحو الفتيات وأجابت قائلة:
ـ هو الصراحة يعني، آه كنت بحبه! بس كنت فكراه مش بيفكر فيا أصلًا، أصله ازاي يفكر فيا وأنا أخت صاحبه؟ الموضوع كان معقد جدًا، ولكن القدر بقى!
كان يامن يستمع لحديثها وهو مُغرم بكل حرف تتفوه بهِ، لكزتها بحر في كتفيها ثم قالت لها:
ـ أيوا يا عم، وطلع في الأخر هو كمان بيحبك.
ابتسمت تمارا عليهم ثم سألت يامن:
ـ طب وأنت ليه مروحتش تطلب إيديها من أخوها على طول؟ شكلك كنت بتحبها أصلًا وده من قبل ما سألك.
ضحكوا جميعهم عليها، أجتمعت الأنظار حول يامن، تنحنح ثم أردف:
ـ أصل الموضوع يخوّف! أفرض نوح محبش الموضوع؟ هخسره؟ مكنش عندي أستعداد خالص، وكنت خايف ليفهمني غلط! لكن طلع كل ظنوني في الحماده! وطلع نوح عارف أني بتنيل بحبها أصلًا! ومش فاهم كان إيه لازمتها أم الفرهدة دي كلها!
ـ ادي أخرت عدم السلكان.
هكذا هتف زين وهو يمسك الزجاجة ويلفها من جديد، توقفت عند يامن وبحر، نظر لها وهو يفكر في سؤال ثم قال:
ـ بعيدًا عن الواد ده، بس قوليلي بصراحة، حبيتي حد قبل كده؟
راق السؤال لزين جدًا، نظر لها مترقب منتظر أجابتها، بينما هي فابتسمت ثم قالت:
ـ بصراحة مرة، وأنا صغيرة.
ـ نعم يختي؟
هكذا هتف زين متذمرًا؛ فهو كان ينتظرها تقول إن هو أول حب في حياتها، بينما يامن فرمقه بتحذير ثم ابستم لها وقال:
ـ كملي لو حد أتكلم تاني هاكله متخفيش.
ضحكت على كلماته ثم واصلت:
وأنا في ابتدائي كان أبن الجيران عينه خضرا وشعر أصفر وحاجة أجنبية خالص؛ فأنا كنت مغرمه جدًا بالأستايل ده، ولكن كل ده أتبخر بعد موت ماما.
تنهدت ثم واصلت:
ـ يعني بقيت بجري من هنا لهنا، وبدور على شغل هنا وهناك، تقدر تقول مبقتش فاضية للعب العيال ده أصلًا!
ـ على كده أنتِ عايشة لوحدك من زمان يا بحر؟
هكذا سألتها ليان، ابتسمت لها ومسكت يد تمارا ثم هتفت:
ـ من يوم ما ماما أتوفت، ولحد ما قابلت تمارا في الكلية.
نظر زين لتمارا وسألها قائلًا:
ـ بما أن محدش سألك هنا، قوليلي أزاي عايشة بعيد عن أهلك، احكيلي شعورك.
ختم سؤاله وهو يضع يده أسفل ذقنه، وكأنها ستحكي حكاية ما قبل النوم!
ضحكت تمارا على هيئته ثم قالت:
ـ الموضوع مكنش سهل، الأول كنت فرحانة وبتاع ويلا سكن جامعة وحياة مستقلة وبلا بلا، لكن لما نزلت على أرض الواقع لقيت أن الحوار كبير! دنيا تانية معرفش عنها حاجة! حياة كاملة بقيت مسئولة عنها، الموضوع مكنش سهل، لدرجة أني من أول اسبوع كنت بتصل بيهم وأعيط وأقولهم تعالوا خدوني، لحد بقى ما في يوم بابا قالي كلمتين، اللي عايز يكون قد الحياة والمسئولية هيكون قدها، ده حلمك وهو ده ساعيّك اللي لازم تسعيه، لو عايزة ترجعي أرجعي، لكن متجيش وتعيطي وتقولي يارتني ما سبت حلمي بكل سهولة كده! وقد كان فعلًا، ساعيت وراه حلمي، وربنا رزقني ببحر وهوّن عليا كتير، بس كده.
ـ قصتكم جميلة.
هكذا قالت لها ليان برِقة، ابتسمت لها تمارا ولم ترد، بينما زين فمسك الزجاجة ولفها من جديد وهو يهتف:
ـ يلا نكمل.
*******************
كانت أسيل تجلس في منزلها شاردة الذهن، لا تعلم لماذا قلبها يؤلمها لهذا الحد؟ هل لأن نوح سيتركها بعد عدة أيام؟ وإنها ستعود للعيشة بمفردها في روتين وكئابة من جديد؟ كانت تشعر إنها على وشك البكاء، نهضت من مكانها وأجرت أتصال لكريمة، اخبرتها إنها تريدها وبالفعل لم يمر الوقت حتى كانت تطرق على بابها.
أستقبالتها بالعناق الشديد، ترجلوا سويًا نحو الأريكة، كان وجه أسيل شاحب، نظرت لها كريمة وسألتها:
ـ في إيه؟
تنهدت بحزن ثم هتفت:
ًـ أنا مس عايزة أساعد نحو يا كريمة.
ضيقت عينيها بعدم فهم، نظرت لها وسألت:
ـ ده أزاي؟ وليه؟
وضعت كلتا يديها على وجهها، تنفست الصعدأ ثم أردفت:
ـ أنا بحب نوح يا كريمة، بحبه ومش عايزاه يمشي! فكرت أقوله أني معرفش الطريق أو.. أو أي حجّة فارغة عشان أخليه يقعد معايا!
ربتت على كتفيها برفق، وهي ترسم على ثغرها ابتسامة بسيطة ثم قالت لها:
ـ وضميرك هيكون مرتاح؟ هتكوني مبسوطة وهو جمبك وموجوع وكل يوم بيتعذب ببعد أخته وصحابه؟ هتكوني مبسوطة يا أسيل؟
نفت سريعًا برأسها ودموعها تتسرب على خديها برفق، رفعت وجهها لها ثم قالت:
ـ بتصعبيها عليا ليه يا كريمة، ليه؟؟؟
ـ عمرك ما كنتِ أنانية يا أسيل، من أمتى وأنتِ بتفكري في نفسك بس؟
ـ يعني العدل أني أساعده يهرب وأنا أعيش في عذاب؟
ـ أو تعترفيله بمشاعرك، وتديله حق الأختيار!
هكذا هتفت لها كريمة ببساطة، بينما الأخرى فلم يعجبها الحديث، تصرح هي بمشاعره؟ لا، بتأكيد لا، نفت برأسها بعنف وهي تقول:
ـ لأ طبعاً، أفرض هو مش بيحبني! أكون مرمط كرامتي وخلاص؟ أنا هساعده وخلاص يا كريمة، هيختفي وهنساه وهرجع لحياتي، مش أول مرة يعني حد أتعلق بيه ويمشي!
نهضت من مكانها وهي تمسح دموعها بعنف وتقول:
ـ أنا هروح أتصل بليلى أعرفها أني رايحة المشوار ده بكرا، يكش أروح ومرجعش وأخلص من حياتي كلها.
هكذا هتفت بيأس من الحياة، بينما كريمة فتابعتها وهي تدعي لها أن الله يريح قلبها.
*******************
ولكن في الطابق العلوي، كان نوح يمسك الساعة ويحاول أن يتصل بأصدقائه، ولأول مرة لم يأتيه الرد منهم، قلق عليهم كثيرًا، ولكن أخيرًا فُتحت المكالمة وكان جميعهم مجتمعون! نظر لهم بفرحة وهو يهتف:
ـ إيه ده؟ كلكم هنا وحشتوني.
ألتقطت ليان الساعة من يد زين سريعًا حتى أصبحت هي فقط التي تظهر في الشاشة وهتفت قائلة:
ـ حبيبي عامل إيه؟ أنت كويس؟
ـ زي الفل، أنتوا متجمعين فين كده؟
هكذا سأل نوح وهو يحاول أن يرى أي شيء، ولكن ليان كانت تحجب عنه الرؤية، ألتقط يامن الساعة من يدها وجعلهم جميعهم يظهرون في الشاشة، ثم هتف قائلًا:
ـ قول مين معانا؟
ـ بابا؟
هكذا سأل بتردد، ابتسمت ليان وقالت:
ـ لا، حد تاني.
ـ بتشوفي بابا يا ليان؟
ابتسمت له ثم أردفت ببتسامة تشق وجهها:
ـ كان عندنا من يومين، سأل عليك وقولتله أنك خلاص هتيجي، وحاولنا نكلمك بس مكنش في شبكة، أنت هترجع يا نوح صح؟
ـ بإذن الله.
تدخل زين سريعًا قبل أن تُقلب المكالمة لفقرة درامية حزينة للغاية، ابتسم ثم هتف قائلًا:
ـ عندي ليك مفاجأة.
ـ خير؟
مسك يد بحر ورفعها للأعلى وهو يصيح قائلًا:
ـ بحر خطبتي، هو ده نوح يا بحر.
ابتسمت له بحر ولوحت له وهي تقول:
ـ أنت كويس؟
ـ زي الفل، عرفت تختار ياض، أوعي الواد ده يزعلك، هربطهولك في رجل السرير على طول.
هكذا قال لها نوح بمزاح، ضحكت عاليًا على كلماته بينما زين مسك الساعة بتذمر وهتف:
ـ إيه يا خفه مالك؟
ضحك نوح أيضًا ثم قال وهو يشير لزين أن يفسح له الطريق وقال:
ـ أوعى يا عم كده، كان في وجه جديد شوفته، مين دي؟
ابتسمت ليان وحضنت تمارا من كتفيها وقالت:
ـ دي تمارا صاحبة بحر، بس حتت سكر، يلا أرجع عشان أجوزهالك.
ـ إيه! إيه يا بجرة أنتِ حد يقول كده؟
هكذا هتف زين سريعًا عندما رأَ تمارا وجهها تصيغ باللون الأحمر، لاحظ يامن ما حدث لذلك رمق ليان بلوم ثم غيّر مجرى الحديث قائلًا:
ـ أنت دلوقت ناقصك إيه يا نوح؟
حاول نوح أن يكتم ضحكاته لكي لا يحرج تمارا أكثر من ذلك، يكفي ما فعلته ليان، نظر ليامن ثم أجابه قائلًا:
ـ خلاص فاضل الحجر، هنروح نجيبه بكرا، ولو الموضوع خلص بكرا هتصل بيكم وأقولكم تروحوا لدكتور عبد الغني عشان يقولي إيه الخطوة اللي بعد كده، صحيح أوعوا الساعة تفصل منكم الفترة الجاية، في أي وقت هتصل بيكم، بس أنتوا أدعولي.
*******************
ولكن في حديقة في وسط القاهرة، كانت ليلى تجلس على طاولة في مقهى صغير يتوسط الحديقة، وتجلس بجانبها رهف وأمامهم سامر، ذلك العريس الوسيم الذي جاء لخطبة رهف؛ ففي أخر لقاء بينهم طلب سامر أن يتقابل هو ورهف في الخارج لكي يتعرفون على بعضهم أكثر، كانت ابتهال سترفض ولكنها رجعت تفكرها وقالت لحالها لِمَ لا؟ ووافقت بالفعل، وبالطبع ذهبت معها شقيقتها، وها هم الأن يجلسون معًا على نفس الطاولة، تسامرون قليلًا في بعض الأمور ثم حَلّ الصمت بينهم، مللت ليلى من هذا الصمت، ومن خجل الأثنين؛ لذلك نظرت لسامر وقالت وهي ترسم ابتسامة مرحة على ثغرها:
ـ هو أحنا مش هنشرب حاجة ولا إيه؟ أنا هقوم أجيب حاجة ليا أشربها، ومش هجيبلكم على فكرة.
ختمت حديثها بضحكة بسيطة، بينما سامر فنهض سريعًا وهتف قائلًا:
ـ لا لا، خليكِ هروح أجبلكم طبعًا.
مسكته ليلى من ذراعه حتى جعلته يجلس من جديد وهي تقول:
ـ يا عم أقعد، هو أنا قومت عشان أنت تقوم! هروح وجاية على طول.
وبالفعل ترجلت بعيدًا عنهم لكي تعطيهم مساحة للتحدث مع بعضهم بأريحية، أقتربت رهف من الطاولة وشبكت كفتي يدها في بعضهما وهي تقول:
ـ هي بس حبت تقوم عشان تسبنا براحتنا، مش قصدها حاجة أوعى تزعل.
هكذا بررت موقف ليلى، بينما هو فابتسم وقال:
ـ لأ منا فهمت، المهم أنا عايز أعرف بقى هل أنتِ لقيتِ الراحة اللي قولتيلي عليها قبل كده؟
رفعت وجهها بخجل، وضعت تلك الخصلة خلف أذنها وقالت:
ـ بصراحة آه، وإلا مكنتش كملت وكده!
وهكذا بدأوا الأثنين في الحديث، بدأ سامر يسألها على عدة اشياء مثل ما هي هوايتها، وما إتجاهاتها، ومبادئها، وهي أيضًا بدأت أن تكوّن شخصية واضحة عنه، وأيضًا ساعدها في ذلك حديثها معه في الهاتف؛ ففي الفترة الماضية كانوا يتحدثون في الهاتف، لذلك حقًا تشعر إنها كوّنت خلفية مثالية عن شخصيته!
أنتهت المقابلة ووصل سامر الفتيات لمنزلهم، كانت رهف في قمة سعادتها، سألتها ابتهال عن رأيها الأخير في تلك الزيجة؟ وكانت ملامح وجهها تُجيب على ابتهال، بالطبع قالت لها إنها موافقة وإنها على أتم الأستعداد لتلك الزيجة، عانقتها والدتها مع التهليل والمباراكات، وبعد ذلك الأجواء المشحونة بالسعادة ترجلوا الفتيات لغرفتهم، ومع غلقهم للباب استقبلتها ليلى بسيّل من الاسئلة.
مسكتها من ذراعيها وهتفت قائلة:
ـ قوليلي بقى متأكدة من قرارك؟ عرفتِ كل جوانب شخصيته؟ ولا هترجعي تعيطِ؟ عرفتي مميزاته وعيوبه؟ لازم تكتشفي عيوبه عشان تعرفي هتتعايشي معاها ولا هيكون صعب، عملتيله أختبارات؟ نجح؟ ولا سقط وكان خايب؟ عم.
ـ بس يا بت اهدي!
هكذا قاطعتها رهف وهي تفلت من يدها!
ضحكت عليها ثم تقدمت نحو الفراش وجلست عليه، بينما ليلى فنظرت لها بتذمر وترجلت نحوها، جلست بجوارها وهي تكتف ساعديّها أمام صدرها ثم هتفت بتذمر:
ـ بقى هي دي أخرتها؟ مش عايزة تحكيلي؟
مسكت الوسادة وضربتها بها بخفة وهي تقول:
ـ يا ستي هحكيلك! أهدي.
مسكت منها الوسادة وسندت عليها وهي تبتسم بتساع ثم هتفت:
ـ يلا جاوبي.
ـ بصي يا ستي.
مسكت هي الأخرى وسادة وسندت عليها وقالت:
ـ أولًا أنا عرفت أجابة كل الأسئلة دي! ويمكن دي أكتر حاجة مطمناني أصلًا!
أولًا هو عصبي سيكا، ولكن مش بيحب اللي يعنِد معاه لما يكون متعصب، من الأخر عايز اللي يمتص غضبه، وده عرفته لما قولتله أنا هشتغل في مكان تاني وأن كل التيم هيكون رجالة وبتاع وكده، وأني هتعامل معاهم كتير وأنه لازم يتقبل ده، لقيته وقتها بدأ يقنعني مثلًا أنتِ شغلك حلو، طب مش لازم تغيريه استني لما نلاقي فرصة تانية وكده، كل كلامه كان باللين، ولكن لما عندّ معاه في الفون وبتاع اتعصب وقالي أنتِ ليه مش مقدرة أني غيران وأني مش عايزك تتعاملي مع رجالة كتير، أنا مش بقولك متتعمليش خالص، لكن متقوليش كل تعاملي هيكون مع رجالة والمفروض أني أقبل بده! وطبعًا هو ولا كان في شغل ولا بتنجان ده كان أختبار، واللي حصل في الأختبار نقلني لنقطة تانية أنه غيور سيكا، وحنين جدًا، لما قولتله أني بموت وبفرفر فكرة أول أمبارح؟ لقيته بقى أتصل بامك وعمال يتطمن وفعلًا قلق، والحمد لله أمك فهمت ومتفضحتش، ومش مقفِل خالص، لا عنده الحته بتاعت المناقشة والتفاهم، ومتهيألي كل الحاجات دي هي كويسة، كويسة أوي عشان تكون في شريك حياتي يا ليلى، والحقيقة أن أنا مرتاحة، مرتاحة معاه جدًا!
حقًا الأن فقط أدركت ليلى أن رهف شقيقتها الكبرى بحق! من الواضح إن بسبب ما حدث في الفترة الأخيرة نست الأخرى أن رهف هي الأبنة البكريّة، ولكن حديثها هذا ذكرها بذلك جيدًا، هي لم تكن فتاة صغيرة مراهقة، لم يكن تفكرها سطحي، بل هي فتاة ناضجة وأكثر وعي وإدراك منها، حقًا هي تعلّمت من حديثها جيدًا، عُلِمت بواسطتها عدة أشياء لم تمُر عل ذهنها من قبل، ابتسمت لها من قلبها ثم فتحت لها ذراعيها سريعًا، وببتسامة تشق وجهها وسعادة تداعب قلبها دخلت في أحضان شقيقتها.
أنت تقرأ
رحلة عبر الزمن
Fantasyكانت تعيش بمفردها في منزلها، لا يوجد لها أحد غير رفيقة دربها وخطيبها، ولكن في لمح البصر تغيّر كل شيء! بين ليلة وضحاها أصبحت مسؤلة عن شخصٍ لا تعرف مَن هو، ومن أين ظهر لها! هل يوجد أناس يظهرون في الحياة من العدم هكذا؟ أم تلك خدعة منه لكي يتسلسل لها وي...