" ٤ رمضان "
تابع اليوم الأول:
وبالأسفل وتحديداً بداخل " المخبز " حيث تقف " صبا " التى تعمل بوجوم وحزن كبير وإلى جوارها تجلس خالتها " مجيدة " على الأرضية تتابعها بألم شديد على حالتها التى هى عليها الآن منذ أن علمت بذلك الخبر المشئوم فهى تعلم أن بفعله أبنها تلك قد جُرح قلبها وبشدة فهى تنتظره منذ سنوات وسنوات على أمل العودة وزواجهم على الفور ورفضت على أثر ذلك الكثير والكثير من الرجال الذين تقدموا مسبقاً لخُطبتها ولكنه جاء الآن بكل لامبالاه وعدم إكتراث يخبرهم بأنه قد تزوج والأدهى من ذلك كله أنه سيعيش برفقه زوجته فى تلك الشقة التى صممتها " صبا " على بنفسها وقامت بفرشها على ذوقها الخاص، وكأنها كانت تؤسس وتبنى ذلك العُش الهنى حتى تأتى تلك وتأخذها منها سريعاً ودون مجهود يُذكر..
" مجيدة " وهى تترك العجين من يديها وتهب واقفة مقتربه من " صبا " التى تحاول جاهده إلا تسقط عبراتها أمام أحد منهم فهى تعلم أن الجميع الآن منتبهاً لكل نفس تُخرجه.
- إيه يا بت مالك ما تنشفى كده أوماااال...؟" صبا " وهى ترسم أبتسامة مرتعشه أعلى شفاها.
- فى إيه يا خالتى مالك ما أنا حلوة أهو...؟!" مجيدة " بحب.
- أومال إيه اللؤلؤ اللى فى عيونك دى يا حبة عينى..
ثم تابعت وهى تحتضنها بحب أمومى.
- عيطى يا ضنيااا عيطى يا بنتى ونفسى عن نفسك كفاية القهرة اللى فى قلبك..فأجهشت " صبا " فى بكاء مرير يقطع له نياط القلب وكأن قد أتاحت لها الفرصة للتو للكشف عن عبراتها ووجعها..
" مجيدة " بلطف ونبرة حانية.
- يا كبدى يا بنتى كل ده..
والنبى ما يستاهل..
هو مش أبنى وأول فرحتى بس أنا أهو بقولك أنه ما يستاهلش اللؤلؤ اللى بينزل من عيونك ده.." صبا " بوجع.
- أنا مش بعيط عليه يا خالتى.
أنا بعيط على نفسى ومنظرى قدام أخواتى وكل العيلة.
بعيط على كرامتى اللى إتهانت قصاد الكل..
الكل كان مستنى أنه يرجع عشان يتجوزنى زى ما جدى وأبويا وعمى قرروا ومحدش فيهم كلف خاطره يسألنا عن رأينا وهل موافقين عالجوازة دى ولا لا..
أنا آاااه كنت عيلة صغيرة بضفاير بس يمكن لو كان سألوه هو وأخده رائيه مكنتش أتحطيت فى الموقف ده أبداً ولا أتوجعت بالشكل ده.." مجيدة " بحزن.
- معاش ولا كان اللى بوجعك يا ست البنات..
وحيات أمى اللّٰه يرحمها ويبشبش الطوبة اللى تحت رأسها لهجوزهولك يا " صبا " يا بت " دنانير " وهتقولى خالتى قالت.." صبا " وهى تبتعد عن أحضانها ماسحه عبراتها بكف يديها بقوة وصلابة عكس ما تشعر به بداخلها من ضعف وإنهيار.
- صدقينى يا خالتى مبقتاش ينفع خلاص..
أوعدينى باللّٰه عليكى أنك مش هتفتحى الموضوع ده تانى مع أى حد أو حتى بينك وبين نفسك وأدعيله ربنا يسعده مع مراته عشان خاطرى..