" ٢٣ رمضان "

911 39 1
                                    

" ٢٣ رمضان ".

اليوم الثلاثة وعشرون:

وبعد مرور ثلاثة أيام فى منزل " فتوح " حيث يجتمع الجميع فاليوم هو ثالث أيام الحداد كما يقال.
تجلس " صفية " مرتديه لجلبابها الأسود ووشاحها من نفس اللون واضعه رأسها بين راحتها وعبراتها تسقط من عيونها دون إرادة منها فهتفت " عزيزة " بتألم على حالتها تلك.
- يا بتى حرام عليكى نفسك يا حبيبتى بزياداكى اللى أنتى بتعمليه ده..
أستغفرك ربى وأتوب إليك..
يا بتى ده أنتى حالتك بقت تصعب عالكافر، أدعيله بالرحمة يا حبيبتى ده مكانته كبيرة أوى عند ربك واللّٰه..

" صفية " ببكاء.
- مش قادره يا خالتى..
مش عارفة أمنع نفسى من البكا عليه، ده كان أبويا وحمايا وونسى ما أنتى عارفة أنا لا حيلتى عيل ولا تيل وهو الوحيد اللى كان واخد بحسى ورادد بنفسه عليا..

" عزيزة " وهى تجذبها إلى أحضانها بحنان.
- ربك كريم واللّٰه وهيكرمك من فضله وهيطعمك صدقينى محدش معاه ربنا وينضام أبداً..
بكرا هتجيبى بدل العيل عشرة وهتنجبرى بحق خدمتك للراجل العجوز اللى كان عامل زى حتة العيل ومتشعلق فى رقبتك..
ربك لا يضيع أجر من أحسن عملاً وأنتى أحسنتى إليه يا بنتى وأحسنتى فى حق عمك الحاج اللّٰه يرحمه عشان كده بقولهالك وأنا واثقة أنك هتنجبرى..

" صفية " بمرارة وهى تضرب بيديها ساقها فى قهره وحزن مندبه على فقيدها التى هو بمثابة أبيها الروحى أن لم يكن أبيها حقاً فهى دوماً ما أعتبرته كذلك وليس مجرد حما لها كما يقال.
- آاااه يا أبويااا آااااه يا غالى..
هروح فين من بعدك يا حبيبى..
عدمك خسارة يا جسر بين بلدين..
أحترت من بعدك أنا أروح فين..
مالقيت حيلة بكيت بدمع العين آاااااه..

" عزيزة " بحكمة.
- يا بنتى حرام اللى أنتى بتقوليه وبتعمليه ده، أدعيله..
أدعيله هو محتاج الدعا دلوقتى لكن نواحك وبكاكى ده مش هيفيده يا حبة عينى..

وهنا دلفت " صبا " برفقه " زينب " و " زينه " محملون بأوانى الطعام وهى تردد بمحبة وود والحزن يكسو ملامحها.
- يلا يا جماعة تعالوا الفطار جهز والمغرب هيأذن أهو..

" صفية " بحزن ونبرة ممتنة.
- تسلمولى يا بنات محدش يجلكم فى حاجة وحشة أبداً، أنا واللّٰه ما عارفة هرد جميلكم ده أزاى، جمايلكم بقت كتيره أوى يا خالتى ربنا يقدرنى وأردها..

" عزيزة " بتوبيخ.
- أخس عليكى يا بنتى وهو أحنا فى بينا الكلام ده..
ده أنتى بنت من بناتى زيك زى " ثريا " و " دنانير " و " مجيدة "..
أحنا أهل يا بنتى ومفيش بينا جمايل..

" صفية " بإمتنان.
- ونعم الأهل واللّٰه يا خالتى..
ده أنتم اللى باقيين ليا فى الدنيا من بعد الغالى اللّٰه يرحمه..

" عزيزة " بحب بعدما أستمعت إلى صوت المؤذن وهو يُأذن لأذان المغرب عبر مكبر الصوت.
- أهو أنتى قولتى بنفسك أحنا أهل أهو يعنى بلاش الكلام الفاضى ده ويلا عشان نشق ريقنا يا حبيبتى..

حي البنفسجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن