" ٢٥ رمضان "

901 36 1
                                    

" ٢٥ رمضان ".

اليوم الخامس والعشرون:

فشعرت " صبا " بالصدمة من وجوده فتسمرت فى مكانها لبضع لحظات ومن ثم أستدارت له وهى تخشى أن تنظر إلى عيناه حتى لا ترتبك ويحدث لها ما لا تحمد عقباه ويقع قلبها صريعاً لقلبه من جديد وهتفت بنبرة مهزوزة من شدة ربكتها.
- س سليم أنت هنا بتعمل إيه..؟

" سليم " بنبرة مسكره وهو ينظر إليها نظرات عاشقة غير قادر على التحكم بها.
- بسمع الكروان وهو بيغنى..

" صبا " بخجل وهى تتهرب من النظر إلى عيناه.
- أنا أسفة لو كان صوتى عالى وأزعجتك..
أنا هلم حاجتى وهطلع شقتنا حالاً...! وما كادت أن تستدير لتلملم أشيائها حتى قام " سليم " بالإمساك بذراعها بلطفاً شديداً وتابع بنبرة مسكره.
- ومين قالك أنك أزعجتينى..
صوتك دافئ أوى يا " صبا "..
دافئ زى قلبك..

" صبا " بتوتر وهى تفرك فى يديها من شدة خجلها.
- تسلم يا بشمهندس ده بس من ذوقك..

" سليم " وهو يعطى لها كوب الغلة " البليلة " فى حب شديد.
- أتفضلى كوباية البليلة بتاعتك " زينب " بعتهالك..

فنظرت " صبا " إلى ذلك الكوب وإلى يديها الملطخة بعجينة الصلصال الخاص بنحت التمثال، فلاحظ " سليم " يداها الملطخة وعدم مقدرتها على أخذ الكوب منه وتناول ما به فأمسك بالملعقة مقلباً محتوى الكوب ومن ثم أقترب بيديه الممسكه بتلك الملعقة إلى فمها وهو ينطق بحباً شديداً.
- أفتحى بقك..

" صبا " بخجل وهى تبتعد إلى الخلف بحرج شديد.
- متتعبش نفسك يا بشمهندس، أنا هغسل أيدى وهاجى أكل..

" سليم " بلطف ونبرة متقطره بالعشق.
- مفيش وقت على آذان الفجر كلها دقايق وهيكون إمساك..
ثم تابع بحب ونبرة يملؤها اللطف حتى يزيل عنها حرجها.
أفتحى بقك يا " صبا " يلا مش هأكلك متخافيش ههه..

ففتحت " صبا " فمها وأخذت منه الملعقة بحرج شديد ومن ثم هتفت بتبرير.
- خلاص يا بشمهندس كفاية..
أصلها مسكره أوى وأنا مش بأكل حاجة فيها سكر كتير خصوصاً فى الصيام..

" سليم " بإصرار ونبرة محببه وهو يقترب بالملعقة إلى فمها من جديد.
- معلش خدى معلقة كمان دى تيتة بتقول أن " البليلة " بتمنع العطش فى الصيام..

فأخذت منه الملعقة بخجل وتوتر شديد ومن ثم هتفت بحرج.
- ميرسى يا بشمهندس شكراً جداً..

" سليم " بحب وهو ينظر إلى داخل عيناها نظرات عاشقة.
- مكنتش أعرف أن صوتك حلو أوى كده..
حقيقى يا " صبا " أنتى عاملة زى البصمة مختلفة لدرجة أنى مش لاقى زيك ولا هلاقى..

" صبا " بثبات وهى تُشيح بوجهها بعيداً عنه ولكنها تشعر بغصه فى حلقها على أثر ملاحظتها لبريق عيناه الذى يضىء لها تحديداً دوناً عن غيرها.
- أنا ولا مختلفة ولا حاجة يا بشمهندس، أنا زىَّ زى بنات كتير أوى عايشة هنا، بس للأسف قيمتى أنا واللى زىَّ ميحسش بيها غير اللى جرب مرارة غيرنا..

حي البنفسجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن