" ١٠ رمضان ".
تابع اليوم الرابع:
وفى حى سكنى راق حيث ذهبت " فريدة " لزيارة والديها وتقضيه اليوم برفقتهم وها هى تجلس على تلك الأريكة ممسكه بيديها كوباً من العصير الفرش ترتشف منه ووالدتها تجلس إلى جوارها هى ووالدها فهتفت والدتها بتهكم.
- وهو جوزك مجاش معاكى ليه ولا أحنا مش على هواه...؟" فريدة " بضيق من حديث والدتها.
- يا مامى بليز متقوليش كده أنتى عارفة " سليم " بيحبكم أزاى وبصراحة أنا اللى معرضتش عليه أنه يجى بس هو قالى أنه هيتصل يعزمكم عالفطار عشان تتعرفوا على عيلته وقالى كمان أقولكم أننا هنستناكم فى اليوم اللى أنتم تختاروه.." سهير " بتهكم.
- وتاعب نفسه ليه أبن " مجيدة " ولا مستكبر يجى يعزمنا فى بيتنا.." فريدة " بضيق.
- يا مامى أنتى ليه مصره تحطى " سليم " فى الصورة دى...؟
على فكرة " سليم " gentleman وبيفهم كويس أوى فى الذوق هما بس أهله اللى شكلهم Vulgy أوى بس هو غيرهم صدقينى.." نصار " بغضب من حديث أبنته.
- أحترمى نفسك يا بنت وأعرفى كويس أنك كده بتغلطى فى جوزك مش فى أهله لأن هو جزء منهم واللى يرسى عليهم يرسى عليه والعكس.." فريدة " بضيق وإشمئزاز عندما تذكرت ذلك الحى والعائلة بأكملها.
- أنت متعرفش يا بابى هما قد إيه ناس بلدى أوى ومابيفهموش فى الذوق..
تخيل جدته بتقولى ألحقى جبيلك حتة عيل قبل ما تخشى فى التلاتين هى فكرانى أرنبة ولا هى فاكرة نفسها مين عشان تتدخل فى حياتنا بالشكل ده...؟" نصار " بعقلانية.
- أنتى اللى مش قادره تفهمى أن الناس دى ناس طيبة واللى فى قلبها على لسانها، ناس عايشة على فطرتها اللى ربنا خلقهم عليها ميعرفوش تزويق ولا حتى أنهم ينفقوا بتلاقيهم بيخبطه الكلمة كده بكل عفوية وتلقائية..
أنا مش عايز أقولك أن ده كان إختيارك من البداية بس ده دلوقتى أمر واقع ولازم تقبليه وتتعايشى معاه وتحبى الناس دى لأنهم دلوقتى بقوا أهلك أنتى كمان.." سهير " بسخرية من حديث زوجها.
- أهلها..
أهلها مين يا " نصار " أنت عايز بنتك تعيش وسط الناس البلدى دى..
أزاى " فريدة نصار " بنت " البشمهندس نصار ياقوت " تعيش فى حى شعبى مع ناس بالوصف ده.." فريدة " برفض شديد.
- ايووه يا بابى أرجوك كلم " سليم " يرجع فى قراره وأطلب منه نجيب بيت تانى بعيد عنهم..
صدقنى أنا مش عارفة اتأقلم ولا أعيش العيشة دى وفى نفس الوقت بحبه ومش عايزه أخسره أو أزعله.." نصار " بحزم.
- الوقت..
مع الوقت هتتعودى وهتاخدى عليهم..
يا بنتى الناس دى غلابة بجد أنا كنت فى يوم من الأيام واحد منهم قبل ما ربنا يفتحها عليا وعارف أوى قيمة العيلة والحى اللى مش عاجبك ده.." فريدة " بغرور.
- أهو لو قبلت بحوار الحى ده مش هقبل أبداً بحوار اللى أسمها " صبا " اللى كان هيتجوزها مكانى..