" ٢٨ رمضان ".
تابع اليوم الثامن والعشرون:
قالت جملتها تلك وفرت هاربه من أمامهم جميعاً.
ومن ثم هتفت " صبا " بثقة وهى توجه حديثها إلى جدها بعدما مسحت عبراتها عندما أستمعت إلى حديث أبن شقيقتها وأيقنت أن تلك خدعة من " فريدة " لإبعادها عن زوجها وكسر أنفها الشامخة والعالية حد السماء.
- صدقنى يا جدو أنا عمرى ما أعمل كده..
وبعدين لو كنت عملت حاجة زى دى كنت هسيب شنطتى قدامكم كده عادى وأنا شايفاهم بيدورو على السلسلة.." عمران " بحنان وهو يربت على يديها الممسكه به بحب.
- عارف يا بنتى..
أنا ثقتى فيكى كبيرة يا " صبا " وبثق فيكى زى ما بثق فى نفسى وأكتر.." سليم " بحرج شديد من فعله زوجته.
- أحنا كلنا واثقين فيكى يا " صبا " وعارفين أنك بريئة من الإتهام ده، وصدقينى هردلك إعتبارك..
وقدام الكل زى ما تم إهانتك قصادهم...! ثم تابع وهو يوجه حديثه للصغير " عمران " الباكى وبشدة على أثر بكاء خالته وذلك الإتهام البشع الموجه لها.
- " عمران " حبيبى أنت فعلاً شوفت طنط " فريدة " وهى بتحط السلسلة فى شنطة خالتو زى ما قولت من شوية.." عمران " ببكاء وهو يعاود إحتضان " صبا " من جديد.
- صدقنى يا عمو أنا شوفتها وهى بتقلع السلسلة وبتحطها جوه شنطة خالتو أول ما كلهم دخلوا المطبخ وبعدين فضلت تبص حواليها كتير أوى وقعدت تلعب على تليفونها وكل شوية كانت تبص على باب الشقة وعلى شنطة خالتو وهى بتضحك.." الحاج عمران " بحكمة موجهاً حديثه إلى الصغير.
- " عمران " أنت عارف اللى بيكدب أو بيقول كلام محصلش ربنا بيزعل منه أزاى..
وأحنا فى رمضان يا حبيبى يعنى العقاب بيكون الضعف.." عمران " ببكاء.
- صدقنى يا جدو أنا بقول الحق..
أنا شوفت طنط " فريدة " وهى بتحط السلسلة فعلاً.." الحاج عمران " بحزن.
- لا حول ولا قوة إلا باللّٰه العلى العظيم.." كريم " بغضب.
- بس أنا مش هعديها بالساهل يا أبااا..
أنت عارف يعنى إيه بنتى تتهم بإتهام زى ده..
وغلاوتك عندى يا حاج ما هتعدى بالساهل ولا إيه قولك يا " سليم "..
ثم تابع بغضب أكبر.
- إيه يا أبن أخويا هتسيب مراتك طايحة كده لحد أمته ومحدش هاممها..
أنا بناتى خط أحمر يا " سليم " وخصوصاً " صبا ".." سليم " بحرج شديد.
- صدقنى يا عمى أنا مش عارف هى ليه عملت كده...؟!
بس وحياتك ووحياة كل دمعة نزلت من " صبا " وإهانتها قدامنا كلنا لهرجع حقها وهتشوف.." الحاج عمران " بحكمة.
- بالعقل يا أبنى وبالهداوة..
كلمها بالعقل يا حبيبى وأفهم منها ليه عملت كده..؟ وليه عايزه تأذى بنت عمك بالشكل ده..؟" سليم " وعيناه تغيم من شدة غضبه وهو يقبض يديه بقوة.
- حاضر يا جدى..
حااااضر...! قالها ومن ثم ذهب مسرعاً إلى الأعلى حيث شقته فأقترب " عمران " من " صبا " رابتاً عليها بحنان مردداً بتعقل.
- معلش يا بتى حقك عليا أنا..
أمسحيها فيا يا بت الغالى..