تحت ستار ضوء الليل الازرق الخافت ، في قرية صغيرة تقع بين هاتافيش و مملكة سرانفران ، تخرج فتاة من بيتها لتتجول بجوار النهر وحدها ، ولكن بعد مدة خرج لها من ضوء الليل شاب فوققت امامه ثم أعطاها وردة بيضاء جميلة ، و بدئا بالتجول معاً بجوار النهر.
وكانا يبتسمان كثيرا لبعضهم اثناء سيرهما و حديثهما معاً ؛ فكان يحدثها و تضحك الفتاة قتكتم صوتها لكي لا يسمعها احد ، ثم توقفت عن سيرها و قالت للفتي ''سوف أشتاق إلي حديثنا معا''.
- الفتي: ''لماذا عليك الرحيل؟ ألا يمكنك أن ترفضي الرجل الذي تقدم لكي؟''.
- الفتاة: ''أنا أريد أن أرفض لكن لا أستطيع! أنه من واجباتي كإبنة زعيم القرية أن أتزوج رجلاً اثري من عائلتي لكي يرفع من شأن أبي''.
- الفتي: ''لكن هل قابلتي الرجل؟ هل تعلمين شكله او سنه يا كاترينا؟''.
أجابته (كاترينا) بالرفض مرتين ثم قالت له بضحكة رقيقة ''أقلق عليّ؟ لم أعتقد أنك مهتم بي لهذه الدرجة يا (سلاميل)''.
- سلاميل: ''بالطبع أنا قلق عليكِ ، كيف لا أهتم بكِ و انت اول شخص قابلته تقبلني مثلما تقبلتيني انتِ''.
وقفت كاترينا صامتة تنظر إليه ثم اقتربت منه و قالت ''إذا كنت مهتما بي لهذه الدرجة لِم لم تطلب يدي حتي الأن؟'' فتوجه نظر سلاميل إلي الأرض ارتباكا و خجلا وكان بعينيه لمسة قليلة من الحزن ، ونظرت إليه كاترينا تنتظرت إجابة لسؤالها فجاء شاب اخر إليهما ثم قال إلي سلاميل أنه عليه ان يذهب معه فوراً ، لكنه رفع عينيه ونظر إلي كاترينا و قال لها ''اعذريني سيدتي.'' ثم غادر برفقة الشاب الذي جاء إليه تاركا كاترينا وحدها تمسك بالوردة البيضاء التي أهداها إياها وهي تضغط عليها.
سار سلاميل مع ذلك الشاب حتي اصبحوا خارج القرية تماما ثم دخلا بداخل انقاض برج حراسة يبدوا انه مهجور ، لكنه لم يكن مهجور فكان بداخله ثلاثة اشخاص يجلسون في ظلام البرج و يتحدثون معا و ينظرون إلي بعضهم البعض كأن الظلام ليس موجود ، فقال احد الجالسين عندما دخل عليهم سلاميل ''انظروا جميعا! لقد جاء لنا اخيرا طائر الحب الأحمق!'' ثم قال شخص اخر ''اذا كنت تريدها جدا لما لا تأخذها لتكون لك وتفعل فيها ما تريد ان تفعل؟! ام هل نسيت ما انت؟'' فنظر سلاميل إليهم بإشمئزاز وقال ''لماذا دعوتوني إليكم؟'' فأجابه احدهم ''ألم تسمع بالخبر بعد؟ لقد استطاعت أُمنا ان تحتل مدينة هاتافيش و اصبحت شجرة الغرب تحت سيطرتها بالكامل! ذلك يعني ان هدفها التالي سوف يكون ان تسيطر علي شجرة الشرق ايضا ، ونحن مصاصين الدماء علينا ان نساندها بالكامل عند احتلالها [المدينة الفضيةً]!''.
رفض سلاميل مغادرة القرية و اراد ان يبقي بها فعلي صوتهم صراخا به وبحماقته فأقنعهم كذباً بأنه غير رأيه و انه سيغادر القرية بعد عدة سنين عندما يمل منها ، و لكنه في الحقيقة لم يرد ان يترك كاترينا و كان يحب ان يبقي بأي قرية او مدينة طالما انه يعلم انها موجودة فيها.
غادر مصاصي الدماء برج الحراسة و كاد الصباح ان يضيء نوره الدونيا ، فخرج سلاميل يسير بعيدا عن برج الحراسة و بعيدا عن القرية اكثر و اكثر حتي جلس وحده تماماً يفكر في مشاكله كلها حتي سمع صوت حصان قادم يجري من بعيد ، ثم رأي حصاناً يركض ناحيته و كان يبدوا من صهيل الحصان انه متعب ، فظل يقترب إليه حتي وقف بجواره يلهث ، فإقترب سلاميل إليه بحذر فوجد علي ظهره امرأة يسيل من جسدها دم ، ففك الرباط الذي كان يربطها ثم وضعها علي الأرض ظناً منه انها ميتة ، لكنه سمع صوت نبضها فحملها متجها بها إلي منزله.
لميعلم من هي المرأة التي سينقذ حياتها لكنك عزيزي القارئ تعرفت عليها بأنها ليستسوي نروجارا.
أنت تقرأ
سقوط النور
Fantasyفي عالمنا يأتي نور الصباح من شجرة عملاقة بالشرق و نور الليل من شجرة اخري بالغرب ، يهدد الشجرة عدوة شديدة القوة و الذكاء ، و تمر امرأة بصعوبات كثيرة تجعلها تقهر الصعوبات أمامها ؛ لتقف مع رجلان لينقظا ضوء العالم. أتمني تعمل فوت و فولو و تعلق بأي شيء ح...