لمس المكسور يجرح

59 4 1
                                    


إندهشت نروجارا مما حدث فهي لم تفعل ذلك من قبل ، ليس شيئا عاديا أن يتنفس الناس نيران ، فنظرت نروجارا إلي قيودها فتنفست فيها نارا بحذر كي لا تحرق يديها فذابت القيود و تحررت نروجارا.

خرجت نروجارا من الزنزانة فورا لأن الحارس عندما دخل قد ترك الباب مفتوحا ، وعندما خرجت رأت لوح خشبي معلق عليه مفتاح كل زنزانة فأخذت مفتاح زنزانتها المجاورة ثم ذهبت لتفتحها فوجدتها فارغة وفي تلك اللحظة سمعت صوت مخفوت من بعيد ، لقد كان صوت جرس انذار المدينة.

كانت نروجارا تتمايل عند سيرها بسبب جروحها ، فكانت تستند علي الحائط متي تستطيع ، وكات قدميها خفيفة الحركة كي لا تصدر صوت فيسمعها الحراس ، ولكنها لم تر أي حارس حتي الأن فكان السجن فراغا تماما وكانت بعض الزنزانات بها مسجون مقتول.

مرت نروجارا أثناء سيرها أمام غرفة مأمور السجن فدخلتها حينما لم تجد بها أحد ، فإتجهت إلي المكتب لتجد عليه ورقة كانت رائحة الحبر تفوح منها - أي أنها قد كُتبت في وقت ما من قريب – فقرأتها نروجارا ، كانت رسالة مرسلة من قائد حراس المدينة ماكيد إلي مأمور السجن ، يقول له فيها أنه عليه التخلص من المساجين وأن يرسل حراس السجن إلي البوابة الأمامية ليدافعوا عنها فورا.

غادرت نروجارا السجن من خلال الباب الأمامي - فلم يكن يوجد حراس - وعندما كانت في الشارع كان صوت أجراس الأنذار عالية وكان الناس في حالة فوضي منهم من يقتل الأخر و منهم من يسرق الأخر ، الجميع أرادوا أن يستنفعوا من المصيبة التي تمر بها المدينة بينما كان الحراس ليسوا بالشوارع ؛ ففي الفوضي التي حدثت ظهر في الناس أقبحهم.

أخذت نروجارا سيفا كان بجانب رجل ميت ثم سارت بصعوبة في الشوارع يسيل من جسدها دما و تحاول أن تتفادي أنظار الناس الذين يقتلون بعضهم البعض وهي مختبئة في ظلال الليل ، المكان التي كانت تحاول الوصول إليه ليس ببعيد عن السجن فقط بضع خطوات و ستصل إليه ، وفعلا وصلت إليه نروجارا.

لقد كان منزلا صغيرا في شارع ضيق ولم يكن بهذا الشارع الضيق الفوضي التي كانت تحدث في الشوارع العامة ، أخرجت نروجارا من جيبها مفتاحا و دخلت ذلك المنزل.

يوجد داخل المنزل غرفة نوم مظلمة ، بها نافذة مُغلقة تكتم الصوت القادم من الخارج ، ينام علي السرير رجل ما وجهه ليس ظاهرا لأنه يضع وسادة علي رأسه ، لكن حينما يتحرك من اليمين إلي اليسار تري أنه مشهق.

فيالظلام الدامس يتحرك شخص ما ، و اقترب ذلك الشخص للطاولة بجانب السرير وأضاءالشمعة التي كانت عليها فإنتشر نورها الخافت في الغرفة ؛ ففتح مشهق عيناه ليجدنروجارا أمامه جالسة بركبتيها علي السرير تضيء عينيها الملونتين بشعلة الشمعة ،فمد يده محاولا أن يمسك بشيء علي الطاولة لكنه لم يجده ، فأمسكت نروجارا بالخنجرالذي حاول أن يصل إليه و رمته أرضا ثم أمسكت سيفها و دفعته في صدره ، لم تأبهنروجارا لألم جسدها ولا لجروحها التي تنقط بالدماء لكنها شعرت براحة شديدة عندماأنتقمت من الشخص الذي وثقت به و خانها.

سقوط النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن