خرج سلاميل و نروجارا إلي الشارع امام السِجِل ، و قبل ان تضع نروجارا غطاء رأسها لاحظ سلاميل ان لون شعرها اصبح يميل إلي الإحمرار فأشار لها و اخبرها بذلك ؛ فقامت نروجارا بتفقد حقيبتها لتبحث عن شيء فيها فلم تجده ثم إلتفتت إلي سلاميل و قالت بغضب.
- نروجارا: ''يبدوا أن قارورة صبغة الشعر البنية قد نفذت مني!''.
- سلاميل: ''أستطيع ان اذهب و اشتري لكِ واحدة اخري! إذهبي انتي و ابحثي عن أخاكي ثم قابليني هنا عندما تعودين''.
فذهب كل منهما إلي طريقه ، نروجارا لتجد اخيها ، و سلاميل إلي السوق ، فوجد سلاميل رجلا يبيع صبغات للشعر فقام بشراء صبغة بنية ووضعها في حقيبته ، وفي طريق عودته إلي السجل وجد رجلا يبيع قلادات فذهب إليه ونظر إلي قلاداته فوجد قلادة شدت انتباهه ، قلادة فضية عليها تنين فقام بشرائها مخبراً الرجل بأن يغلفها كالهدية فأخذها ووضعها في حقيبته.
فقالت له امرأة بجواره ''هل هذه القلادة لفتاة تحبها؟'' فنظر إليها و كانت امرأة في الثلاثين من عمرها حامل في شهرها التاسع ترتدي فستان اسود طويل ، ثم قال لها بإرتباك ''لا بل قد اشتريتها لي'' فإبتسمت له و قالت له ''لهاذا القلادة مغلفة كالهدية؟'' ثم نظرت إليه صامتة و الإبتسامة لا تفارق شفتيها فظل هو الاخر ينظر في عينها ؛ فشعر بشيء ما بداخله ، شيء جعله يشعر بأن جسده قد ذاب ولم يعلم سلاميل لماذا فإقتربت منه المرأة و إزداد ذلك الشعور بداخله و اصبح قلبه ينبض بسرعة شديدة ، عندها ادرك سلاميل ان ما يشعر به هو خوف شديد.
هذه المرأة لم تكن سوي ام الوحوش لكنه لم يدرك ذلك سريعاً لأن قرنيها مختفيان و عيناها طبيعية و بشرتها لم تكن دخانية اللون ، بل كانت تبدوا كأي امرأة بشرية وفور إدراك سلاميل من هي سقط علي ركبتيه سريعاً لكنها رفعته وقالت له ''يبدوا انك فهمت اخيراً ، هل تعلم ما هو اسمي ام نسيته كذلك يا حقير.'' أجابها عن اسمها بعد ان ذهبت الرهبته الشديدة قائلا لها بصوت خافت ''(ليلث) ام الوحوش ، الملكة القرمزية''.
حرك سلاميل يده ببطئ كي يخرج سيفه فقالت له ليلث ''لا تفعل ذلك فلن تستطيع الفوز'' ثم نظرت بجوارها إلي رجل شعره اسود كالحرير فقالت ''هل تعلم من هذا؟'' فقال سلاميل ''أ هو (فينرر) اول مصاص دماء؟''.
فضحكت ليلث و قالت له ''جيد! يبدوا أني انعشت ذاكرتك علي ما يبدوا....ماذا تفعل؟ لماذا لم تأتي للبحث عني؟ لقد ارسلتك مع اربعة مصاصي دماء لسبب واحد فقط وهو ان تتكاثروا مع نساء البشر! لكن احدهم اخبرني انك قد وقعت في الحب ثم قتلت ثلاثة منهم!'' ظهر علي وجه ليليث علامات الغضب لكنها ضحكت بعد ذلك و قالت له ''يبدوا بأنك احببت مجدداً هنيئا لك! هل تظن ان ذلك سيكون له نهاية سعيدة؟ انكما ستعيشان معاً بسعادة ؟ بل سوف تكبر هي في السن ثم تموت و يتعفن جسدها في التراب وتبقي انت وحيدا بيت بشر سيقتلوك إذا علموا ما انت ، و مصاصي دماء سيقتلوك لخيانتك لهم!''.
شعر سلاميل بالحزن عندما تذكر السبب الذي جعله لم يعترف بحبه لكاترينا ، عندما تذكر الهبة التي يكرهها وهي حياة الخلود.
- ليلث: ''الفتاة التي قتلت لأجلها مصاصي الدماء ستتزوج عن قريب برجل ثري من هذه المدينة ، يبدوا انها لم تحبك كما احببتها.'' ضحكت ليلث فور إنتهائها من الكلام ثم ابتعدت عن سلاميل و قالت له بصوت صارم ''اذهب الأن عش مع عذابك و عندما يأتي اليوم و يموت كل من تحب سوف اجدك و امزقك حتي تموت ايضاً''.
فكرسلاميل بأن يهجم عليها لكن أدرك انه لن يهزمها هي و أول مصاص دماء معاً ؛ فغادرمسرعاً متجهاً إلي أمام السِجِل حيث انتظر حتي اتت نروجارا فأخبرته ان جيليبينتظرهما في مقهي يقع بجوار مجري النهر بالمدينة اسمه [النهر النائم] ؛ فذهب معهاإلي المقهي وكانت نروجارا تشعر بإحساس غريب تجاه سلاميل فسألته إن كان يوجد خطب مافأخبرها بأنه قابل ليلث ، لكنه لم يذكر كثير من تفاصيل محادثة ليلث معه.
أنت تقرأ
سقوط النور
Fantasyفي عالمنا يأتي نور الصباح من شجرة عملاقة بالشرق و نور الليل من شجرة اخري بالغرب ، يهدد الشجرة عدوة شديدة القوة و الذكاء ، و تمر امرأة بصعوبات كثيرة تجعلها تقهر الصعوبات أمامها ؛ لتقف مع رجلان لينقظا ضوء العالم. أتمني تعمل فوت و فولو و تعلق بأي شيء ح...