الشطر الخامس

19 3 29
                                    

تلبدت السماء بالغيوم الداكنة . واضمحلت الالوان الزاهية ولم تبقى غير صخور رمادية عارية لامعة

ستمطر ...

كل شيء من حوله يتغير بسرعة وهو قابع كالصخرة ، مقوس الظهر مطوق ساقيه بذراعيه .. ساهم في الفراغ

يغيب الصوت في الضلام الدامس .. تتراقص أطياف تطير باحثة عن فجوة تتبع سرب الخفافيش . السماء مغبشة. المزيد من الوحوش . أنها على الأغلب متحولين .. ربما هم ذلك الحشد الذي سبق ورآه جونغكوك .. أنهم يطلعون من كل فجوة

يناظرونه من الأسفل وهو يقف في شرفة الشقة يراقبهم كل يوم يقارن أعدادهم التي بدأت بالنقصان

ولا أحد يتخيل فرحته عندما ينقص أحد منهم

أهذا يعني أنهم بدؤوا بالاندثار بدؤوا بالاختفاء من عالمهم؟؟

أهذا دليل على إم الحياة ستعود إلى مجراها السابق ؟

لأنه كلما بقي الشخص وحيدا تراوده أفكار سيئة أبسطها الانتحار ومحالة قتل الذات

غير عالمين أن الحياة أغلى من ان ينهيها الشخص بنفسه

.
.

تتمشى في الشقة بهدوء تلعب بأصابع يدها النحيلة متجاهلة الذي يأكل شطيرة وهو جالس فوق الأريكة

هكذا هي حياتهم منذ أن أحضر جونغكوك اوليفيا معه إلى منزله

نيته كانت في حمايتها وبما أنها فتاة في خريفها العشرون فهي لا تستطيع أن تحمي نفسها بنفسها لأنه وببساطة بنيتها وجسدها لا يسمحان لها

وهي متفهمة له .. منذ ان قابلته لم تمنحه الثقة وهذا من حقها .. من هي الفتاة التي ستنتقل للعيش مع شاب يكبرها بأربع سنوات وهي لا تعرفه حتى

حتى وإن كان هناك وحوش خارجا فهي لن تثق بأي أحد سوى بنفسها

-
-

الجو الذي بدأ يصبح باردا هذه الأيام يساعدهم في شيءواحد .. إلا وهو وضع العديد من الاطباق في السقف علها المطر تهطل ويجدون ما يروي عطش ريقهم

وبالفعل أخذ الفتى قرابة الستة اطباق منتظمين فوق بعض هاما بالخروج لولا صوتها الذي انبعث من خلفه قائلة

"جونغكوك سأذهب معك"

هي لاتعلم ان فكرة ذهابها معه يتشكل خطرا عليها فماذا لو امسكوها وقاموا باكلها هي الأخرى .. جونغكوك لن يضحي بشخص آخر بعد الآن فيكفيه همومه الآن هو لا يريد ان تعود الوحدة جليسته

نهاية البشرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن