٣١&٣٢
الفصل الواحد والثلاثونسنواتُ من البعد وهى تُمنى نفسها برؤيته .. سنوات طالت وزاد معها الم الاشتياق وتعدى كل الحدود ..حتى فقدت الأمل وتعمدت التكيف والتعود والنسيان .
لكن ان تراه هكذا بدون سابق إنذار .. هذه هى المفجأء التى جعلت قلبها على وشك التوقف.
بكاءها العنيف بداخل احضان ابيها المتشبث بها بقوة .. كاد ان يشطر قلبه لنصفين .. اقترب منهما يربت بكفه على ظهرها التى تساقطت عليه دمعات " ابو العزم " هو ايضاً !
- خلاص يا" سمره " اهدى مش كده .. بعياطك الشديد ده ممكن يجرالك حاجة والله .. انا كنت عاملهالك مفجأة .. بس شكلك كده عايزانى اندم .
عاد ابو العزم برأسه للوراء ليرفع وجهها اليه وهو يبتسم لها بدعابه :
- عاجبك كده ؟ اهو هايندم انو جابني هنا .
ابتسمت مع بكاءها وهى تخرج من أحضانه بتمهل.
ادارها من كتفها اليه ليرى وجهها:
- يانهار ابيض .. شوف وشها بقى ازاى ؟ يعنى يعجبك كده ياعمى ؟
رفع " ابو العزم " ذقنها اليه .. بأطراف اصابعه وهو ينظر لوجهها جيداً الذى اغرقته الدموع مع هذا الاحمرار والانتفاخات الطفيفه بفعل البكاء :
- انا بنتى زى القمر فى ليلة تمامه .. اميرة من كتب الخيال .. جمالها يأسر القلوب وحسنها يخضع اقوى الرجال.
فغر فاهه مذهولا :
- لالالا دا انت خطر عليا .. ايه الكلام اللى يجنن ده ؟
ردت هى بصوت ضعيف:
- دا انت كمان ماشوفتش اشعاره .. احلى كلام واحلى وصف .. ماهو كان بيعتبرنى حبيبته وياما كتبلى .
قبلها على جبهتها بقوة وهو يسألها :
- انتى لسه محتفظة بيهم ؟
اومأت برأسها تجيب :
- كلهم ومافيش ورقة منهم ضاعت .
صاح " رؤوف " على الاثنان :
- اقسم بالله بدأت اغير .. انا حاسس انى بقيت عزول وسطيكم ..
استدارت اليه بابتسامة ولا اروع :
- بعد الشر عليك ما تبجى عزول .. انت ما يليقش عليك غير الحبيب .
- تهللت اساريره بمرح :
- ايوة بقى هو ده ..سمعينى كلام حلو زيك
اومأ له بكف يده :
- انبسطت كده ياعم .. اهى حطتك فى مرتبة الحبيب .
هز برأسه بسعادة غامرة:
- انبسطت قوى طبعاً .. طب احنا هانفضل هنا عالباب .. ومش هندخل ؟ اتفضل ياعمى اتفضل .
.......................................- طلعت متجوزة يا" شيماء " ومن بيه كبير جوى كمان فى مصر ..
قالتها وهى تضرب بكفٍ على الاَخرى بغيظ احتل قلبها .. وامام صمت الاَخرى المحدقة اليها بصمت تابعت .
- عشان لما جولتلكم من الأول ان البت دى فاجرة كدبتونى وماحدش صدق عليها رغم عملتها السودة وكانكم عميتوا مش شايفين .. ماتردى يامحروسة ولا البسة كلت لسانك.
اجفلت الفتاة ترد عليها حانقة :
- عايزة ايه يا" رضوى " منى ؟ ولزوموا ايه كلامك ده معايا اساساً ؟
فغرت فاهها وكأنها اصابها العته :
- انتى حتى كلام مش متحملة عليها ياشيماء هو في ايه بالظبط؟
نهضت عن مقعدها لتقف امامها بغضب :
- بصراحة انا مش فهماكى يا" رضوى " .. ولا فاهمة انتى عايزة ايه بالظبط ؟.. ياستى ان كانت طلعت عفشة ولا زينة .. ماهى راحت لحال سبيلها وامها اعتبرتها ميته .
خرجت منها تنهيدة حارقة وهى تحدق اليها بغل :
- عايزة تعرفى انا ايه اللى مجننى ؟ .. اللى مجننى حظها اللى ضارب فى السما.. وسحرها اللى بترميه عالرجالة فى اى حتة تروحها .. يعنى حد في الدنيا دى يصدق انها تطلع هربانة من بلدنا.. وبدل مايحصل فيها زى كل البنتة اللى بتهرب وتجيب العار لأهالها .. لا دى تروح تتجوز بيه من اللى بيتعدوا عالصوابع فى مصر ..دا ابويا وابوكى مجدروش يلمسوا شعرها منها .. وبعد دا كله لسه بتسالينى .. عايزة ايه منيها ؟
استدارت " شيماء " صامتة .. تجلس مرة اخرى على طاولة مكتبها وهى تتلاعب بكتبها وقد ضاق صدرها من هذه الضيقة الثقيلة .
دنت منها " رضوى " تسألها بتعجب :
- انتى مالك يا" شيماء " سكتى ليه ومابترديش على كلامى ؟
اجابتها بسأم :
- ويعنى عايزانى اجولك ايه ؟ بصراحة كل واحد حر فى تصرفاته وانا مش هاشغل نفسى ب" سمره " ولا غيرها .. انا اهم حاجة عندى دراستى .
اعتدلت فى وقفتها تنظر اليها بقنوط :
- هو انتى مضايقة من جيتى يا" شيماء " ولا معطلاكى ولا حاجة عن دراستك .. جولى جولى يكون كمان مش طايقانى ؟
زفرت بضيق :
- استغفر الله العظيم.. هو انا غلطت فيكى يابتى ؟ ولا انتى مضايقة وبتجرى شكلى وخلاص ؟
- مالكم يابنات صوتكم طالع لبره ليه ؟ هو انتو كنتوا بتتعركوا؟
سألتها " ثريا" وهى تدلف للغرفة حاملة صنية لاكواب العصير ..
تقدمت عليها " رضوى " تتناول الكوب :
- جيتى فى وقتك يامرة عمى .. احسن انا كنت هاموت من العطش .
- الف هنا يابتى .. اشربي وانا اجيبلك غيرها .. دا عصير منجة من شجرتنا .
نظرت اليها " شيماء " بحنق قبل ان تسال والدتها :
- هو ابويا صحى ياما ولا لسه ؟
- ابوكى صحى من زمان ولبس جلابيته وطلع مع الحاج " سليمان " اخوه يزور " رفعت ".اصلهم جلجانين عليه من ساعة ماسبوه .. بيقولوا ان حالته كانت لا تسر عدو ولا حبيب .
توقفت عن شرب العصير تبتسم ساخرة :
- خليه يشرب .. عشان كان طاير بيها وكأنه ملك نجمة من السما .
خبطت " شيماء " بيدها على طاولتها متمتة مع نفسها بغيظ :
- اللهم طولك ياروح .
....................................

أنت تقرأ
سحر سمره
Lãng mạnجحظت عيناها ، وقلبها اصبح يخفق بقوه خوفا منه ، حينما وجدت نفسها محاصره بين الحائط وذراعيه وهو بكل صفاقه اقترب منها ، وبفحيح الافاعى - يعنى العمر دا كله مستنيكى .. وحايش اى مخلوج عنك .. عشان تيجى دلوك وتتجوزى" رفعت " .. غصب عنى . - بعد عنى ، انتى ات...