السابع والعشرون

3.8K 118 1
                                        

الفصل السابع والعشرون

انتابتها حاله من الصدمة وهى ناظرة اليه بأعين جاحظة بصمت .. بعد ان فاجئها بقراره وكأنه مقولة عابره القاها اليها بين كلماته.
- ايه ياتيته مالك ساكتة ليه ؟
اجابته متذمرة:
- ارد اقول ايه؟ هو انا اللى سمعته ده كان جد ؟!
- ايوة يا تيتة كان جد ولو تحبى اكرر كلامى حاضر اكرره .. انا لا يمكن هاقبل اى حد يقرب من " سمره " بأى كلمة ولا اى اساءة دى هاتبقى مراتى يعنى شرفها وكرامتها من شرفى وكرامتى .
هزت " لبنى " برأسها غير مصدقة :
- انت سامع نفسك يا" رؤوف " ؟ بقى عايز تسيب " صافى " بنت الاصول واللى انت عارفها وعارف تربيتها كويس وتروح تتجوز واحدة شغالة عندنا وهربانة من أهلها كمان !
رد عليها بلهجة صارمة :
- اولاً كده لازم تعرفى انها كانت هربانة من جوازة غضب من واحد مفروض عليها .. يعنى مش حاجة مشينة وتعيبها..
ثانيا بقى انا سألت عن أهلها وعرفت انها من عيلة متأصلة فى الصعيد .. دا بالإضافة انك عاشرتيها وعرفتيها بنفسك هى اد ايه راقية وتشرف اى حد يتجوزها  .
خفت حدتها وهى تنظر اليه بتشتت :
- هو في ايه يا"رؤوف "؟ دى اول مرة اشوفك كده.. هي البنت دى عملتلك ايه بالظبط ؟ خلتك تقلب كده وتبقى انسان تانى غير اللى انا اعرفه .
جز على فكيه حانقاً وهو يحاول ان ينتقى كلماته .
- تيته ارجوكى بلاش تكررى كلام " صافى " قدامى .. انتى عارفانى كويس وحفظانى .. انا مش عيل صغير ولا مراهق ؟
اخذ شهيق بقوة قبل ان يتابع ببعض الهدوء
- اكيد  يا" تيتة "انتى فاكرة ساندرا وحبى ليها قبل ماتعمل حادثة بعربيتها ..وعارفة كويس انى بقالى سنين بعد وافاتها لا اتجوزت ولا حبيت بعدها.
اسبلت المرأه جفنيها بتأثر فتابع هو مستغلاً صمتها :
- هاتصدقينى لو قولتلك ان " سمره " نستنى " ساندرا"
وحبها .. احساس الشغف اللى كان غايب عنى بقالى سنين .. بحسه بس مع " سمره " .. انا هاتجوزها وهدافع عنها وهاحميها من اى خطر .. وانتى لو بتحبينى بجد .. وافقى على جوازى منها وعوضيها بحنانك عن كل اللى شافته .
.........................

خرجت من غرفتها باحثة عنه بعد ان ارتدت اسدالها على عُجالة وهى ممسكة بيدها علبة العقد
الفاخرة .. صعدت الدرج متجهه الى غرفة " لبنى " بعد ان اخبرتها " سعاد " وقبل ان تطرق بيدها على الغرفة تراجعت مرتده وهى شاعرة بالحرج.. فماذا ستخبر المرأة حينما ترى العلبة بيدها..وماذا ستخبره هو ايضاً ؟ وقفت بوسط الطرقة شاردة لبعض الوقت لتفاجأ بصوته يخاطبها :
- واقفة عندك بتعملى ايه ؟
شهقت مخضوضة :
رفع حاجبه مبتسماً بتسلية يشبع انظاره منها وهى واضعة يدها على قلبها .. حجاب رأسها متراجع لنصف شعرها الفوضوى من اثر النوم وبشرتها الخمرية عليها اثر احمرر طفيف .. هى تحادثه الاَن مرتبكة وهو لم يفهم اى شئ نتيجة شروده بها.
- رؤوف بيه انا بكلمك.
- اسف والله مخدتش بالى .. كنت بتقولى ايه بقى ؟
تنهدت بتعب وهى تعيد ماقالته:
- انا كنت عايزه افهم ايه لزوم الحاجات دى كلها وو..احنا لسة ما فيش اى حاجة يعنى ؟
ضيق عينيه بتصنع :
- امممم ..لزوم الحاجات دى ياستى انى عايزك تجهزي بسرعة عشان المأذون جاى بعد ساعة من دلوقتى
- ساعة !!
قالتها بأعين جاحظة من الدهشة فتابع هو :
- ايوة ساعة يا" سمره " ولا انتى نسيتى اتفاقنا امبارح ؟
هزت برأسها تستوعب
- لا مانسيتش .. بس يعنى حتى لو وافقت مش بالسرعة دى .
- لا بالسرعة ولا انتى ناسية أهلك ممكن يجوا فى اى وقت ؟
أسبلت اجفانها صامتة فلم تعد هناك ضروره للجدال ولكنه اجفلها بسؤاله
- انتى خارجة بالعلبة دى ليه ؟
قالها باشارة لما تضعه بيدها فتذكرت ما اتت من أجله :
- اه صحيح دا انا كنت جايبها معايا مع ان مكنتش عارفة هاجولك ايه .. الموقف نفسه غريب وانا بصراحة مكنتش فاهمة .
ابتسامته ازدادت اتساعاً :
- واديكى فهمتى ياستى ممكن بقى تتحركى عشان تفطرى وتغيرى هدومك..
...............................

سحر سمرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن