الفصل الحادى عشر
أكملت ارتداء ملابسها وخرجت من الغرفة تهتف على " سعاد" .
- انا خلصت يا" سعاد " انتى فين؟
جاوبتها وهى تخرج مسرعة من غرفتها ايضاً وتلف حجابها :
- اناجيت اهو وخلصت انا كمان .
- امال ولادك فين مش شايفاهم يعنى ؟
قالتها سمره وهى اعيُنها تدور فى المنزل .. ابتسمت لها سعاد وهى تتناول حقيبتها
- ولادى انا سربتهم عند جارتى ام ايمن ماتشغليش نفسك انتى .. ياللا بقى اتحركى خلينا نحصل مشاويرنا
تحركت معها سمره وقبل ان تخرج من الباب سألتها
- طب وشغلك ؟ انا عرفت من رحمه انك بتشتغلى .
جاوبتها وهى تُغلق باب المنزل جيداً
- ما انتى هاتروحى معايا الاول عند محل الست اللى انا شغاله فيه .. انا هستاذن منها ساعتين وبعدها نروح على عنوان والدك وان شاء الله خير .
خرجن الاثنتان من المبنى السكنى وهن تتبادلن الاحاديث الوديه لتشهق سمره منتفضة بعد ان اجفلها هذ المدعو " ممدوح" بصوتِه الجهورى
- ياصلاة النبى عالحلويات .
وضعت " سمره " يدها على قلبها بخوف والأخرى صاحت عليه :
- انت اتجننت ياممدوح !.. دى عامله تعملها وتخُض البنيه .
نظر اليها بجرأه متفحصاً مما اثار القشعريره بداخل " سمره" ليُردف .
- الف اسم الله عليكى ياقمر .. سامحينى ان كنت خضيتك .. ها انتى مين بقى ؟
اجفتله سعاد بضربة بقبضتها على ذراعه :
- وانت مالك هى مين ؟ بتسال ليه ؟
عاد بنظراته الى سعاد هاتفاً :
- الله ياسوسو مش نتعرف على ضيوفك برضو عشان نقوم بواجب الضيافه معاهم !
- ملكش دعوة ياسيدى بضيوفى .. واخلص بقى عشان مش فاضيلك .
لم يتزحزح وهو ينظر لسمره ويتحدث بسماجه :
- عجبك كده ياابله عامليها معايا .. طب انا غلطت دلوقتى يعنى ؟
جاوبته سمره بسأم
- يااستاذ خلينا نعدى ونشوف مصالحنا .. ارجوك خلينا نمشى .
ردد خلفها بدهشة
- ارجوك .. هو انتى صعيديه يا ابله ؟
هنا " سعاد فاض بها فأبعدته بكفها الصغيره تهتف بحنق
- اوعى كده خلينا نعدى يااخى دا انت ذودتها اوى .. مش ناقص غير تعملى تحقيق فى الرايحة وفى الجاية انا واللى بمشى كمان بلاقرف .
- طب ليه العنف طاه ؟
قالها بميوعه بعد ان ازاحته بيدها وسارت بسمره تتخطاه .. وبعد ان ابتعدوا عنه سالتها " سمره"
- هو الراجل دا اتجنن .. بيعمل كده معاكى ليه ؟ انت. تعرفيه ؟
تنهدت بحزن تردف
- دا كان جوزى ياختى .. جوازة الندامة
سمره بدهشة غريبة
- كان جوزك ! .. وبيعترض طريجك عادى كده وهو طليجك !
مالت زاويه شفتها بابتسامه ساخره
- اصله عايز يرجعلى ياستى .. وانا اللى رافضه !
- ورافضه ليه ؟
- عشان عايزنى اصرف عليه من شغلى .. ويقعد هو من غير شغل ويصرف فلوسى عالبرشام والحشيش.
نظرت اليها سمره بأسى
- هو من النوع الزفت ده .. لا انتى خليكى مطلقة احسن بلا وجع دماغ .
هزت براسها تردف
- ياستى بلا قرف .. خلينا فى اللى احنا فيه دلوقت ؟
اومات لها برأسها توافقها الرأى وهى تسير معها .. برغم من شعورها بما تخبئه " سعاد" بقلبها ناحية هذا المدعو " ممدوح " !
...................................
وبداخل سيارته التى كان يقودها .. وهو يتحدث فى الهاتف واضعاً سماعة فى اذنه :
- ايوه ياتيته ماتقلقيش الخاتم معايا اهو.. وانا رايحلها دلوقتى المحل اديهولها .
لبنا من مكانها :
- طب ما تتصل بيها تقابلك فى اقرب كازينوا واديهولها هناك بدل مرواحك محلها .
ابتسم بعفوية على سذاجة جدته
- اخدها فين ياتيته ؟ هو انا جايبلها خاتم الخطوبه !
- دا خاتمها اللى نسيته عندنا لما اتغدت معانا .
جدته بحزم
- طب وامتى بقى هاتخطبها ؟
هز براسه بسأم
- ياتيته انا قولتلك بفكر لسه ! .. بلاش التسرع ده الله يخليكى .. وانا وعدتك انى بفكر بجد !
صوت زفيرها فى الفون سمعه جيداً ليردف بمرح
- خلاص بقى ياتيته ودانى تعبت من نفخك فيها .
- ماشى يارؤوف اعمل اللى انت عاوزه اما اشوف اخرك ايه ؟.
- اخرتها خير ان شاء الله ياتيته
- ان شالله يارب
.................................
دلفت " رحمه " لداخل مطبخها وهى تُشمر اكمامها استعداداً لتحضير وجبة الغداء .. وذلك بعد ان عادت من دوام عملها فى المدرسه وبدلت ملابسها لملابس بيتيه مريحه .. فتحت صنبور المياه على بعض الخضروات وهى تغسلها بعنايه ..
سمعت صوت قرعٍ لجرس المنزل فصاحت على ابنتها
- بت يا" رويدا " .. افتحى الباب يابنت .. يارويدا .
اتت الفتاه الصغيره على النداء
- عايزه ايه ياماما ؟
رحمه بعصبيه
- يخرب بيت ماما .. يابت بنده عليكى واقولك افتحى الباب جيالى انا ليه ؟
- ياماما ماهو بابا قالى روحى انتى وانت هافتح .
- طب خُدى بقى .. طبق الخضار ده حطيه عالسفره .
تناولت الفتاه الطبق وخرجت ..وانشغلت " رحمه " لدقائق فى تقطيع بعض الخضروات ولكن اجفلها هذا الهدوء الغريب فى منزلها
- هو الصوت كتم ليه فى البيت .. لا عيال سامعه حسهم ولا الراجل كمان !
قالتها وخرجت من مطبخها .. لتفاجأ بمجموعة رجال ضخام الجسد اماماها
- انتو مين ؟
اللتفت الرجال على مقولتها وهى تتقدم نحوهم .. فشهقت مزعوره حينما وجدت .. ابنائها الثلاثه .. الولدين والفتاه مقيدين من ايديهم وفمهم مكمم وزوجها ايضاً مثلهم .. وامامهم هذ المدعو " قاسم " جالساً على المقعد المريح واضعاً قدماً فوق الاخرى وهو يتلاعب بالمسدس وناظراً اليها بغموض .. همت لتصرخ ولكنها تفاجأت بمحسن وهو يضع المسدس على راس ولدها الصغير
- لو حسك طلع .. فاجرلك راسه حالاً دلوك .
وضعت يدها على قلبها تردف لقاسم بارتجافه وخوفٍ شديد ودمعاتها تهطل بغزاره
- انت عايز ايه ؟ وبتعمل معايا كده ليه ؟
نظر اليها بتشفى ليردف بغل
- نبتدى بالسؤال التانى .. بعمل معاكى كده ليه ؟
عشان انتى تستاهلى اللى يجرى فيكى بعد ماغفلتينى وهربتيها من جدامى !
- هى مين ؟. انا مش فاهماك ؟
قالتها بمقاطعه فهدر فيها:
- بلاش كهن النسوان ده عليا .. وخلينى أجاوبك عالسؤال الاول بسؤال زيه
-هى فين دلوك ؟.
هتفت وهى تشهق من البكاء
- انا مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه ؟
ضرب بكفه على المقعد وهو ينهض عنه بعصبيه
- انت شكلك عايزه الاذية صح .. سمره فين ياولية انتى ؟ انطجى وردى بدا ما اخلص على عيالك التلاته دلوك .
شبكت يديها امام صدرها وهى تشهق ببكاءٍ مرير .. والخوف ياكل قلبها على اولادها لو حدث ونفذ هذا المجنون تهديدُه ومن ناحية اخرى لا تريد ان تغدُر بصديقتها التى هربت للنجاة من هذا المريض وافعاله ..
- هاا .. هانجعد نستنى كده كتير ..ولا اخلصلك على عيل فيهم عشان اشجعك عالاجابه .
قالها وهو يرفع الزناد ناحية احد الابناء .. فضرب زوجها على الارض بقدميه وهو يزوم بعصبيه .
ساله قاسم بحنق
- عايز ايه ؟
اخذ يزوم بصوتٍ اعلى ليستطيع التحدث .. فأومأ قاسم براسه لاحد الرجال لنزع الشريط اللاصق عن فمه .. وبمجرد رفعها صاح بصوت ملهوف ومرتجف
- انا عارف جريبتكم فين ؟ وانا اللى هاجولكم .. بس سيبوا عيالى .. دول مالهمش ذنب
اعتدل " قاسم " فى وقفته ينتظر الجواب .. فبادل الرجل نظرته ل" رحمه " التى ازداد شهيقها فى البكاء فصرخ عليها " قاسم "
- اكتمى حسك خلينى اسمعه
كتمت شهقتها وهى واضعه يدها على فمها وبكاءها لا يقف .. فنظر الرجل لقاسم بقوه .
- اضمن الاول انك متاذيش عيالى ولا مرتى جبل ما انطج بحرف واحد
مال " قاسم " برقبته يردف بسخريه
- وانا اضمن منين ان كلامك صح ؟
الرجل بقوه
- انا مابكدبش .. اللى انا هاجولوا بناءاً عالى سمعته بالصدفه منها وهى بتتكلم فى التليفون مع جريبتكم وتوصيها عشان تاخد بالها من نفسها فى الجطر
برقت عيناه بشراسه يردد خلفه .
- جطر !!
- ايوه جطر وارجع واجولك تانى .. ادينى وعد بعدم اذية مرتى ولا عيالى وانا هاجولك على كل اللى سمعته ويوصلك لجريبتك .
سقطت على ركبتيها بانكسار مع بكائها وشهقاتها المكتومه .. فادرف " قاسم " بوعده
- اوعدك ان مش هالمس حد فيهم .. بس لو كان كلامك صدج .
صمت الرجل قليلاً وبعدها قال
- انا اخدت منك وعد .. وهاجولك وانت تتاكد بنفسك !
.................................
أنت تقرأ
سحر سمره
Romanceجحظت عيناها ، وقلبها اصبح يخفق بقوه خوفا منه ، حينما وجدت نفسها محاصره بين الحائط وذراعيه وهو بكل صفاقه اقترب منها ، وبفحيح الافاعى - يعنى العمر دا كله مستنيكى .. وحايش اى مخلوج عنك .. عشان تيجى دلوك وتتجوزى" رفعت " .. غصب عنى . - بعد عنى ، انتى ات...