الفصل الخامس عشر
رفت بأجفانها تنظر اليه بذهول وهى تستعيد ذكرى امس حينما اقرعته بكلامها المجنون والمخزى دون حق ولا خطأ قام بفعله.. فاطرقت بوجهها ارضاً تريد العوده من حيث اتت ... وهو مازل ينظر اليها بتسليه ومرح حتى أجفل بتحرك قدمها البطئ للخلف فأوقفها ضاحكاً
- انتى بترجعى للخلف ليه ؟هو انتى عايزه تمشي؟!
رفعت انظارها اليه تومئ بيدها وتتحدث بلجلجه:
- اصل اا .. انا بصراحه .. عايزه امشى اا.. جصدى نسيت حاجه وافكترتها عن اذنك...
- اوقفى مكانك ياسمره وبلاش لعب عيال.
خرجت منه بحزم فنظرت اليه مذهوله تومئ بسبابتها ناحية صدرها .
- انا بعمل شغل عيال !
ابتسم اليه بموده مخففاً لهجته
- لا طبعاً انا بهزر معاكى .. بس تعالى بقا اقعدى عشان نتكلم جد .
قالها وهو يجلس خلف مكتبه و يشير بيده لتجلس امامه ... ترددت قليلاً ولكن تحت نظراته الملحة تقدمت تجلس .
- تحبي تشربى لمون ثوانى هاكلم صوفيا .
- لا ارجوك انا مش عايزه حاجه .
قالتها بسرعه ومقاطعه فازداد اتساع ابتسامته يردف لها
- طب اهدى طيب كده وهاتى الورق اللى فى ايدك دا اشوفه .
ناولته اوراقها بتردد.. القى نظرة سريعه عليهم فرفع راسه يسألها بدهشة :
- انتى خريجة كلية تربية انجلش ؟ غريبة يعنى ! ازاى متعينتيش فى اى مدرسة ؟
اجابت بصوت خافت :
- ظروف!
ترك الورق وهو ينظر لها بتفحص :
- طب ممكن اعرف ايه هى الظروف دى ؟
رفعت انظارها اليه :
- ممكن تعفينى من الاجابه ؟
اومأ براسه بتفهم ولكنه سأل بفضول .
- انتى مش قريبة سعاد صح ؟
اجفلها بفراسته فردت :
- لا مش جريبتها .. بس هى صحبتي ومعرفه جامده.
- انا برضوا حسيت كده .
قالها وهى ينظر اليها بتفحص وكأنه يحفظ تفاصيل وجهها مستغلاً توترها الملحوظ وخجلها مما حدث امس .. اجفلها صمته فرفعت انظارها اليه متسائله :
- هو فى حاجة تانيه حضرتك ولا امشى ؟
عادت يبتسم اليها بمرح :
- تمشى فين ياسمرة ؟ طب وشغلك ؟
- جصدك انى اتجبلت فى الشغل .
- وانتى مين يقدر ما يقبلكيش ؟!
قالها بصوت خفيض ولكنه تابع .. قومى ياللا معايا عشان تشوفي تيته " لبنى " دى هاتحبك قوى ..
خرج " رؤوف " من غرفة مكتبه و خلفه " سمره " التى كانت تسيطر عليها الرهبه .. نهضت سعاد احتراماً له وهو ابتسم لها بحبور يشير اليها بيده قائلاً :
- عامله ايه يا سعاد ؟
القت نظرة ل"سمره" وهى تبادله الابتسامة :
- الحمد لله ياباشا تشكر عالسؤال .. هو انتو رايحين فين ؟
اومأ براسه:
- ثوانى وراجعلك ياسعاد ..
صعد الدرج وخلفه سمره التى كانت تتوعد لسعاد بحركة يدها وبصوتٍ مكتوم .
...................................زفرت المرأه العجوز بضيق وسأم وهى واقفه على باب شقتها وترى هولاء الرجال وهم يطرقون على باب المنزل المقابل لها واصواتهم لا تكف عن الكلام بصوتٍ عالى .
- خبر ايه ؟ بجالنا ساعة واحنا بنخبط عالباب ؟ هما طرشوا مش سامعين ؟
اللتفت سليمان يسأل :
- انت متأكد يارفعت ياولدى ان هو دا العنوان ؟
- يابوى بجولوكم جيت هنا جبل كده .. يعنى متأكد طبعاً .
صاح حسن بصوت عالى وهو يطرق بقوة
- امال يعنى ماتوا ؟ دا لو ماتوا الخبط دا هايصحيهم ...
- ياسيدى مافيش حد موجود افهم بقى !
التفتت الثلاثه للمرأه العجوز .. فتابعت بصوتٍ غاضب :
- مش تقدٌروا ان فى ناس ساكنة هنا وعاوزه ترتاح ؟
تقدم رفعت منها متأسفاً:
- انا اسف ان ازعجناكى.. بس احنا كنا عايزين نعرف السكان اللى هنا راحوا فين ؟
زفرت مرة اخرى تردف :
- مش موجود.. اللى انتو بتسألوا عليه مش موجود ؟
هو مين ياست اللى مش موجود ؟
قالها " حسن" بعصبيه للمرأه .. فردت عليه حانقه .
- استاذ" ابوالعزم "ياسيدى .. هو فى حد غيره آلدنيا مقلوبه عليه من امبارح؟
رفعت بدهشه :
- الدنيا مقلوبه عليه ! ليه ياعنى؟
المرأه بنزق:
- يعنى انتوا دلوقتى بتخبطوا وقلبتوا العماره وقبلها بنص ساعه كان فى واحد قبليكم صعيدى برضوا ولسانه طويل وامبارح كانت بنته....
قاطعها رفعت بسرعه ولهفه .
- انتى بتجولى مين ؟ هى بنته كانت هنا امبارح ؟
سليمان ايضاً :
- انتى متأكده ياست الحجه انك شوفتى بنته ؟
- ايوه طبعاً متأكده .. دى قالتلى بنفسها ان اسمها" سمره " شعر بتسارع دقات قلبه الخائن والملهوف عليها فتسائل بتماسك.
- طيب وهى راحت فين بعد كده ؟
المرأه وهى ترفع اعيُنها للسماء :
- ياااربى... انا هاعرف عنوانها ازاى بس ؟ دى اول اما قولتلها ابوكى محبوس على ذمة قضيه رافعتها مراته .. نزلت على طول ومستانتش حتى صاحبتها .
- صاحبتها !! هى تعرف حد هنا كمان بيساعدها ؟
قالها حسن باستنكار فرد عليه رفعت مضيقاً عينيه بتفكير .
- يعنى كانت عامله حسابها .. طبعا ماهى مش غبيه !
شكرا ياست الحجه ازعجناكى وجلجنا راحتك .. المرأه وهى ترتد للخلف:
- لا ياسيدي ولا يهمك .. المهم بس ملاقيش حد يطير النوم من عينى تانى .
وقبل ان تصفق الباب اوقفها رفعت قائلاً :
-- عن اذنك ياحجه ممكن تاخدى رقمى .. عشان لو ظهرت تانى ولا خرج ابوها من السجن تبلغيني..
..............................
أنت تقرأ
سحر سمره
Romanceجحظت عيناها ، وقلبها اصبح يخفق بقوه خوفا منه ، حينما وجدت نفسها محاصره بين الحائط وذراعيه وهو بكل صفاقه اقترب منها ، وبفحيح الافاعى - يعنى العمر دا كله مستنيكى .. وحايش اى مخلوج عنك .. عشان تيجى دلوك وتتجوزى" رفعت " .. غصب عنى . - بعد عنى ، انتى ات...