الخاتمة
طرق عنيف على الباب مع قرع مستمر لجرس المنزل .. جعله يخرج من غرفته نومه مجفلاً .. نادى على خادمته التي ذهبت لفتح الباب سريعاً :
- مين يا" زهرة "؟
- انا يا" تيسير " اللى عايزاك .
اشاح بوجهه فور ان راَها امامه بعد ان دلفت بخطواتٍ مسرعة اليه فقال بسأم :
- اهلاً ياصافى.
بهتت من مقابلته الباردة لها فقالت :
- هو في ايه يا" تيسير " ؟ بتبعد وشك عنى ليه ؟ هو انت كمان صدقت اللى بيقولوا " رؤوف " بعد ماصدق المتخلف جوز سعاد .
وضع يديه بجيب بنطاله البيتى محدقاً اليها بعنيه يسألها بنزق:
- وانتي ايه رأيك ؟ اصدق ابن عمى ولا اصدقك انتي ؟
اقتربت تطبق بكفها على ذراعه قائلة بلهفة :
- تصدقني انا يا" تيسير " .. رؤوف مخدوع فى البنت دى وبتضحك عليه؟ وتلاقيها هى اللى راسمة الخطة دى كلها عشان تسيطر عليه وتبعدني عنه .
قال باذدراء :
- والنبى حقيقي مصدقة نفسك ؟ هو انتي لدرجادى غرورك صورلك ان كل الناس اغبيا ومش في مستوي ذكائك ؟
ازدردت ريقها بتوتر:
- قصدك ايه يا" تيسير " مش فاهمة ؟
- قصدي افكرك .. اني ماكنتش سكران ولا فاقد الذاكرة .. عشان انسى ان انا اللى قولتلك عن موضوع قاسم .. واديتك بغبائي طرف الخيط اللى يوصلك ليه .. واللى هو طبعاً ممدوح.. عشان تتفقوا مع بعض وتخلصي من سمره وبعدها بقى يخلالك الجو مع رؤوف ..عشان تحققي حلم عمرك بالقرب منه .
شهقت بدموعٍ حقيقية فقالت يائسة :
- طب حتى لو كان الكلام دا حقيقي.. ممكن يا" تيسير " .. تُقف معايا وتقنع رؤوف ببرائتى .. انا مش قادرة ابعد ولا اسيبه .. خليه يسيبها ويرجعلي.. دي ما تستاهلوش ولا من مستواه .
- سامحيني ياصافى .. بس انا لا يمكن هاكدب ولا اخدع رؤوف فى موضوع هو خلصان اصلاً .. نصيحتي ليكي انك تسافري وتوفري على نفسك تعب القلب ..وعلى فكره بقى .. النهاردة فرحهم ياصافي .
صاحت بجزع :
- كمان فرحهم النهاردة؟
- ايوه النهاردة .. يعنى بقى حاولى تشوفيلك حجة تواجهي بيها اصحابك .. اللى ماهايصدقوا يفرحوا فيكى .. عن اذنك بقى عايز اريح ساعة كده .. اصل النهاردة السهره هاتبقى صباحى فى فرح ابن عمي
تركها متسمره مكانها من الصدمة ودلف هو لغرفته غير مبالي .
.............................هجمت الفتيات الثلاثة والمرأتين عليها بالعناق والقبلات يهنأنها بكل ود ومحبة .. حتى " رضوى " تخلت عن حقدها قليلاً بعد اقتناعها اَخيراً .. ان ماكانت تحقد بهِ على ابنة عمتها لم يكن سوى بلاءً فوق رأس سمره .. حرمها الراحة والسعادة لسنوات .. مروة وشيماء وزوجات اعمامها نعيمة وثريا كن يهنأنها من قلوبهم بفرحة لا تشوبها شائبة .. فرحة كانت بداخل " سمره " اضعاف وهى ترى اكتمال سعادتها بحضور عائلتها معاها فى هذا اليوم الاهم فى حياتها ..ولكن عيناها كانت معلقة بالمرأة التى وقفت بجوار الباب .. وكأنها فقدت القدرة على المشي وهى مطرقة برأسها ارضاً .. لا تقوى على النظر بعينى ابنتها العروس التي وجدت سعادتها اَخيراً .. بعد ان خرجت من محيط سيطرتها وقرارتها الخاطئة والمدمرة فى حق ابنتها .
شعرت بها فجأه وهى تلقي بنفسها عليها بشوق .. تعانقها بقوة:
- وحشتينى جوى ياامى .
شددت " بسيمة " بذراعيها تعانقها بقوة اكبر وهى تذرف الدمعات بغزارة على الفستان الأبيض .. تبكى بحرقة وبصوتٍ مكتوم:
- سامحيني يابتى سامحيني.
تاثرت سمره هى ايضاً فقالت مابين دمعاتها :
- خلاص ياامى .. اللى فات مات على كده .. وبالعكس كمان بجى .. دا انتي اللى تسامحيني مش انا .
شهقت " بسيمة " واصبح بكائها بصوتٍ عالي .. فالتف حولهم جميع من في الغرفة :
- سيبى البت يابسيمة مش كده .
- خالتى بسيمة براحة على نفسك وعلى بتك .. دى عروسة ودا يوم فرحها .
- مكياجك يا" سمره " .. كده هايبوظ يابت عمي .
قالت " سمسمة " بدعابة:
- يانهار ابيض .. مافيش وقت ياجدعان .. عشان نصلح المكياج والفستان اللى هايبوظوا
اخرجتها بسيمة اَخيراً من احضانها .. تنظر لها عن قرب وهى تبتبسم بسعادة والم :
- طول عمر ابوكي يقول عليكى ..اميرة من كتب الخيال .. بس انا دايماً كنت بكلامي المدب .. اقتل الشعور دا فيكي عشان ماتتكبريش ولا تنغري .. بس والنعمة الشريفة ابوكي كان صادق يابتى وانتي عمرك ماببنتي اي فعل يدل على التكبر ..لكن انا اللى كنت بعاند وبس ..مع انه دايماً كان معاه الحق .
قالت الاَخيرة بحرقة وهى تطبق عليها داخل احضانها مرة اَخرى .. مما جعلهن جميعن يهتفن متذمرات :
- يوووووه مش هانخلص النهاردة.
- جرى ايه يابسيمة ؟ هو انتي فتحتي فى البكا ومش ناوية توجفي ؟
.................................
أنت تقرأ
سحر سمره
Roman d'amourجحظت عيناها ، وقلبها اصبح يخفق بقوه خوفا منه ، حينما وجدت نفسها محاصره بين الحائط وذراعيه وهو بكل صفاقه اقترب منها ، وبفحيح الافاعى - يعنى العمر دا كله مستنيكى .. وحايش اى مخلوج عنك .. عشان تيجى دلوك وتتجوزى" رفعت " .. غصب عنى . - بعد عنى ، انتى ات...