٣٥&٣٦
الفصل الخامس والثلاثونفتحت اجفانها على اثر هذا الضوء القوى الذى اخترقهم .. ناظرة الى هذه الستائر البيضاء التى تحجب اشعة الشمس ولا تحجب الضوء .. وهى مازالت تستوعب سبب وجودها هنا فى هذه الغرفة .. فوجدته امامها وقد غفى برأسه على طرف تختها وهو جالس على مقعده بجوارها .. تذكرت كل احداث الأمس بدءاً من ابتزازاها على يد" قاسم "حينما هددها بأبيها لخطفها..ومروراً بقيامها بهذه الحركة المجنونة حينما قفزت من السيارة والقت بنفسها على الطريق المزدحم بالسيارت هرباً منه .. وانتهاءاً باستيقاظها هنا فى هذه الغرفة بداخل المشفى بعد نجاتها وعثوره عليها.. ومنذ هذه اللحظة وهو لم يتركها ولو دقيقة .. حتى وبالرغم من كل محاولات ابيها ليأخذ دوره فى رعايتها .. انه حبيبها ومصدر امانها .. لقد تمكن منه التعب ونام وهو جالس على مقعده.. ويده مازالت ممسكة بيدها .
حاولت رفع يدها الاَخرى كى تلمس على شعر راسه .. ولكنها تأوهت بصوتها رغم عنها لشعورها بهذا الالم من جديد فقد تناسته اثناء نومها .. رفع رأسه مجفلاً على صوتها .
- ايه ياحبيبتى؟ هو انت الوجع زاد عليكى من تانى؟ ولا حاسة بأيه بالظبط؟
ردت بابتسمامة جميلة ومشرقة :
- لا ياحبيبى مافيش حاجة .. انا بس كنت عايزه اصحيك بطريقة احسن من كده .. لكن للأسف بقى .. دراعى لسه حساه مدغدغ وتعبان .
ضيق عينيه بتفكير :
- معلش ياقلبي .. دراعك هاياخد فترة على ما يخف من الكدمات والرضوض اللى فيه .. بس انتى كنتى هاتصحينى ازاى بالظبط ؟
ابتسامتها زادت اكتر وهى تردف بخجل:
- بصراحة انا استفزنى جداً شعرك الناعم ده .. وكان نفسى اللمس عليه !
رفع حاحبيه وهو يبتسم بمرح:
- يانهار ابيض على حظى ! أخ ...يارتنى ماكنت صحيت .. يارتنى ما كنت صحيت.
ازدادت خجلا من كلماته :
- خلاص والنبى ما تكسفنيش .
رفع كفها التى مازالت بيده منذ امس يقبلها بقوة :
- ربنا يارب يخليكى ليا .. انا قلبى وجعنى اوى امبارح من خوفى وقلقى عليكى بعد اللى حصلك واللى سمعته بعد كده منك .
- سلامت قلبك من اى وجع
قالتها بحنان جعله ينهض من مقعده يقبلها بغتةً على وجنتها المكدومة .
- وتسلميلى انتى من كل شر .. وعد منى يا" سمره " مش هاستريح ولا يهدالى بال غير لما اجيب الكلا...... دول تحت رجلك .
- انت تقصد " قاسم "والواد اللى كان معاه ؟
قالها " ابو العزم وهو يدلف لداخل الغرفة .. قبل ان يصل اليهم .. مقبلاً رأس ابنته :
- عاملة ايه النهارده ياقلب ابوكى ؟ انا كلمت الدكتور قبل ما ادخل عندك هنا .. وقالى ان الأشعة كلها بينت ان مافيش كسور والحمدلله ..
رد عليه " رؤوف " :
- فعلا ياعمى الحمدلله ان ربنا نجاها من حاجة بشعة زى دى ؟ اكيد ان شاء الله لو الدكاترة اطمنوا عليها اكتر.. هايكتبولها على خروج النهاردة.
..............................كان جالساً على مقعده الصغير وهو يطرق بأصابعه على مكتبه بشرود .. فى مخزنٍ كبير خلف وكالته من الناحية الاَخرى .. ممتلأً بأشولة الحبوب بمختلف انواعها .. والتى يتاجر بها منذ ان تولى المسؤلية .. خلفاً لأبيه الذى اصابه المرض مبكراً وجعله قعيد الفراش .. ينتظر اخيه الذى وعده بالمجئ .. فور ان اغراه بصفقة كبيرة تدر عليهم مزيداً من المال .. لقد صرف جميع العمال.. ولم يتبقى سوى الغفير المكلف بحراسة المخزن .. تنهد بصوت عالى وهو ينظر لساعته فى انتظار لحظة المواجهة .
خرج من شروده على صوت العامل حينما هتف عليه :
- اعملك شاى يابيه ولا تحب اعملك قهوة ؟
هز برأسه يجاوب دون تركيز :
- اااالا مش عايز اى حاجة انا .. روح انت على بيتك يا" عامر" .
فغر الرجل فاهه بدهشة :
- اروح كيف يابيه ؟ دا ميعاد نوبتى فى الشغل ؟ وانت صرفت العمال كلهم .
- انا جولت انك تريح النهاردة .. يعنى الحرامية جاعدين على الباب .
- يريح كيف ويسيب المخزن ؟
قالها " قاسم " وهو يدلف لداخل المخزن رداً على كلمات اخيه.. وتابع :
- غور ياض اعملى كوباية شاى كبيرة..
نظر " عامر " حانقاً اليه ولم يتحرك .. حتى امره " رفعت " بعجالة :
- روح زى ماقالك يا" عامر " هاتله شاى وهاتلى انا كمان .. بس من القهوة اللى فى اَخر الشارع .
سأله " قاسم " بعد ان جلس على احدى الكراسى الخشبية:
- ويجيب من القهوة ليه ؟ مايعملها هو بنفسه هنا وخلاص !
نهض " رفعت " وهو يصرف العامل الغفير بصوتٍ جدي :
- بس انا نفسى اشرب الكوباية من القهوة نقسها ..ياللا بسرعة يا" عامر " اعمل زى ما جولتلك .. وخلي الصبى يعملها على نار هادية .
تعجب " قاسم " وهو يرى اخيه يصرف العامل ويغلق المخزن عليهم من الداخل :
- خبر ايه ؟ انت بتجفل علينا الباب لوحدينا ليه ؟
تقدم ليجلس امامه من جيد خلف مكتبه وهو يردف بتحايل:
- ياراجل بقولك عايزك فى موضوع مهم .. ومش عايز حد يسمع الكلام المهم اللى هايتجال !
عقد حاحبيه بتساؤل وهو يراه يخرج من جيب سترته " هاتف " سمره "ويضعه على المكتب .
- موضوع ايه المهم جوى ده اللى عايزنى فيه؟ وايه لازمة التلفون ده ؟ مش هو ده اللى كان بتاع المحروسة اللى كانت خطيبتك .. بت ابو العزم ؟
..................................

أنت تقرأ
سحر سمره
Romanceجحظت عيناها ، وقلبها اصبح يخفق بقوه خوفا منه ، حينما وجدت نفسها محاصره بين الحائط وذراعيه وهو بكل صفاقه اقترب منها ، وبفحيح الافاعى - يعنى العمر دا كله مستنيكى .. وحايش اى مخلوج عنك .. عشان تيجى دلوك وتتجوزى" رفعت " .. غصب عنى . - بعد عنى ، انتى ات...