الفصل الحادي والعشرون 💥💥

10.2K 337 12
                                    

احياناً يكون غياب شخصاً واحداً قادراً على إطفاء العالم من حولك .. وكأن روحك تنتظر ان تلمح طيفه لتُرد لجسدك من جديد .. وكأن كل معاني الاشياء تنتظر ان يعود حتى تعود .. لو رآى أحدهم كيف يتحرك في تلك الغرفة ذهاباً وإياباً كالأسد الحبيس لتأكد ان النيران الكامنة بصدره الآن كفيلة بإشعال بلاد لتحولها في دقائق لرماد وتدمر معالمها كلها .. سمع صوتها حسناً من المفترض ان يطمئن ولكن لا يعلم لما اثارت تلك المكالمة شكوكه وزادت من تلاعب القلق بقلبه الملتاع على من تسكنه .. يتذكر تلك المكالمة التي شاركها مع تلك العنيدة الغائبة منذ بضعة ساعات وكيف أحس بالغموض يحيط بكلامها رغم وضوحه
*فلاش باك*
استطاع احمد اخيراً اقناعه بالدخول للمنزل والتفكير بالتريث حتى يستطيعوا العثور عليها ليتحرك معه وهو لا يعرف ماذا عليه ان يفعل .. زوجته غائبة .. زوجته مختفية منذ الصباح ولا يعرف طريقها .. يشعر بنفسه عاجز عن فعل اي شئ .. يشعر بنفسه مُقيد .. يشعر بالقلق والخوف عليها ينهش في قلبه .. دخل وجلس على ذلك الكرسي ليستمع لكلام مراد الذي لم يستطع عقله ترجمته .. فالعقل منشغل بمن تسكن القلب .. منشغل بما حدث لها وسبب غيابها .. منشغل ليقطع انشغاله هذا صوت رنين هاتفه .. رفع الهاتف ليدق قلبه بعنف حين لمح اسمها ينير شاشته ليفتح الخط سريعاً ويردف بلهفة
زين(بلهفة): ألو .. ايوة يا إيمان .. انتي مليحة؟
إيمان(بهدوء): ألو يا زين .. ماتخافش انا كويسة
زين: انتي فين؟
اشار مراد لزين بفتح الصوت حتى يستمعوا جميعاً للمكالمة لينفذ الاخير ما قاله ويصدح صوت إيمان وهي تردف
إيمان: انا في القاهرة
زين(باستغراب): هتعملي ايه في القاهرة عاد؟!
صفاء(وهي تنتشل الهاتف من يد زين بلهفة): ايوة يا إيمان .. ايوة يا قلب امك .. انتي كويسة؟
إيمان(بهدوء): انا كويسة يا ماما ماتخافيش .. اديني زين بعد اذنك
زين(وهو يأخذ الهاتف من صفاء مرة اخرى): ايوة يا إيمان .. ايه اللي نزلك القاهرة عاد؟ وكيف تنزلي إكده من غير ما تجولي لحد؟ وليه تلافونك كان مجفول؟
إيمان: مش وقت الكلام دا يا زين هفهمك كل حاجة بعدين المهم ركز معايا كويس .. اطلع اوضتي هتلاقي في الدولاب شنطة برقم سري .. الرقم 505 .. افتحها هتلاقي ملفات جواها منهم ملف مكتوب عليه 26423 .. خلي الملف دا معاك وبكرة الصبح هكلمك اقولك تجيلي فين بالظبط في القاهرة علشان تديهولي
زين(بلهفة): بكرة ايه اني چايلك دلوكيت جوليلي انتي فين
إيمان(وهي تنظر لمن يقف بجانبها): لأ .. م.. مش هينفع دلوقتي .. هكلمك بكرة الصبح .. اوعى تنسى يا زين رقم الشنطة 505 ورقم الملف 26423
قالتها وقُطع الخط ليهتف زين بانفعال
زين(بلهفة): ألو .. ألو .. إيمان
نظر زين لهاتفه ليجد انها اغلقت الخط ليضغط عليه بغضب .. ربتت صالحة على ذراع صفاء وهي تردف بهدوء
صالحة: اهو الحمد لله ربنا طمنا عليها
صفاء: الحمد لله يا رب
دعاء: ان شاء الله ربنا يرچعها لينا بكرة بالسلامة .. يلا بجا يا عمتي عشان ترتاحي هبابة انتي من صباحية ربنا وانتي واجفة إكده
هزت صفاء رأسها وتحركت مع دعاء وصالحة تاركين الرجال ومن بينهم مراد الذي وقف بصمت ولم يُعقب على تلك المكالمة
احمد(بهدوء): الحمد لله اننا اتطمنا عليها
سالم: الحمد لله يا ولدي .. انتوا الليلة هتبيتوا معانا إهنيه انا هنادم دلوكت على الغفير يفتحلكم المضيفة
كاد احمد بالاعتراض ليتفاجئ بمراد يردف
مراد(بهدوء): يبقى كتر خيرك يا عمدة .. معلش هنتقل عليكم بس الدنيا ليلت زي ما انت شايف
سالم: ماتجولش إكده دي الارض لو ماشالتكوش نشيلكم فوج راسنا .. عن اذنك انادم على الغفير
تحرك سالم لينظر احمد لمراد الذي بادله نظرة ذات مغزى مرسلاً رسالة ان الأمر ليس هيناً كما يظن .. تركهم زين وتحرك دون إضافة كلمة واحدة لغرفة إيمان لكي يرى ماهية هذا الملف الذي تريده تلك العنيدة
*عودة*
ينظر لذلك الملف القابع بين يديه والشك يتجول بخاطره .. لم يكن هناك حقيبة بالدولاب .. ولم يكن هناك عدة ملفات .. لم يكن هناك سوا هذا الملف موضوعاً تحت ملابسها التي أخذ يشمها كالمدمن عسى انفه تلتقط رائحتها فتُسري كالمخدر بروحه وكيانه .. دق على باب غرفته تبعه دخول احمد الذي اردف بهدوء
احمد: ممكن ادخل؟
زين: اتفضل يا احمد
احمد(وهو يدخل الغرفة): عامل ايه دلوقتي؟
زين: الحمد لله .. معلش تعبناكم معانا
احمد: تعبت مين يابني إيمان دي بنت عمي وزي اختي تمام وبإذن الله هنطمن كلنا عليها بكرة .. وبعدين ماتنساش اننا بقينا صحاب
ابتسم زين ابتسامة بسيطة لينظر احمد للملف ويردف بهدوء
احمد: هو دا الملف؟
زين(وهو يومئ برأسه): ايوة هو
احمد: وريهولي كدا
اخذ احمد الملف ليمرر عيونه على ما به من تقارير وعقود وغيره .. انتبه لجملة زين التي اكدت له شكوكه وشكوك الصاعقة
زين: بس تعرف حصلت حاچة غريبة
احمد(بانتباه): حاجة ايه؟
زين: الملف ماكانش في شنطة ولا كان فيه ملفات غيره من الاساس .. حتى مفيش رقم مكتوب عليه زي ما جالت
صمت احمد قليلاً ليردف بهدوء وهو يحاول ألا يظهر القلق على تعابير وجهه
احمد: تلاقيها بس اتلغبطت او اختلط عليها الامر .. يلا هسيبك انا علشان ترتاح شوية
هز زين رأسه وأخذ الملف منه .. تحرك احمد خطوتين قبل ان يلف وجهه ويردف
احمد: بقولك يا زين معلش ممكن بس تليفونك ثانية
زين(وهو يخرج هاتفه من جيبه): ايوة طبعاً اتفضل
احمد(بابتسامة بسيطة): معلش اصل موبايلي شحنه خلص وكنت عايز اطمن على ماما وميان انت عارف هما لوحدهم وسيف في الاكاديمية
زين(بهدوء): ربنا يوفجه ويحميهم
احمد: امين يا رب
ضغط احمد على بعض الازرار ليرفع هاتفه على اذنه ثواني قبل ان يبتسم بهدوء ويردف
احمد(وهو يُعطيه الهاتف مرة اخرى): مش بيردوا .. شكلهم ناموا .. شكراً
زين: العفو
احمد: يلا تصبح على خير
زين: تلاجي الخير
تحرك احمد مغادراً غرفة زين ليظهر التجهم على وجهه بمجرد إغلاقه لباب الغرفة .. تأكدت شكوك الصاعقة .. الثعلب في خطر!!!
/////////////////////
بغرفة عبد الحميد تقف رحمة بجانب سرير والدها اثناء كشف د. اسماعيل عليه فـ اختفاء إيمان المفاجئ أتعبه .. نعم خاف ان تكون قد ابتعدت عنه مرة ثانية .. تعب من بُعدها ولم يتحسن إلا عندما اخبرته رحمة والتي كانت تلازمه طوال اليوم بما عرفته عن كونها سافرت للقاهرة وستعود غداً .. وقتها فقط ارتاح قليلاً .. انتهى د. اسماعيل من كشفه ليردف بهدوء
د. اسماعيل(بهدوء): الحمد لله يا حاچ الضغط دلوكت احسن كتير .. بلاش انفعال مرة تانية .. ماتخضناش عليك عاد
ابتسم عبد الحميد ليردف بهدوء
عبد الحميد: تسلم يا ولدي .. تعبتك معايا
د. اسماعيل(بابتسامة بسيطة): ماتجولش إكده يا حاچ .. انت نسيت چمايلك اللي مغرجاني .. ربنا يجدرني وأسد ولو چزء صغير منيها .. عن اذنك
قالها وتحرك لتتحرك خلفه رحمة حتى تقوم بإيصاله لباب المنزل .. كاد بالخروج لتردف بتردد
رحمة: يا داكتور..
توقف د. اسماعيل لتردف رحمة بتوجس
رحمة: هو ابوي صحته مليحة دلوكت ولا انت هتجول إكده وخلاص عشان..
د. اسماعيل(مُقاطعاً بهدوء): ماتجلجيش الحاچ عبد الحميد مليح والعلاچ الطبيعي بدأ كمان يچيب مفعول بس اهم حاچة نبعده عن الانفعال عشان مانرچعش للصفر من تاني
رحمة: ان شاء الله
ساد الصمت لثواني ليردف د. اسماعيل بنبرة صادقة يشوبها الارتباك
د. اسماعيل: احم .. اني كنت عايز اعتذرلك على الموضوع اللي حوصول .. صدجيني اني لما اتجدمت وطلبت يدك كان لأني يشرفني اني اكون من العيلة .. اني بعتبركم عيلتي التانية من وجت ما ابوي الله يرحمه مات والحاچ عبد الحميد اتكفل بتعليمي لحد ما اتخرچت .. چميله ديه في رجبتي طول عمري ..(ثم اضاف بنبرة حزينة).. وياريت كمان تبلغي اسفي لخطيبك
رحمة(باستغراب): خطيبي؟!
د. اسماعيل(بتأكيد): إيوة .. استاذ حمزة
اسمه جعل قلبها يدق بعنف كما لو انه اصابه زلزالاً بقوة 1000 ريختر .. قبضة قوية أعتصرت قلبها وغصة مُرة احتلت حلقها حين أتت سيرته .. صمتت رحمة ولم تنطق ليُكمل د. اسماعيل
د. اسماعيل: صدجيني اني ماكنتش اعرف انك مخطوبة و..
رحمة(مُقاطعة): اني مش مخطوبة
د. اسماعيل(باستغراب): كيف مش مخطوبة عاد .. ديه استاذ حمزة لما جالي كان متنرفز ومتعصب وجال انكم مخطوبين و..
رحمة(مقاطعة مرة اخرى بقوة): جولتلك اني مش مخطوبة ممكن تكون فهمت غلط
د. اسماعيل(وهو يلاحظ انفعالها): احم .. چايز .. على العموم اني عايزك تعرفي اني لسة عندي امل تغيري رأيك و..
رحمة(مقاطعة ببرود): ربنا يسهل يا داكتور
د. اسماعيل: تمام .. عن اذنك
تحرك د. اسماعيل مغادراً تاركاً تلك التي تغلي الدماء بداخلها كما تغلي الحمم البركانية .. من هو لينشر أكاذيبه حول كونها خطيبته!! .. كيف يتجرأ على هذا بعدما أدمى القلب بخيانته لكل العهود .. هل ظن انها قد تعود له .. لا , والله لو عاد سيراً على رموش عينيه مُحملاً بثقل الأرض ندماً لن تغفر له ولن تصفح .. ربما لم تستطع طوال تلك السنوات انتزاعه من داخلها .. ربما شيعت جنازته بعقلها حتى ترتاح .. ربما عاشت هي كالراهبة لسنوات تمتع هو فيها بأحضان غيرها .. ربما وربما وربما ولكن بعد جرحه لها ولكرامتها في الماضي وبعدما خانها وطعن قلبها الذي لم يحب غيره فوالله لو أتى بملئ الأرض ندماً لما شفعت له .. رفعت كفها لتمسح تلك الدمعة الخائنة التي هربت من عينيها لتنظر امامها بقوة .. حسناً لتعود تلك الحفيدة الغائبة وتطمئن القلوب برؤيتها وبعدها سيحين وقت ردها على فعلته تلك فترى هل ستنتقم لقلبها النازف ولجرحها الغائر ام ان هذا الخائن الذي لم يستمع احد لقصته التي تمتلئ بالكثير بالاسرار حان وقت ظهوره لتُكشف تلك الأسرار واحداً تلو الآخر
//////////////////////
بالمضيفة الخاصة بضيوف العمدة يجلس احمد الحديدي امام والده ليردف مراد بشرود
مراد(بتفكير): يعني هو قالك ماكانش  فيه شنطة من الاساس؟
احمد(وهو يومئ برأسه): ولا كان فيه اي ملف غير اللي معاه وماكانش عليه رقم اصلا .. شكل فعلاً الحكاية كبيرة
مراد(وهو ينظر له): هي إيمان قالت ايه ارقام الشنطة؟
احمد: 505
امسك مراد بورقة وقلم ليرسم الرقم بطريقة معينة قبل ان ينطق بعد صمت قصير
مراد(وهو يضغط على اسنانه بغضب): إيمان مخطوفة
احمد(بصدمة): ايه؟!!
مراد(بتوضيح): إيمان بعتت رسالة مشفرة لينا .. هي عرفت بشكل ما اننا موجودين ودا معناه ان البيت متراقب ماينفعش اي حد في البيت يحس بحاجة ولا يعرف حاجة
احمد(بعدم فهم): قولي بس يا بابا بالراحة شفرة ايه؟
مراد: بص .. 505 شبه حروف كلمة SOS اللي هي شفرة الاستغاثة .. فاكر زمان لما كنت بدربكم على الاساليب بتاعة الرسايل المشفرة وطرق الدفاع عن النفس
احمد(بتذكر): ايوة ايوة فاكر
مراد: اهي الشفرة دي بالذات كنت حريص انكم تعرفوها لأنها مش اي حد ممكن يفهمها .. إيمان قالت الرقم دا علشان فيه شبه من الشفرة وكانت عارفة اننا هنفهمها
احمد(بتفكير): طب ورقم الملف؟
تحرك مراد قليلاً وهو يفكر ليقف فجأة ويضع يده في جيبه مخرجاً هاتفه ليردف
مراد: اديني الورقة
ناول احمد والده الورقة ليُسرع مراد بالجلوس مرة اخرى وبدأ يكتب الأرقام بعد ان تأكد منها من احمد .. راقب احمد والده وهو لا يفهم ما يحدث ليردف
احمد: في ايه يا بابا؟
ابتسم مراد ليردف
مراد: إيمان مش بس بعتت رسالة الاستغاثة دي كمان عرفتنا مين اللي خطفها
احمد(بلهفة): مين؟!
رفع مراد الورقة امام عيون احمد لتظهر حروف اسم أمجد باللغة الانجليزية
مراد: ارقام الملف حروف اسم امجد على لوحة الاتصال .. بص ..
2=A,6=M,4=G,2=A,3=D
يعني 26423 = AMGAD
احمد(بغضب): ابن الكلب!
امسك احمد هاتفه ليردف مراد
مراد: بتعمل ايه؟
احمد: بكلم فارس يروح يجيب ابن الكلب دا من قفاه
مراد(وهو ينتشل الهاتف من يده): هيجيبه منين انت فاكره هيستنى في بيته وحتى لو استنى كدا مش هيكون فيه دليل ضده .. مفيش دليل
احمد: لأ فيه .. الملف اللي فيه عقود أدوية وتقارير و..
مراد(مقاطعاً): كل دا ملهوش لازمة لو إيمان ماظهرتش .. الكلب دا يقدر يخلص عليها في ثانية
احمد: يعني ايه؟! هنفضل قاعدين كدا ومستنين لما يسيبها دا لو سابها
مراد(بنبرة ذات مغزى): لأ .. هنخليه فاكر ان خطته ماشية صح وكله تمام بس اللي هيحصل فعلاً هو اللي احنا عايزينه
احمد(بعدم فهم): ازاي يعني؟
مراد: انت تخرج دلوقتي وتقعد في العربية وتبقى مجهزها وأنا هعمل كام تليفون وهحصلك .. لازم نمشي ورا زين
احمد: انت شاكك انه يخلي إيمان تكلمه تاني؟
مراد: انا متأكد من كدا .. وهيخليه يتحرك قبل الصبح كمان
احمد(بتوجس): احنا كدا بنخاطر ب زين وإيمان
مراد(وهو ينظر له): للأسف دا الحل الوحيد قدامنا .. انا هكلم فارس اخليه يعمل تتبع لموبايل زين .. مش انت كلمت الرقم اللي قولتهولك
احمد: ايوة
مراد: ومشبك الورق؟
احمد: حطيته في ورق الملف من غير ما زين ياخد باله
مراد(وهو يتنهد): تمام, كدا نقدر نعمل تتبع لتليفون زين والملف جهاز التتبع اللي في المشبك اللي فيه هيخلينا نعرف مكانه حتى لو الموبايل اتقفل
تنهد احمد وهو ينظر امامه ليقترب منه مراد ويربت على ذراعه مردفاً
مراد(بهدوء): ان شاء الله الاتنين هيخرجوا منها بخير
نظر احمد لوالده ليردف مراد بحنان
مراد(بنبرة ذات مغزى): اوعى تكون فاكرني مصدق الوش اللي انت لابسه دا
احمد: وش ايه؟
مراد(وهو ينظر له): وش الجامد الهادي البارد اللي مش بيهمه حد ..(نظر احمد له ليُشير مراد لقلب احمد مردفاً).. انا عارف ان قلبك بيتعلق بالقريبين منك بشكل يخوف وعارف انك بتعتبر إيمان زي ميان ودلوقتي زين كمان بقى صاحبك يعني قلبك دا خوفه بقى الضعف بس انا عايز اقولك ان مش عيب الانسان يخاف .. المهم مانخليش الخوف دا يقف في وشنا .. لازم نقدر نهزمه بثقتنا في ربنا سبحانه وتعالى ثم في نفسنا
احمد(وهو ينظر له بعيون لامعة): ربنا ما يحرمنا منك
مراد(وهو يربت على ذراعه بهدوء): يلا روح عالعربية وأنا هحصلك
احمد: حاضر ..(تحرك خطوتين ليستدير قبل ان يخرج ويردف بابتسامة).. بابا, ابقى سلملي على ماما
مراد: امشي يلا
ضحك احمد وتحرك مغادراً فهو يعلم ان والده لن يمرر تلك الليلة قبل ان يتصل على مجنونته التي لا ينام بعيداً عنها ولا يمر يوم دون ان يستمع صوتها .. يعلم ان قلقها سيبلغ عنان السماء حين تعلم بما سيحدث بعد ساعات قليلة ولكن هذا واجبه الذي اقسم على تنفيذه بغض النظر عن كون من تقبع بقلب الخطر هي ابنة اخيه التي لطالما اعتبرها مثل ابنته فترى هل سيستطيع انقاذها تلك المرة من الخطر المُحيط بها ام ستُكتب نهاية قصة الحب تلك التي وُلدت في قلب الصعيد
/////////////////////////
بذلك المخزن تستند إيمان بظهرها على ذلك الحائط البارد وقد ثقلت انفاسها بصدرها .. تدعو الله بقلبها ان تكون اشارتها قد وصلت للصاعقة فهي بمجرد ان لمحت احمد على شاشة التابلت يقترب من زين حتى علمت انه حضر برفقة الصاعقة للبحث عنها وذلك ما جعلها توافق على تلك الفكرة المجنونة .. مخاطرة كبيرة ستقوم بها .. ليست حياتها فقط من ستكون على المحك بل حياة من يمثل لها كل معنى للحياة .. نعم تعترف ان حياتها لن يكون لها معنى بدونه .. نعم تعترف ان ما حدث في تلك الساعات السابقة جعلها تتأكد من حبها له .. نعم تعترف انها لم تحبه فقط بل عشقته .. نعم تعترف ان قلبها إن كان يدق خوفاً الآن فهو خوفاً عليه .. خوفاً على من امتلك قلبها ونبضاته وتربع على عرشه وصار مالكه الوحيد .. تغمض عينيها وهي تتعهد انه لو مرت تلك المغامرة على خير وخرجت منها برفقته ستتخلى عن عنادها وغرورها وكبرياءها وتعترف بما يسكن قلبها .. ستعترف انها أحبته .. ستقول بشجاعة انها عشقت .. عشقت من الصعيد
كاااااااااااااااااااااات .. كفاية لحد كدا النهاردة .. إلى اللقاء في الأحداث القادمة

عشقت من الصعيد 🌴⁦♥️⁩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن