الفصل الثاني والعشرون 💥⁦♥️⁩

11.2K 339 6
                                    

كل يوم يأتي بمغامرة جديدة وأحداث جديدة .. ها هي اشعة شمس الصباح تتعانق مع سحب السماء مُنبأة بولادة يوم جديد .. يقولون ان كل صباح يأتي معه أمل جديد لكن الأمل لديها يشوبه الكثير من القلق .. لم تذق عيناها النوم طوال الليل رغم تعبها الكبير وذلك الألم الذي يدق برأسها إلا ان عيناها شاركت قلبها سهره وقلقه على من يسكنه .. لا تجد سبيل للتأكد من وصول اشاراتها لمراد .. لا تجد سبيل لتطمئن انه سيكون بخير .. تعلن نفسها لموافقتها على امر ذلك الحقير بالاتصال ب زين ولكن لم يكن هناك سبيلاً اخر .. تعلم تمام المعرفة انه كان سينفذ تهديده ويقتله دون ان يهتز له جفن حتى وربما وقتها كان سيأمرها ان تتصل ب فرد اخر من عائلتها ليُحضر الورق ولم تكن لتحقق شيئاً سوى خسارتها لذلك الزوج الذي امتلك قلبها من قبل ان يصبح زوجها من الاساس .. امتلك قلبها من اول مرة وقعت عيناها عليه .. امتلك قلبها بمشاكساته وعناده .. امتلك قلبها بخوفه عليها وحنانه الذي لمسته في كل تصرفاته .. امتلك قلبها بلهفته التي شعرت بها تتراقص في صوته حين تحدث معه .. يا الله كم اشتاقت له .. يا الله كم اشتاقت لابتسامته الجميلة وملامحه الوسيمة .. هل سيُكتب لها رؤيته مرة اخرى ام ان ذلك الحقير سيُسطر بيده نهاية قصتهم .. قطع شرودها صوت الاقدام التي تتقدم من باب المخزن لتمسك الزجاجة مرة اخرى بتحفز وخاصة بعد انقطاع الاصوات من حولها منذ مكالمتها البارحة ورحيل ذلك اللعين المدعو أمجد .. فُتح الباب لتجحظ عينيها بصدمة حين وجدت تلك التيران البشرية ترمي بجسد زين الفاقد لوعيه والذي لُون وجهه بالدماء لتصرخ بفزع وهي تتحرك لتتلقى جسده بين ذراعيها قبل ان يصطدم بالأرض
إيمان(بلهفة): زين!!
احتضنت إيمان جسده المُلقى بين ذراعيها وهي تصرخ برعب ولهفة وخوف وغضب
إيمان(بغضب جحيمي وهي تنظر لهم): عملتوا ايه فيه يا ولاد الكلب؟!! ..(ثم اخذت تربت على وجهه بلهفة مردفة بدموع هاربة).. زين .. زين حبيبي رد عليا .. زين ..(نظرت بغضب مرة اخرى لهؤلاء الواقفين امامها لتصرخ).. يا ولاد الكلب .. حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم
وكأنها لا تتحدث من الاساس تحركوا للخارج تاركينها وهي تحضن جسد زوجها ولا تعرف ماذا اصابه ولا ماذا فعل هؤلاء الأوغاد به فترى هل انتهت قصة القاهرية والصعيدي .. ترى هل انتصر الشر؟!
////////////////////////
يتحرك بسيارته وهو يصفر باستمتاع متوجهاً لذلك المخزن مرة اخرى فهو حرص على الذهاب لمنزله حتى يبعد شبهة اختفاء إيمان عنه حتى انه تعمد طلب بعض الطلبات من بواب عمارته حتى يكون شاهداً على وجوده بالمنزل .. ترتسم ابتسامة مغترة على ثغره وهو يتذكر مكالمة هؤلاء الرجال له وإخباره بأن زين أصبح بحوزتهم بعد ان نفذوا خطته وتعليماته على أكمل وجه .. يتذكر كيف بعث برسالة من هاتف إيمان لزين يخبره بضرورة حضوره للقاهرة في الحال .. كان الوقت لا يتعدى الخامسة صباحاً حينما بعث بتلك الرسالة مما جعل الرعب يدب بقلب ذلك العاشق ويتحرك دون تردد ليعرف ما خطب من تسكن قلبه خاصة وقد انغلق هاتفها مرة اخرى بعد الرسالة .. تحرك ولم يكن يعلم انه يتجه لفخ وضعه هذا الحقير الذي امر رجاله بالانتظار بمكان معين ليصطادوا سيارة زين ويطاردوه حتى يحضروه لذلك المخزن هو الآخر ليُصفي هذا الحقير حسابه معه فترى كيف ستنتهي مقابلتهم ومن سينصر في تلك المعركة
////////////////////////////
بمكان آخر وعلى مسافة ليست بقليلة من ذلك المخزن يجلس احمد الحديدي بسيارته بجانب والده وعيونهم مثبتة بشاشة التابلت الموضوع امامهم .. يرون اشارة الملف ولكن اشارة هاتف زين اختفت بمجرد ان فقد وعيه بعد عراكه مع هؤلاء التيران ليُسرع احدهم بإغلاق هاتفه حسب اوامر أمجد .. بصعوبة شديدة سيطر أحد على نفسه حتى لا ينزل ويطيح بهؤلاء الحقراء أرضاً .. كانت الدماء تغلي بجسده وهو يرى صديقه الذي اصبح قريباً جداً منه رغم قُصر مدة معرفتهم يصارع رجالاً الواحد منهم قادر على حجب الرؤية عن عينيك إن وقف امامك فما حال زين وهو يصارعهم جميعاً بمفرده لينتهي به الأمر فاقداً لوعيه حين استغل أحدهم انشغال زين بعراكه مع اخر وضربه بقوة على رأسه لتنسدل الدماء على وجهه وملامحه الوسيمة .. ينتبه احمد على صوت والده الذي اردف
مراد(وهو يُشير لشاشة التابلت): فارس فعل جهاز التتبع أهو .. عربية امجد قربت على المخزن
احمد(بتوجس): ربنا يستر
مراد(بجدية): هيستر ان شاء الله .. ركز معايا بقا واسمع اللي هقوله بالحرف الواحد...
اخذ مراد يسرد خطته على ابنه الذي بقدر اعجابه بذكاء ودهاء والده وثقته في خطته إلا ان قلبه كان يستعمره القلق فترى هل ستنجح خطة الصاعقة تلك المرة
////////////////////////
بكاء حارق .. هذا كل ما يمكن وصف حالتها به .. بكاء يحتل كيانها كله .. قلبها يُشارك عينيها البكاء على من يستعمر احضانها بوعي مغادر وأنفاس ثقيلة .. يديها تستكشف كل جزء من وجهه وعينيها تمشط ملامحه ودموعها تمتزج مع دماء وجهه في مشهد يُدمي القلب ويؤلمه .. تردف بنبرة مختنقة وقد اوشك صوتها على الاختناق بعدما قضت الكثير من الوقت تصرخ وتنوح وتضرب بقبضتيها المرهقتين على باب المخزن متوسلة لمن يقفون بالخارج بفعل اي شئ لإنقاذه .. هي التي لم تترجى احداً طوال عمرها ولم تتوسل لمخلوق ابداً نُبح صوتها من فرط رجاءها وتوسلاتها ولكن لا حياة لمن تنادي فهؤلاء الواقفون بالخارج انتزعوا من قلوبهم كل مفهوم للرحمة بل انتزعوا قلوبهم ذاتها ليستبدلوها بأحجار بل ربما قلوبهم اشد قسوة من الحجارة .. تأخذ نفساً عميقاً عسى النيران المستعمرة صدرها تنطفئ لتردف بنبرة يستعمرها الحزن والألم
إيمان(وهي تملس بيدها على وجهه): زين .. يا زين .. بالله عليك افتح عينك .. يا زين .. ابوس ايدك ماتوجعش قلبي .. والله العظيم مش هقدر استحمل ان انت كمان تسيبني .. زين
لا رد منه لتزداد دموعها وتردف بنبرة اهدأ يشوبها التعب
إيمان(بضعف يحتل نبرتها): قوم يا زين .. قوم خليك معايا .. خليك جنبي .. انا عشت كتير بمثل اني قوية ومش محتاجة حد بس انا محتاجالك انت .. محتاجة حضنك .. محتاجة ايدك تمسك ايدي .. محتاجة عينك اللي دفا الدنيا فيها .. محتاجة للدفا اللي حسيته جنبك ..(صمتت لثواني قبل ان تردف).. انا بحبك
قالتها اخيراً .. قالتها وحتى لو لم يسمعها فيكفي ان عقلها اطلق سراح لسانها لينطلق معترفاً انها تحبه .. اعترفت وكأن اعترافها ذلك هو النجاة وكأن جملتها تلك هي أكسير الحياة الذي عبر من بين شفتيها لأذنه لقلبه الذي انتفض بين ضلوعه وأجبر عقله ان يعود لوعيه عساه يسمعها تقولها مرة اخرى .. سعال بسيط جعل انفاسها تتسارع داخل صدرها وقلبها يشهق خاصة وهي ترى تعابير وجهه تنكمش وترى عينيه ترمش أكثر من مرة لتردف بلهفة
إيمان(وهي تربت على وجهه بلهفة): زين!! زين حبيبي انت سامعني صح؟! .. زين
زين(بهمس ضعيف): إيمان
انفجرت بالبكاء ولكن تلك المرة كانت دموعها دموع الفرح .. فرح بأنه لم يفارقها .. فرح بأنه مازال وسيبقى معها .. احتضنت كفه بين يديها ولثمت باطنه بشفتيها والدموع تغرق وجهها ليُجبر زين نفسه على استعادة وعيه والتحامل من اجلها .. فتح عينيه ونظر لوجهها ليدق قلبه بعنف وهو يرى وجهها المُلون من إثر الدماء التي نشفت على وجهها فصبغته باللون الاحمر .. اندفعت الدماء بعنف لرأسه وغلت بشرايينه حين لمح بلوزتها وقد تقطعت بعض ازرارها ليتوقع هو كيفية حدوث ذلك .. كاد بالاعتدال بعنف وغضب رغم تعبه لتتمسك هي به مردفة بهدوء
إيمان(وهي تنظر له وتنفي برأسها): ماتخافش ماقدرش يقرب مني
زين(وهو يضغط على اسنانه بقوة): هو مين؟
وكأنه أتى بنفسه ليُجيب سؤاله حين فتح الباب بعنف وابتسامة حقيرة مثله مرتسمة على وجهه ليردف ببرود
امجد(بابتسامة مستفزة): اووووه لقاء العشاق
زين(بصدمة يشوبها الغضب): انت؟!!
امجد: اها انا .. مش قولتلك الحكاية ماخلصتش على كدا
زين(بغضب جحيمي): اه يابن المركوب
قالها زين وهو يندفع بقوة ناحية أمجد ليلكمه بغيظ وغضب لكمة قوية أطاحت جسده فرغم تعبه إلا ان كون ذلك الحقير قد تجرأ ولمس زوجته فإن ذلك الأمر لن يُسامح به ابدا .. كاد بلكمه مرة اخرى ولكن صراخ امجد لرجاله بالخارج كانوا اسرع ليندفع هؤلاء الرجال للداخل مُمسكين ب زين ليقف امجد ويبصق الدماء من فمه بغيظ .. كور يده ليرد اللكمة ووراءها أخرى لتصرخ إيمان والتي امسكها احد الرجال حين حاولت الاقتراب من امجد
إيمان(بغضب): سيبه يابن الكلب
امجد(بابتسامة مستفزة): اتفرجي يا ايمو على جوزك وهو بيسف التراب علشان ارحمه
زين(بغضب وهو يحاول التحرر منهم): انت بتتحامى في رجالتك .. لو راجل صوح اجف قدامي لحالك
امجد(بغضب): انا راجل غصب عن عين اهلك
قالها وهو يلكمه مرة اخرى لتتجمع الدماء بفم زين وينظر بغضب وغيظ لأمجد قبل ان يبصق زين الدماء من فمه بوجه امجد الذي ازداد غضبه ليزيد لكماته لزين وسط صرخات إيمان .. يمتلئ وجه زين بالدماء ليعدل امجد ملابسه وهو يردف بضحكة مختلة
امجد: ها يا ايمو .. لسة شايفاه راجل؟
إيمان(بنبرة قوية): وارجل منك ومن عيلتك كلها
سكن الغضب عيون امجد ليندفع ناحية إيمان ويمسك ذراعها بقوة مردفاً
امجد(بغيظ): انا بقى هوريكي مين فينا الراجل
زين(بغضب وانفعال كبير): بعد عنيها يا ولد الكلاب .. تعالالي إهنيه
إيمان(بنبرة قوية وهي تنظر بقوة في عيني امجد): مهما عملت يا امجد عمرك ما هتبقى راجل في عيني وهيفضل هو ارجل راجل شوفته
امجد(بانفعال مختل وهو يجذبها بقوة): ليييييه .. فيه ايه زيادة عني؟؟!!
زين(بحدة وغضب حارق): جولتلك بعد عنيها يا ولد المركوب
إيمان: مش انت اخدت الورق .. خلاص خلصت
امجد: صح .. خلصت بس فاضل حاجة صغيرة
اخرج مسدسه من خلف ظهره ليردف
امجد: اكتب نهاية القصة دي
دق قلب إيمان بعنف خوفاً على زين ودق قلبه هو بقوة خوفاً عليها .. تعلقت عيون كل منهم بالآخر ليردف امجد
امجد(ببرود مستفز): لأ .. بلاش النظرات دي ل احسن انا قلبي رهيف ومش بستحمل .. قولولي ابتدي بمين علشان مستعجل
تعلقت عيون إيمان وزين وكل منهم يرجو الآخر ان يتركه يكون اول من يرحل .. نظراتهم التي يسكنها الحب زادت من الميول المختلة لدى ذلك الواقف ليردف ببرود
امجد: خلاص خلاص .. هسيب الحظ هو اللي يحدد مين فيكم يموت الأول
قبل ان يفهم اياً منهم مقصده أمر امجد رجاله بتقييد زين وإيمان بحيث تكون ظهورهم ملتصقة ببعضها والحبال الغليظة تحيط بأجسادهم .. تم الأمر في بضعة دقائق ليُصبحوا مُقيدين امام امجد وقد تشبعت الجدران والاراضي حولهم بالبنزين الذي سكبه ذلك المختل .. وقف امجد امامهم وهو يضع سيجارة بفمه ويبتسم بشر مردفاً
امجد(وهو ينظر لهم ببرود): كان نفسي اقعد معاكم اكتر من كدا بس عندي ميعاد طيارة .. امانة عليكي يا ايمو تبقى تسلميلي على عمو عبد الرحمن كتير اوي .. يلا تشاو
قالها وهو يخرج من المخزن ويغلقه خلفه ليتحرك خطوتين ويُلقى بسيجارته على المخزن لتبدأ النيران في أكل كل جزء به في اقل من ثانية ليبتسم مرة اخيرة قبل التحرك لسيارته تاركاً إيمان و زين لمصيرهم المجهول
////////////////////////////
بمنزل المنياوي استيقظ الحاج سالم الذي لم تخطف عيناه من النوم سوا بضعة دقائق .. كان يدعي الثبات والهدوء امام الجميع ولكن في الحقيقة إن قلبه يسكنه القلق على ابنة اخته الغالية .. تحرك لغرفة ابنه ليدق الباب اكثر من مرة ولكن لا رد في اي مرة منهم .. فتح الباب ليجد الغرفة فارغة .. نظر للسرير ليجد ان شكله يؤكد عدم نوم احد عليه بالأمس .. خرج بلهفة حاول السيطرة عليها وأخذ يدور بالمنزل يبحث عن ولده ولكن لا اثر .. سأل الغفر ولكن لم يلمحه احد منذ الصباح ف وقت خروج زين كان متزامناً مع غياب الغفير المُكلف بحراسة السرايا في الليل .. اتجه سالم للمضيفة عساه يجد ولده بالداخل مع مراد واحمد ليكتشف اختفاءهم هم ايضاً .. تمكن القلق من قلبه .. اخرج هاتفه محاولاً الاتصال على زين ليصل قلقه ورعبه ذروتهم حين وجده مغلقاً .. تسارعت انفاسه بصدره ودقات قلبه تتسائل اين ولده؟ ماذا حدث له؟!!
///////////////////////////
يضغط بكل قوته على دواسة البنزين بسيارته متجهاً لذلك المخزن .. لا يعرف على من يخاف اكثر , على ابنة عمه التي بمكانة اخته ام على زوجها الذي اصبح بين ليلة وضحاها اكثر من صديق .. ضم حاجبيه باستغراب لذلك الدخان الأسود الكثيف الذي ظهر امامه لتجحظ عيناه برعب وهو يرى تلك النيران تأكل ذلك المكان الشبيه بالمخزن .. وقع قلبه وهو يتوقع ان ذلك المخزن ما هو إلا مكان احتجاز زين وإيمان .. عينيه تُمشط المنطقة حوله عساه يجد مكاناً اخر يُكذب توقعه فهذا الحقير امجد حين تحرك بسيارته اصبح جهازين التتبع معه أحدهما بدبوس الورق بالملف والآخر بسيارته اما هاتف زين فليس له فائدة ما دام منطفئاً .. يُسرع أكثر بسيارته متجهاً لذلك المخزن والرعب يتمركز حدقتيه وهو يرى كم النيران فهذا الحقير حين استعان بمساعدة قمر كان من ضمن تلك الامور التي عاونته بها إيجاد مكان بمنطقة منعزلة يسهل تجهيزه لما يريد بل إنه عمل طوال تلك المدة على تجميع مواد قابلة للاشتعال وجعلها تُحيط بذلك المخزن من كل اتجاه ليُصبح النجاة من هذا المكان من باب المستحيل .. اقترب احمد بسيارته قدر المستطاع وخرج منها وهو يُنادي بصوته كله وقد سكنته اللهفة والرعب
احمد: زيييييييييين .. ايماااااااااااان
/////////////////////////
في ذلك الوقت داخل المخزن امتلئ المكان بالدخان الأسود الكثيف الذي عمل على خنق أنفاسهم لتكون هي اول من يستسلم وسط صرخات زين لها بمحاولة الصمود .. يتحرك بعنف وهو يصرخ بألم حين وجد جسدها قد ثقل وأنقطع صوتها وتوقفت الأنفاس عن استعمار رئتيها .. يحس بالاختناق هو الآخر والتعب الشديد .. يرى تلك النيران تقترب من اجسادهم لتلتقط اذنه من وسط كل ذلك صوتاً مألوفاً يصرخ بأسمه واسم تلك الساكنة ليصرخ زين حين تعرف على صاحب الصوت
زين: احمد .. احنا هناااااا
تأكدت ظنونه واسوأ توقعاته التي تمنى ألا تكون صحيحة تأكد من صحتها .. هتف بلهفة وهو يحاول الحفاظ على هدوءه ليُنقذهم
احمد: ماتخافش يا زين .. ابعدوا عن الباب بسرعة
قالها واندفع مرة اخرى لسيارته ليرجع بها للخلف مسافة بسيطة قبل ان يأخذ نفساً عميقاً ويضغط بكل قوته على دواسة البنزين وهو يوجه السيارة امام باب المخزن متحملاً تلك الحرارة القادمة من النيران والتي سببت تشققات وتصدع بالزجاج الأمامي للسيارة انبأ بوشك حدوث ما هو اسوأ ولكنه لم يهتم فحياة شخصين من اقرب الناس لقلبه على المحك وإن كانت حياته ثمن إنقاذهم إذا فليكن
/////////////////////////////
على مسافة كبيرة من المخزن كانت هناك مطاردة من نوع خاص من جهة الصاعقة وفارس العصامي الذي حضر منذ دقائق بعدما انتهى دوره في القاهرة ولكن لم ينتهي دوره مع الصاعقة ورعد المخابرات .. من الجهة الأخرى امجد الذي يسب ما يحدث ويحاول الفرار منهما وبالأخص بعدما استطاعت سيارة الحراسة الفرار تاركين إياه في مواجهة الصاعقة وبرق المخابرات .. يُزيد فارس من سرعة سيارته ويُحركها باحترافية شديدة فهم لم يُسموه برق المخابرات من فراغ بل لسرعته الكبيرة في قيادة السيارات وإجبار الطرف الآخر على الاستسلام هرباً من موته المحتم , هذا بالطبع بالإضافة لمهاراته القتالية الكبيرة فقد تولى الصاعقة بنفسه مهمة تدريب أحمد وفارس ليكونوا من ألمع الاسماء في مجالهم .. يحاول فارس تضييق النطاق على امجد ليجبره على التوقف ليبدأ ذلك الحقير في إطلاق رصاصاته قاصداً التخلص من سيارة الصاعقة .. يُخرج الصاعقة جسده قليلاً من شباك السيارة ليبدأ في التصويب على إطارات السيارة الخاصة بأمجد .. إن كان بيده الأمر لعمل على تفجير سيارته ليكون الموت جزاءه على ما فعل ولكن هو بحاجته لكي يُثبت تورطه في العديد من العمليات المشبوهة والصفقات وغيرها والمتواجد المستندات والدلائل الخاصة بها بالملف الموجود مع هذا الحقير الذي سيحرص الصاعقة على ان يجعله يلقى جزاءه على ما فعل .. يُزيد فارس من سرعة السيارة ليجعلها تتخطى سيارة أمجد قليلاً ثم يُديرها بطريقة معينة مسبباً انحراف كبير لسيارة امجد أدى لإنقلاب السيارة عدة مرات قبل ان تستقر ارضاً بوضع معكوس وداخلها هذا الحقير الذي بدأت رأسه بتسريب الدماء تماماً كذلك البنزين الذي يتسرب من سيارته الآن .. توقف فارس بسيارته ليندفع هو ومراد باتجاه سيارة اكرم ليعمل مراد على إخراجه من الداخل بينما تحرك فارس مسرعاً لأخذ الورق الذي تناثر بعشوائية داخل وخارج السيارة .. أنفاسه الثقيلة بصدره وتلك الدماء لم تمنعه من رؤية قبضتي مراد اللاتي امسكت بقميصه وأخذت تجذبه للخارج .. لم يكد مراد بإخراج جسد أمجد حتى انتبه الأخير لتلك السيارة المسرعة القادمة بسرعة كبيرة ولم تكن سوى سيارة الحراسة الخاصة به .. للحظة كادت ابتسامة ان ترتسم على شفتيه وهو يظن انه سيفلت من جزاءه ويهرب بعيداً لتختفي تلك الابتسامة حين رأى احد الرجال يُخرج مسدسه من النافذة متزامناً مع صرخة فارس
فارس(بلهفة): حااااسب يا عمييييييييي
///////////////////////////
في تلك المنطقة المنعزلة وعلى مسافة ليست بقليلة من نيران المخزن التي لم تنطفئ يقف احمد الحديدي وهو يتنفس الصعداء بعدما استعادت للتو إيمان وعيها بعد الكثير من محولات إنعاش قلبها .. لا ينسى صدمته حين رأى شكلها عندما كسر باب ذلك المخزن ليندفع للداخل جاذباً إياها مع زين ليُسرعوا بالابتعاد قبل ان تنفجر السيارة فلم يكن هناك مجال ليركبوها وخاصة وقد أمسكت النيران بالمقاعد المتواجدة بها ليقوم احمد بفك تلك الحبال المُحيطة بجسدي إيمان وزين بسرعة ومهارة ويقوم بالجري مع زين وهما يحملان إيمان الفاقدة لكل معالم الحياة لتنفجر السيارة بعد ان ابتعدوا عنها ببضع ثواني فقط .. يحتضن زين إيمان بلهفة وهو لا يصدق ان الهواء عاد لاستعمار رئتيها مرة اخرى .. كاد يجن عندما وجد جسدها واقعاً ارضاً بعد الانفجار وقد بدأت شفتيها بالتلون باللون الأزرق ليجد احمد يُسرع بضم يديه بطريقة معينة مثلما فعلت هي مع جدها بالسابق ويبدأ بضغطه على صدرها فوق موضع القلب محاولاً إعادة النبض له .. ربما لو كان في موقف اخر ورأى رجلاً يقترب منها بذلك الشكل لكان فصل رأسه عن جسده ولكنه الآن في سبيل حياتها سيفعل أي شئ حتى لو كان احتماله لتلك النيران التي تأكل قلبه وتنهش كيانه .. يُزيد من احتضانه له بقوة كادت بتكسير عظامها لتسعل هي بشدة ولكن تلك المرة ليس بسبب اختناقها من دخان المخزن بل باختناقها من حضنه القوي ولكنها لم تنطق بكلمة فقط تغمض عينيها مستمتعة بحضنه الذي اشتاقته .. سعالها أعاده للواقع ليُخرجها بهدوء من بين أحضانه وهو يحتضن وجهها بين يديه مردفاً
زين(وهو ينظر لوجهها): انتي مليحة؟
هزت إيمان رأسها بابتسامة مجهدة ليضع هو شفتيه على جبينها مُقبلاً إياها قبلة عميقة قبل ان يستند بجبينه على جبينها مردفاً
زين: كنتي هتوجفي جلبي يا بت عمتي
ضحكة خفيفة صدرت منها من جملته تلك لترتسم ابتسامة بسيطة على شفتيها وهي مُغمضة عينيها مستمتعة بعبير أنفاسه الذي يحتل أنفاسها
احمد(بنبرة خفيفة): احم احم انا هنا على فكرة
نظر كلاهما له ليبتسم هو بهدوء ويردف
احمد(بابتسامة بسيطة): حمد الله عالسلامة يا ثعلب
إيمان(بنبرة خفيفة ومجهدة): الله يسلمك .. بس خد بالك , لو كنت اتأخرت شوية كان زمانك بتقول الله يرحمك يا ثعلب
احمد(بمزاح): لا ياختي ماتخافيش عمر الشقي بقي
ابتسمت إيمان ابتسامة خفيفة مماثلة لتلك التي ترتسم على وجه زين وأحمد .. وقف زين وتحرك خطوة ليكون امام أحمد ليردف بنبرة صادقة
زين: شكراً كلمة جليلة عاللي عملته
احمد(بابتسامة بسيطة): هو الأخوات بيشكروا بعض؟
ابتسم زين قبل ان يضم احمد لعناق أخوي جعل الابتسامة ترتسم على وجه إيمان وهي ترى من استعمر قلبها ورفع علمه على أرضه قد استطاع كسب حب وصداقة عائلتها الثانية الذين لا تستغنى عن اي فرد منهم
///////////////////////////
مراد(بصدمة): فارس!!
نطق بها مراد بلهفة وقد رأى ذلك المجنون يقفز امامه ليتلقى الرصاصة الثانية بدلاً منه بعدما سكنت الرصاصة الأولى صدر أمجد قبل ان تتحرك السيارة مسرعة هاربة بمن داخلها .. جثى مراد بجانب جسد فارس واللهفة ترتسم على وجهه ليردف فارس مُطمئناً
فارس(بألم حاول إخفاءه): ماتخافش .. انا كويس
مراد(بحدة وخوف أبوي): انت متخلف يلا .. حد يعمل كدا؟!!
فارس(بابتسامة بسيطة): مش انا عملت كدا .. يبقى فيه
مراد(وهو ينظر له باشمئزاز): يا اخي حتى وانت بتموت رزل
فارس(بنبرة متعبة): طب مش هتجوزني بنتك قبل ما اموت
مراد: انت في ايه ولا ايه وريني دراعك
فارس(وهو يضم ذراعه لصدره): ماتقلقش الجرح سطحي .. شوف بس ابن الكلب دا علشان لو بعد كل المرمطة دي مات انا هزعل وأجيب ناس تزعل والله
قالها وهو يشير نحو امجد ليهز مراد رأسه بيأس من ذلك المجنون المماثل لأبيه نور العصامي في كل شئ حتى حس الفكاهة في اشد اوقات الخطر .. تحرك مراد ناحية أمجد ليتحسس نبضه ويردف بجدية
مراد: فيه نبض بس ضعيف
فارس: المهم فيه .. يلا بقا شيله للعربية وتعالى شيلني علشان نلحق نروح المستشفى
مراد(وهو ينظر له): اشيلك ليه اتشليت؟!
فارس(بصدمة وعتاب): اتشليت؟! اخص عليك يا مارو دي كلة تقولهالي .. دا انا لسة واخد رصاصة بدالك
مراد: هتذلني بحتة رصاصة .. قوم يلا
فارس(بنبرة خفيفة): ماشي ماشي .. خليك فاكرها يا صاعقة علشان المرة الجاية في اي هجوم عصابي كبير مش هدافع عنك
مراد: طيب ياخويا بس اخلص خليني اتنيل اوديكم المستشفى
فارس(وهو يهز رأسه برفض): لأ انا مش عايز مستشفى
مراد: اومال عايز ايه؟
فارس(بمزاح): عايز همبيجي (همبرجر)
مراد(بغيظ وهو ينظر له): تصدق لو ماقومتش قدامي حالاً وركبت العربية ل هسيبك هنا على الله يرجعوا يخلصوا عليك وارتاح منك
فارس(وهو يتحامل على نفسه ويقف): على قلبك يا مارو .. انا قاعد على قلبك مش هسيبك ابدا ابدا
قالها وتحرك خلفه نحو السيارة ومعهم جسد ذلك الحقير الذي ظن ان من يعمل معهم يتهمون لأمره حقاً .. لا يعلم بأنه مجرد قطعة في لعبتهم لا قيمة لها ولن يترددوا في التخلص منها حين ينتهي دورها او تهدد مصالحهم
///////////////////////////
بعد مرور بعض الوقت وبمنزل المنياوي تتجمع العائلة كلها بغرفة إيمان التي كان مظهرها هي وزين بمثابة صدمة لجميع من بالمنزل .. تبكي صفاء بدون انقطاع منذ ان رأتها بتلك الحالة لتردف إيمان بنبرة هادئة وحنونة
إيمان(بهدوء وهي تنظر لها): خلاص يا ماما بالله عليكي انا كويسة
ازداد بكاء صفاء لتربت صالحة على ذراعها مردفة
صالحة: خلاص يا خيتي .. اهي الحمد لله مليحة وربك نجاها
قالتها وبدأت هي الأخرى في البكاء ليردف زين وقد زار شفتيه شبح ابتسامة
زين(وهو يربت على ذراعها بهدوء): خلاص يامه عاد اني زين جدامك اهو
صفاء: خلاص يا صالحة .. اهم كويسين الحمد لله
نظرت صالحة وصفاء لبعضهما لتعود كلتاهما للبكاء مرة اخرى ليردف احمد
احمد: خلاص يا جماعة صلوا عالنبي
الجميع: عليه افضل الصلاة والسلام
سالم: خلاص يا صالحة انتي وصفاء عاد .. الحمد لله انهم بخير
رحمة: الحمد لله على سلامتكم يا حبايبي .. اني هنزل اطل على ابوي وأطمنه ل احسن زمانه جلجان
إيمان: انا عايزة اشوف جدو
دعاء: ارتاحي بس هبابة ولما الداكتور يچي ويطمنا عليكم ابجي انزليله
هزت إيمان رأسها بطاعة فحالتها لم تكن تحتمل المجادلة مع اي احد .. دق خفيف على الباب تبعه دخول مراد وفارس لتضرب صفاء على صدرها بلهفة وهي تردف
صفاء: يالاهوي
فارس(بخضة): فيه ايه؟!!
احمد(وهو ينظر لذراعه): اللي عمل فيك كدا؟!
فارس(بابتسامة مغرورة): لا دي حاجة بسيطة .. انقذت الصاعقة
رُسمت الصدمة على وجه احمد وإيمان ليتبادلوا نظرة ذات مغزى قبل ان يردفوا
احمد(وهو يشير له بسبابته): انت..
إيمان(مُكملة): انقذت..
احمد وإيمان(في نفس واحد بعدم تصديق): الصاعقة؟!!!
فارس(وهو يومئ برأسه): اه والله
الذهول رسم نفسه ببراعة على وجوههم ليمسك فارس ذراع مراد مردفاً
فارس(بنبرة خفيفة): مارو احكيلهم عن بطولاتي وشجاعاتي
رفع مراد حاجبه وهو ينظر ليد فارس التي تمسك ذراعه ليُسرع فارس بسحب يده وهو يقلب شفتيه بقلة حيلة مردفاً
فارس(وهو يكاد يبكي): يعني مش هتحكيلهم؟
مراد(وهو يشير للباب): برا
فارس(وهو يدعي الاحرج): احم .. طب يا احمد يا حبيبي انا هستناك انت وزين تحت ها .. ماتتأخروش
قالها وانصرف من امامهم لينظر مراد لسالم ويردف بهدوء
مراد: لو سمحت يا عمدة عايز اتكلم مع إيمان شوية بعد اذنك
سالم(وهو يقف): جوي جوي .. يلا بينا احنا
قالها وهو يشير لصفاء وصالحة ودعاء ورحمة ليتقدم احمد من زين ويردف بهدوء
احمد(بنبرة خفيفة): تعالى معايا بقا نشوف حل في وشك اللي محتاج يتنفخ من اول وجديد دا
هز زين رأسه ليقف ويتطلع لإيمان لثواني قبل ان يتحرك مع احمد ببطئ متكئاً على ذراعه .. خرج احمد وزين وأغلق مراد الباب لتردف إيمان بنبرة مضحكة
إيمان(وهي ترفع اصبعها بتحذير): بص يا صاعقة , اي حركة كدا ولا كدا انا بحذرك, ممكن اموت في ايدك وتروح في داهية عشان كلبة زيي
تقدم مراد منها دون اي تعبير على وجهه لتقلب شفتيها بطفولية وتردف
إيمان: يا عمو..
مراد(مُقاطعاً بحدة وخوف أبوي): عمى الدبب .. ايه اللي انتي اتزفتي عملتيه دا؟! .. افرضي كان جرالك حاجة
إيمان(بابتسامة ونبرة خفيفة): ماتخافش عمر الشقي بقي على رأي ابنك
مراد(بغيظ): ليكي عين تهزري؟!!! ازاي تخبي عليا اللي الزفت دا عمله؟
إيمان(بتوضيح): يا عمو انا لما جيت هنا كنت لسة واخدة الورق من الراجل اللي كان في شركة زفت الطين اللي اسمه امجد .. حتى لما كلمتك قولتلك اني لما انزل محتاجة اقابلك .. كان علشان احكيلك
مراد: ولما اتنيلتي جيتي القاهرة ماحكيتيش ليه؟
إيمان(بنبرة صادقة): علشان خفت عليك .. خفت عليكم كلكم .. انا فكرت ارجع انا وماما بس اتبعتلي صورة على موبايلي للراجل دا وهو مقتول بطريقة بشعة .. طريقة خلتني اتأكد ان وجود ماما هنا امان ليها وان لازم لما حضرتك تعرف ماما تكون بعيد علشان مايأذيهاش .. لما نزلت القاهرة وقابلتك كنت هحكيلك بس شوفت ازاي وجودك كان فارق مع كل فرد في العيلة .. شوفت ازاي كنت اب وأخ وصاحب لكل واحد فيهم .. للحظة تصورت لو حصلك حاجة بسببي .. تخيلت حياة كل واحد منهم من غيرك ودا اللي خلاني ماقولش حاجة .. ماكنتش هقدر اعمل كدا في احمد وميان وسيف وحنين .. ماكنتش هقدر اشيل ذنب كل دول .. انت عارف وانا عارفة الناس دي مؤذية ازاي وإن القتل عندهم اسهل من كلمة صباح الخير .. ماكنتش هقدر اكون السبب في انك تتأذي منهم .. ماكنتش هقدر اخلي كل فرد في العيلة يعيش اللي انا عيشته لما بابا مات .. انت اب لكل واحد فينا يا عمو والحياة صعبة أوي من غير أب
قالتها وانهمرت الدموع من عينيها ليرق قلب مراد لها ويربت على وجهها بحنان مردفاً
مراد: من امتى الثعلب بيعيط؟
إيمان(وهي تنظر له): انا بعيط علشان انت زعلان مني وانت بالذات ماينفعش تزعل مني
مراد(بابتسامة بسيطة): خلاص بطلي عياط .. مش زعلان
إيمان: طب احلف
مراد(بحنان): وحياتك ما زعلان ..(ثم اكمل بتحذير).. بس بعد كدا لو فكرتي تخبي حاجة عني اعرفي اني هعلقك على سور البيت دا وأهو السور عالي وياخد من الحبايب ألف
ضحكت إيمان من وسط دموعها ليردف مراد
مراد: انتي بنتي يا إيمان ولازم تبقي عارفة دا كويس .. انتي اتربيتي معانا وفي بيتي قضيتي وقت يمكن اكتر من بيت ابوكي يعني انا ليا فيكي زيه .. اوعي في مرة تخفاي وانا معاكي
إيمان(وهي تنظر له بعيون لامعة): ربنا ما يحرمنا منك يا مارو ..(صمتت قليلاً ثم اردفت).. هو ايه اللي حصل ل..
مراد(مقاطعاً بهدوء): حالته حرجة وفي المستشفى .. انا وقفت حراسة على باب اوضته وبمجرد ما هرجع القاهرة هقدم طلب انه يتنقل لمستشفى هناك وهدرس الملف وأقدم التقرير ومعاه طلب بفتح القضية من تاني
تنهدت إيمان تنهيدة طويلة يملؤها القلق ليربت هو على يدها مردفاً
مراد: ماتخافيش كل واحد هياخد جزاءه .. يلا هقوم انا بقا
قالها ووقف لتردف هي بمزاح
إيمان: خلاص حنون وحشتك للدرجادي
مراد(بابتسامة): اه وحشتني عندك مانع؟
إيمان(بنبرة خفيفة): لأ يا عم ربنا يسهلك ..(ضحك كلاهما لتردف بابتسامة).. سلملي عليها كتير وعلى ميان والعيلة كلها
هز مراد رأسه وتحرك ليقف امام الباب ويلف وجهه مردفاً
مراد: بالحق يا ايمو ..(ابتسم بفخر ليغمز لها مردفاً).. حلو جو الشفرات دا
إيمان(بغمزة مماثلة): منك بنتعلم يا صاعقة
ضحك مراد وتحرك مغادراً الغرفة تاركاً تلك التي تنظر في اثره بابتسامة .. لطالما كان مراد بالنسبة لها أباً ثانياً وصديقاً وأخاً .. لطالما رأت ان شخصيته أخذت مزيج من كل ما هو جميل لتكتشف ان جمال شخصيته ذلك يقبع بذلك العشق الذي يسكنه لمجنونته التي تعشقه أضعاف أضعافه .. لطالما حلمت ان تحظى بعلاقة كعلاقتهم .. علاقة يملؤها الحب والاهتمام والحنان والشغف والأمان والمودة والرحمة واللهفة والغيرة والمشاكسة .. علاقة لا يقدر الزمن على هدمها .. دق خفيف على باب غرفتها تبعه دخول من كُتب عليها ان تحظى بكل ما تمنت معه .. معه هو فقط .. ذلك الصعيدي العنيد القوي الغيور ذو الملامح الجميلة والقلب الأجمل والروح الساحرة .. تعانقت عيونهم وتقابلوا لقاء كأن يقول الكثير .. يعترف بعشقه لها بنظراته لترد نظراتها قائلة انها ايضاً عشقت .. عشقت من الصعيد

كاااااااااااااااااااااات .. كفاية لحد كدا النهاردة .. إلى اللقاء في الأحداث القادمة

عشقت من الصعيد 🌴⁦♥️⁩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن