الفصل التاسع والعشرون⁦♥️⁩🔥

10.7K 363 43
                                    

كثير منا لا يؤمن بالحب من النظرة الأولى ولكن علينا ان نؤمن بأن الروح تألف من يشبهها .. تنجذب لتؤمها .. ألم يحدث ان تجد نفسك تشعر براحة كبيرة ما ان تقع عينيك على شخص .. ان تشعر به يملئ تلك الفراغات الساكنة روحك .. ان تشعر انك بلا حول ولا قوة امام سطوة عينيه وتجد قلبك يرفرف بين أضلعك بمجرد ان تلمح طيفه .. ان تستعمر السكينة صدرك بقربه وتشعر براحة وطن استقل بعد اعوام من الاحتلال .. هو شعر كل ذلك معها .. شعر بها تتسرب لروحه كما يتسرب المخدر لجسد المدمن فيجعله عاشق له ببطئ وجنون .. شعر بها تبدأ استعمارها له منذ اول لقاء لينتهي بها الأمر رافعة علم حبها على اراضي قلبه معلنة انه ملكها وحدها .. يضمها لصدره وهو غارق في نوم هادئ غاب عنه منذ ان حاول الابتعاد عنها .. كان في كل ليلة يشعر بقلبه يُعتصر وكأن قبضتين من فولاذ تضغط عليه بقوة فقط لأنه يعلم بأن فراقهم امر محتم اختاره هو بيده ولكنه لم يكن يعلم ان في الثانية التي شعر فيها انها حقاً ستبتعد عنه سيشعر بابتعاد روحه معها بذلك الشكل .. لم يكن يعلم انه تعلق بها بهذا الشكل المرضي وكأنها هي الداء والدواء .. تستكين براحة فوق صدره وهي مغمضة عينيها غارقة في نوم عميق بين احضانه الدافئة لتغمض عينيها بقوة ويرتسم الانزعاج على تعابير وجهها حين وصلها صوت ذلك الطرق المتكرر .. تفتح عينيها وتنظر حولها وهي ترمش عدة مرات حتى تعتاد على اشعة الشمس التي ملأت المكان حولها لتسكن شهقة صامتة صدرها وهي تستوعب اين هي .. هي بغرفته! .. غلبها النعاس فنامت بين احضانه لأول يوم منذ ان اصبحت زوجته .. نامت بغرفته!!! .. انتبهت لتكرار الطرق لتنظر لجسده الملاصق لجسدها وذراعه الذي يضمها لصدره بحماية يشوبها الكثير من العشق .. تبتسم رغماً عنها ما ان وقعت عينيها عليه .. (هل يمكن لأحد ان يكون جميلاً لهذا الحد وهو نائم؟!) هكذا تسائلت وعينيها تمشط وجهه قبل ان ترفع كفها لصدره وتهزه برفق وهي تهمس
إيمان(بهمس خفيف): زين .. زين
زين: همممم
همهم بها وهو مازال مغمضاً عينيه لتردف هي بنفس الهمس وقد توترت من ذلك الطرق الذي لم ينقطع
إيمان(وهي تهزه برفق في صدره): يا زين قوم في حد بيخبط عالباب
زين(بهمهمة ونعاس): جوليله يدخل
إيمان(بغيظ من رفضه للاستيقاظ): هو حد جاي يزورنا؟!! .. فوق يا زين بقولك فيه حد بيخبط على باب الاوضة
فتح عينيه باستيعاب بعدما رنت جملتها بأذنه لينتبه على ان وجودها وصوتها ليسوا حلماً يتكرر مثل كل ليلة بل واقعاً يحدث حقاً .. نظر حوله ثم وقعت عينيه عليها ليتقوس ثغره مُشكلاً ابتسامة ساحرة وهو يهمس
زين(بابتسامة عاشقة): صباح الخير
إيمان(بابتسامة خجولة): صباح النور
قالتها إيمان ببعض الخجل من نظراته التي سكنت عيناه ما ان تلاقت اعينهم لتجده ينظر لها بعشق مردفاً
زين(بنبرة عاشقة خفيفة): الواحد لو هيصحى عالوش ديه كل يوم مش هيتحرك من السرير واصل
ابتسمت بخجل ليخرجهم من تلك الحالة صوت الطرق الذي تكرر ليحمحم زين قبل ان يردف بهدوء
زين(وهو ينظر للباب المغلق): مين؟
ورد(من خلف الباب): اني ورد يا زين بيه
ارتبكت إيمان وكادت بالاعتدال ومغادرة الفراش لتجد ذلك المجنون يحكم من ضمها لصدره بعبث وهو يهز رأسه برفض وعينيه معلقة بها
زين(وهو ينظر لإيمان الساكنة صدره): فيه حاچة يا ورد؟
ورد(بنبرة هادئة): فيه واحدة تحت عايزة حضرتك
زين(باستغراب وهو ينظر للباب مرة اخرى): واحدة مين؟!
ورد: ماعرفاش بس هي جالتلي اجول لحضرتك انها عايزاك في موضوع مهم جوي
زين(بنبرة هادئة): طيب يا ورد اني هتدلى وراكي
انسحبت ورد بعد جملة زين ليدير الاخير وجهه لمن تسكن احضناه بوجه متجهم وعينيها تطق بالشرار
زين(وهو يلاحظ عبوس وجهها ونظراتها الحارقة): فيه ايه؟!
إيمان(بنبرة تسكنها الغيرة): مين الواحدة دي وعايزة منك ايه؟!
زين(وهو ينظر لها): واني ايش عرفني اديني هنزل اعرف دلوكت
إيمان(وهي تضغط على اسنانها بغيظ وغيرة): آه .. وهو انت بقى متعود ان ستات تجيلك وتعوزك ف وقت زي دا؟
نظر لها بصدمة لدقائق قبل ان يجعل شهقة تسكن صدرها حين قلبها على السرير وطل عليها بجسده العريض لتردف هي بارتباك
إيمان(بارتباك وخجل من قربه): ايه دا فيه ايه؟!!
زين(بغمزة عابثة): انتي اللي فيه ايه .. وهتسألي ليه عاد .. اعتبر دي غيرة؟
قالها بنبرة عابثة لتشيح وجهها بغضب يشوبه التوتر والارتباك منه ليردف هو بابتسامة
زين(بذهول من غيرتها وتبدل حالها): يا بنتي انتي عبيطة عاد! .. ما انتي عايشة معايا في البيت إهنيه بجالك اكتر من 4 شهور كنتي شوفتي اي واحدة بتچيلي ولا بتكلم معاها عاد .. هو اي چنان عالصبح إكده؟!!
إيمان(وهي ترفع اصبعها بتحذير في وجهه): بقولك ايه ماتغلطش احسنلك وبعدين احمد ربنا اني عديتلك كلامك وهزارك مع ست خسوف
كتم زين ابتسامته حين فهم انها تقصد قمر وأفعاله التي يندم عليها ولكن هو أيضاً لم يحاسبها بعد على ما فعلت مع أبناء أعمامها .. لكن كل ذلك ليس مهماً الآن .. لديهم عمر بأكمله ليُحاسبوا بعضهم ولكن الآن هناك ما هو أهم .. قُربها منه بذلك الشكل مثلاً .. ذلك القُرب الذي جعل نيران من نوع خاص تشتعل بجسده .. ابتسم بخبث قبل ان يقترب منها مردفاً بنبرة عابثة
زين(وعينيه مُعلقة بعينيها): ولو غولوطت هتعمليه ايه عاد؟!
قالها وهو يقترب بوجهه منها وقد سكنت عينيه نظرة عاشقة عابثة .. تتعانق عيونهم ليكتسي وجهها بحمرة الخجل لثواني قبل ان تبدأ ابتسامة جميلة في الارتسام على وجهها وهي تنظر له وتضحك بخفوت ليردف هو بابتسامة لابتسامتها
زين(وهو يراقب ابتسامتها الجميلة): بتضحكي على ايه عاد؟
إيمان: اصل اللي يشوفك النهاردة مايشوفكش امبارح وانت مصدرلي الوش الخشب
تنهد زين واختفت ابتسامته ببطئ ليردف بنبرة يشوبها الحزن والألم
زين(بنبرة صادقة): عشان ماكنتش عايز اظلمك معايا .. كنت عايزك تكوني اسعد واحدة في الدنيا كلاتها
إيمان(وهي تحتضن وجهه بكفها): انا قولتهالك امبارح وهكررهالك دلوقتي .. انا هكون اسعد واحدة طول ما انا معاك انت
ارتسمت ابتسامة بسيطة على شفتيه واقترب كثر بوجهه ليطبع قبلة عميقة على جبينها قبل ان يبتعد ويقف وهو يردف بابتسامة
زين(بابتسامة هادئة): اني هدخل اتسبح .. ممكن تختاريلي چلابية على ذوجك؟
إيمان(باستغراب يشوبه الفرحة): على ذوقي انا؟!!
زين(بابتسامة عاشقة ونبرة خفيفة): ايوة , اني راچل عايز ألبس على زوج مرتي عندك مانع؟
إيمان(بابتسامة): لا ربنا ما يجيب موانع
قالتها بنبرة خفيفة قبل ان تتحرك باتجاه الدولاب الخاص به وتفتحه ومازالت تلك الابتسامة تزين ثغرها لتسحب احدى الجلاليب الصعيدية المميزة مثل من يسكن قلبها وتحتضنها وهي تغمض عينيها بعشق تمكن من قلبها وروحها وكيانها .. عشق الصعيدي
////////////////////////
"ماذا ان عاد معتذراً" جملة تظهر امامنا كثيراً ويتنوع الرد عليها ف منا من يعترف بأنه سيغفر له ما تقع عينيه عليه .. سيغفر لمن كان ومازال وسيظل القلب يهتف بأسمه .. سيغفر لمن ستدق طبول القلب فرحة بعودته .. سيغفر وإن كان يعلم انه مع شمس اليوم التالي سيغادر مرة اخرى .. سيغفر لأن قلبه ليس باستطاعته شئ سوى ان يغفر .. ومنهم من سيغفر ليس رغبة في المغفرة والمسامحة ولكن حتى لا يكون لهم عند الله لقاء فعند الله تلتقي الخصوم .. ومنهم من لا يستطيع ان يغفر .. ليس قسوة وإنما استنكار فكيف يغفر لمن استباح أذاه .. كيف يغفر لمن سكن الروح وسعى فيها فساداً .. كيف يغفر لمن تعمد ان يؤذيه .. كيف يغفر لمن لم يكن للضلع مُتسع لغيره وما كانت الروح تعانق سوى روحه وهو من تعمد ان يخسر مكانته تلك .. هو من تعمد ان يُدمي الروح وأن يكسر القلب الذي كان ينبض له .. تجلس بغرفتها فوق فراشها ضامة قدميها لصدرها وعقلها يُفكر لأي فئة تنتمي هي .. أتغفر؟! .. أتسامح؟! .. أتتقبل ندمه؟! .. هه ندمه! .. ندم وعاد ليعتذر ولكن هل يُشفي القلب ذلك الاعتذار .. هل تترمم أشلاء الروح التي تبعثرت وتفتفتت لسنوات بسببه .. معتذراً عن ماذا؟! عن تلك الليالي الباردة المظلمة التي قضتها وحدها في غرفتها تبكي بقلبها قبل عينيها .. تبكي على هجره وغيابه الطويل .. تبكي على خيانته لكل العهود والوعود .. تبكي على كل الذكريات التي عاشوها وتبكي على كل الاحلام التي بنوها سوياً ليأتي هو وبكل قسوة ويحطمها .. تبكي على كل امانيها التي رأتها تتلاشى امام عينيها عندما رحل وهي تقف مُكتفة غير قادرة على الحركة .. غير قادرة على الصراخ والعويل .. ترى روحها تلفظ انفاسها الاخيرة وهي تقف كالتمثال امامها .. عن اي شئ سيعتذر؟! .. عن ملامحها التي بهتت .. عن سعادتها التي غابت بغيابه .. عن عفويتها التي فقدتها .. عن عمرها الذي ضاع وهي حبيسة اربعة جدران راغبة في الاحتماء من اعين الناس التي ترمي كلاماً صامتاً كالرصاص المسموم .. هنا ترى سيدة يسكن عينيها سؤال عن سبب تركه لعروسه في يوم الزفاف .. وهنا ترى أخرى تتحسر عليها وكأنها ماتت وحياتها انتهت .. وهنا ترى فتاة تتعمد اخفاء فرحتها بزواجها حتى لا تصيبها بالحسد .. وهنا أخرى تُخبئ رضيعها ما ان تلمحها حتى لا تصيبها وإياه بالعين .. وهنا اخرى تقول وهنا اخرى تهمس وهناك من تهمهم وهناك من ترمي كلاماً جارحاً مع نظرة شماتة .. هل سيمحي اعتذاره كل تلك الذكريات من عقلها .. هل سيجعلها تنسى كل ذلك .. لطالما كانت تردد دعوة وحيدة في كل صلاة لها .. تدعو الله ألا تلتقيه ولو صدفة ولكنها قابلته .. تدعو ان تنساه ولكن لم تنساه .. تدعو ان يخرج حبه من قلبها ولكنه أبى ان يخرج بل تشعب في روحها أكثر .. نعم تلك هي الحقيقة .. مازالت تحبه .. مازالت تحبه رغم الجرح النازف بقلبها .. مازالت تحبه رغم روحها المُهشمة .. لطالما كانت تردد انها لن تسامحه ابداً .. لن تسامحه ولو اعتذر عدد ساعات الفراق .. لن تسامحه ولو جاء بثقل الارض ندماً .. لن تسامحه وإن عاد سيراً على رموش عينيه .. كانت تكرر تلك الجمل عسى قلبها اللعين يقتنع بها .. عساه يستمع لحديث عقلها .. هه عقلها .. عقلها الذي مازالت ذكرياته معها تسكنه وتأبى ان تنمحي .. تأبى ان تتلاشى .. تأبى ان تغيب .. تأبى ان تتوقف على التجسد في احلامها كل ليلة .. لماذا يحتلها بذلك الشكل؟! .. لماذا لم يتحطم صرح عشقه بقلبها مثلما تحطم قلبها وروحها .. لماذا مازال جسدها تصيبه القشعريرة عندما تسمع صوته .. لماذا تتواثب دقات قلبها حين ينطق احدهم اسمه او يمر طيفه ببالها .. لماذا؟! .. لماذا مازالت تحاول خلق الحجج والاعذار له .. لماذا احست بقلبها يُكذب ما قالته البارحة عن كرهها له .. لماذا احست بقلبها يصرخ كاذبة حين نطقت بتلك الجملة مؤكدة انها لن تغفر له ابدا .. لماذا مازالت تحتفظ بكل ذكرياته معها وكل جواباته و وروده الذابلة مثل ملامحها .. تنظر لتلك الاوراق المتناثرة على سريرها على سريرها والدموع تغرق وجهها .. ليتها تستطيع تمزيقهم .. ليتهم ما وُجدوا .. ليتها تستطيع محوهم من حياتها ومن ذاكرتها ولكنها في كل مرة تتراجع عن ذلك ؛ فتلك الاوراق هي اثباتها الوحيد ان ما عاشته لم يكن حلماً .. لم يكن وهماً .. وقفت بهدوء من على سريرها ولملمت الاوراق والورود ووضعتهم بصندوقها الصدفي ذو الحجم المتوسط وأغلقته وتحركت لدولابها لتضعه بداخله وسط ملابسها وبجوار دفاترها الذين خططت بهم ما يُجيش بصدرها لسنوات .. اغلقت دولابها وتحركت بنفس الهدوء لحمامها لتقوم بغسل وجهها وتمسح ذلك الكحل المنُساب من عينيها كالغابات السوداء .. تضع الماء البارد على وجهها وتشعر بحريق قلبها ينطفئ .. مرة وراء الاخرى حتى احست ان تلك النار المتأججة بصدرها أخيراً انطفأت .. بعد سنوات من حرق روحها وكأن ذكرياتها هي الوقود الذي يزيد من اشتعال تلك النيران اخيرا انتهى كل شئ .. امسكت بمنشفتها وجففت وجهها وهي تنظر لانعكاسها بالمرآة مقررة من داخلها انها لن تدع مجالاً للحزن مرة اخرى في حياتها .. لن تسمح لنفسها بالحزن مرة اخرى .. لن تسمح لنفسها بأن تكون سجينة تلك الجدران مرة اخرى .. يكفي ما اضاعته من عمرها .. من اليوم وُلدت رحمة جديدة .. رحمة ستحرص على ان يكون لها نصيب من اسمها فهل بالفعل انتهت معاناتها ام ان جرح القلب وإن توقف عن النزيف لن يندمل إلا بعودة من يسكنه مرة اخرى؟!!
////////////////////////
يجري بلهفة وهو يشعر بقلبه يكاد يغادر صدره من فرط نبضاته .. يشعر وكأن الهواء من حوله لا يكفي ليملأ رئتيه .. تسابق قدميه الرياح وهو يندفع نحو المندرة ليقف امام بابها ويكور قبضته ويطرق على الباب مرة وراء الاخرى بطريقة افزعت من بالداخل ليجري احدهم ويفتح الباب ليردف بذهول
مروان: زين؟!
///////////////////////////
العوض جميل .. العوض مريح .. العوض قادر على ان يريح القلب من كل وجع زاره .. العوض يهدهد الروح ويمحو كل ذكرى سيئة سكنتها .. تنام بهدوء جميل يحتل ملامحها الرقيقة .. تنام بعمق وراحة افتقدتهم منذ وقت طويل .. مهلاً .. ما هذا؟ .. تشعر بيد خفيفة ورقيقة كالريشة تملس على وجهها .. تفتح عينيها لترتسم ابتسامة تلقائية على وجهها حين رأت ذلك الصغير امامها ويبتسم بطفولية آسرة ويردف بتلعثم جميل
بدر(بابتسامة آسرة): مممماااا مممماااا
اتسعت ابتسامتها وهي تعتدل وتجذبه برفق بين احضانها وهي تغمض عينيها بعاطفة أمومية صادقة .. تشعر وكأنها ابنها هي بالفعل .. تشعر وكأنه جزء منها .. تزيد من احتضانه ومازالت تلك الابتسامة مرسومة على وجهها لتنتبه لصوته الذي يردف بنبرة خفيفة يشوبها المزاح
معتز(بابتسامة وهو يستند بجزعه على الباب): اني إكده هبدأ اغير من بدر
ضحكت دعاء ضحكة بسيطة وهي تنظر له وتردف
دعاء: هو چه امتى؟
معتز(وهو يتحرك مقترباً منهما): لسة دلوكت .. اصل فرح چت تچيبه إكمنها لازمن تعاود على مصر النهاردة مع چوزها
دعاء(بابتسامة بسيطة): توصل بالسلامة ان ساء الله
معتز(بنبرة عاشقة): الله يسلمك من كل شر
قالها وهو يجلس بجانبها وينظر لها لتردف هي بخجل من نظراته
دعاء(وهي تهرب بعينيها): هتبصلي إكده ليه عاد؟
معتز(بنبرة صادقة يشوبها العشق): بحاول أتوكد اني صاحي بحج وحجيجي مش بحلم
خجلت دعاء من رده ليقترب هو بوجهه مردفاً بنبرة عاشقة
معتز(بنبرة عاشقة وهو ينظر لها): صباحية مباركة يا ست البنات وست العرايس
اكتسى وجهها كله بحمرة الخجل لتضغط على شفتيها حين شعرت بشفتيه تطبع قبلة رقيقة على جبينها قبل ان يقف ويحمل بدر على ذراعه مردفاً بابتسامة جميلة
معتز(بابتسامة بسيطة): اني هتدلى تحت مع بدر وهنستنوكي عشان نفطروا سوا .. عاملك فطار ملوكي
دعاء(بذهول): انت اللي عملت الفطار؟!!
معتز(بتأكيد وهو ينظر لها بعشق): ايوة .. وبعدين هو اني اطول اعمل الفطار لدعائي
ابتسمت دعاء ابتسامة خجولة من كلمته تلك .. شعرت بقلبها تتواثب دقاته حين نطق اسمعها يتبعه ياء الملكية ليشعرها بانتمائها له .. تحرك من امامها بهدوء لتنظر هي في اثره وتتذكر ما حدث البارحة بعد ان انتهى الفرح وودعوا الاهل والاحباب ودخلوا لدارهم ليبدأوا حياتهم الزوجية
*فلاش باك*
شعرت بارتجافة تجتاح جسدها كله حين استمعت لصوت الباب يُغلق يتبعه صوت اقدام ابيها وأمها مغادرة من امام البيت .. ثواني وسمعت خطواته تقترب منها لتزداد ارتجافة جسدها ويبدأ قلبها في الدق بعنف .. وقف امامها ليجدها مخفضة رأسها ويديها مضمومين لبعضهم موضحين كم التوتر والخجل الذين احتلوها وكأنها تتزوج للمرة الأولى .. سكنت شهقة خافتة صدرها حين وجدته يحاوطها بحنان .. اكتسى وجهها بحمرة الخجل وهو يجذبها لصدره في ذلك الحضن الذي أكد لها انه بالفعل يحبها .. يحبها جداً .. وكأن حضنه سحب كل التوتر منها .. ما هذا؟! .. لماذا يدق قلبها بهذا الشكل؟! .. لم يدق هكذا من قبل! .. حتى حين كانت متزوجة من ممدوح لم تشعر به يدق بذلك الشكل .. يا الله .. كم هذا الاحساس جميل ومريح تماماً كحضنه .. دون ارادة منها ارتفعت يديها قليلاً لتربت على ظهره لتزداد دقات قلبه قوة .. ظلوا على تلك الحالة لدقيقة او اثنتين حتى اخرجها بهدوء من احضانه مردفاً بنبرة عاشقة وعينيه تمشط كل شبر بوجهه
معتز(بنبرة عاشقة): مبروك عليا انتي يا دعائي
ظهر الاستغراب المخلوط بالخجل على وجه دعاء من كلمته تلك ولكنها كانت اجبن من ان تسأل عن سببها لتهرب بعينيها وهي تردف وقد عاد ارتباكها مرة اخرى من نظراته
دعاء(وهي تهرب بعينيها): احم هو .. بدر فين؟
معتز(بابتسامة على خجلها): مع فرح .. جالت انها هتخليه معاها وهتبيت هي وچوزها عند جرايبينه إهنيه
دعاء(بخجل): تمام
معتز(وعينيه مثبتة عليها): تمام
صمت قليلاً قبل ان يردف
معتز: مش يلا
دعاء(بخجل شديد): يلا ايه؟!
معتز(بابتسامة هادئة): نصلي يا دعائي
دعاء(وهي تنظر له بذهول): نصلي؟!
معتز(بنفس الابتسامة الهادئة): إيوة .. اطلعي غيري الفستان واتوضي في الحمام اللي فوج .. هتلاجي عالسرير إسدال چديد وأني هتوضى في الحمام اللي إهنيه وهستناكي
نظرت له دعاء قليلاً وقد ارتسمت ابتسامة بسيطة وجميلة على شفتيها .. تحركت من امامه وعقلها مشغول .. لم تصلي ابداً مع ممدوح .. إنها حتى لم تره يصلي وحده .. كان من الناس الذين نسوا الله فانساهم انفسهم .. لأول مرة تشعر بقلبها يترك آخر ذكرى له تطير في مهب الريح .. لأول مرة تشعر انها لا تكرهه .. نعم لا تكرهه فهو حقاً لم يعد يعنيها ابداً .. لا يعنيها سوى عائلتها وزوجها وابنه الذي ستحرص على ان يصبح ابنها هي الاخرى .. انهت وضوءها ولبست ذلك الاسدال ذو الملمس القطني الناعم واللون الفيروزي الذي تعشقه .. لفت طرحة الاسدال على شعرها ونظرت لانعكاسها بالمرآة لتبتسم قبل ان تتحرك لخارج الغرفة .. ما ان سمع خطى قدميها حتى انتقلت عيناه تلقائياً نحوها .. ابتسامة جميلة زينت ثغره وهو يراها تتهادى وتنزل درجات السلم البسيطة والقليلة قبل ان تقف امامه مردفة بابتسامة وعيون لامعة
دعاء: اني چاهزة
لم يرد وإنما ابتسم ابتسامة عاشقة قبل ان يقف على المصلية وتقف هي خلفة ويبدأ في صلاته بها وقلب كل منهما يدق بقوة .. تغمض عينيها باستمتاع وهي تستمع لصوته العذب وهو يقرأ حروف آيات الله .. تشعر بصوته يملس على قلبها بحنان .. مرت دقائق لينتهوا من صلاتهم ليضع هو يده على رأسها ويقول الدعاء وعينيه معلقة بعينيها ليردف بعد فترة بسيطة
معتز(بعيون تلمع بالعشق): تقبل الله يا دعائي
دعاء(بخجل من نظراته): منا ومنكم .. احم , هو انا .. ممكن اسألك سؤال؟
معتز: طبعاً
دعاء(بخجل اكبر): ليه بتقولي .. دعائي
معتز: لأنك فعلاً دعائي .. انتي كنت دعائي لمدة 8 سنين يا دعاء
دعاء(وهي تنظر له بذهول يشوبه الاستغراب): 8 سنين؟!
قالتها دعاء وعلامات الصدمة المخلوطة بالذهول وعدم الفهم مرسومة على وجهها
معتز: مش فاكرة اني جولتلك اني عايز اجولك على حاچة مهمة بعد كتب الكتاب؟
هزت دعاء رأسها ليردف هو وعينيه تلمع بضي العشق
معتز(بنبرة عاشقة): كنت عايز اجولك اني بحبك
نبض قلبها بقوة من اعترافه ذلك .. اكتسى وجهها بحمرة الخجل .. ارتبكت واخذت تهرب بنظراتها لتنظر له بصدمة مرة اخرى حين اردف
معتز(مُكملاً): من 8 سنين
دعاء(بذهول): من 8 سنين كيف؟!!
معتز: انتي طبعاً عارفة مليح اني كنت صاحب اخوكي وكنا مابنتفارجوش واصل
هزت دعاء رأسها ليكمل هو
معتز(وهو يمسك يديها برفق): بس اللي ماتعرفيهوش اني وجعت فيكي وطبيت من وأني في الثانوية .. من ساعة ما كنت اچي اذاكر ويا زين في الدار عنديكم وألاجيكي نازلة عالسلم وانتي رابطة شعرك ضفيرتين ووشك منور كيف البدر ليلة تمامه
خجلت دعاء من كلامه ليكمل هو وعينيه تتفرس كل إنش بوجهها
معتز(بنبرة عاشقة وصادقة): حبيتك وطلبت من ربنا انك تكوني من نصيبي .. كنت باكل الكتب وكل علشان انچح وادخل كلية عليها الجيمة وأچي اطلبك .. لما النتيچة طلعت جولت هدخل كلية الزراعة علشان امسك ارض ابوي واكبرها وأكون جد المجام .. اكون استحج اچمل بت في البلد كلاتها
ثم اهتزت نبرته قليلاً ليردف
معتز(وهو يبتلع غصة حزينة): بس ربك ساعتها مارادش وجبل ما ادخل سنة رابعة ربنا افتكر ابوي .. اتكسرت .. ماكنش فيه حاچة اعيش عشانها غيرك لحد ما انتي كمان ضيعتي من يدي ولاجيت زين بعد موت ابوي بشهر چاي يجولي ان ولد خالتك طلب يدك وان الحاچ سالم وافج .. حسيت ساعتها كأن سكينة اتدبت في صدري .. هتصدجيني لو جولتلك اني يومها بالليل بكيت كيف العيل الصغير
لمعت الدموع بعيون دعاء وتألم قلبها لنبرته التي سكنها الوجع ليردف وهو ينظر امامه بعيون شاردة
معتز(بشرود): جررت ابعد .. تجدري تجولي إكده كنت عايز اهرب .. جدمت تحويل لچامعة القاهرة ونزلت دورت على مرات ابوي وخيتي فرح وجعدت معاهم .. بجيت راچلهم وبجوا عيلتي .. هونوا عليا شوية بس جلبي كان كل ليلة يوچعني .. طبعاً بعد كل اللي حصل ديه ماجدرتش احل مليح في الامتحانات وعيدت سنة رابعة .. جررت اني اطلع همي في المذاكرة .. ماكنش فيه حاچة في دماغي غير اني انچح واتخرچ علشان اشتغل واصرف على نفسي وعلى خيتي ومرات ابوي وديه اللي حوصول .. اتخرچت وبجيت مهندس زراعي جد الدنيا
قالها بنبرة يشوبها الفخر والمزاح لتبتسم دعاء ابتسامة حزينة وهي تنظر له
معتز: فاتت سنة ورا التانية لحد ما مرات ابوي اللي ربنا رمى حبي في جلبها وخلاها تحبني كيف ولدها چابتلي عروسة .. في الاول رفضت .. اصل جلبي ماكنش فيه مكان لحد غيرك .. انتي اخدتي كل الحب اللي چوايا يا دعاء حتى حبي لنفسي
لمعت عيونها وزار ثغرها ابتسامة بسيطة لجملته تلك ليكمل هو
معتز: لما خيتي ومرات ابوي فضلوا يزنوا عالموضوع وافجت اجعد معاها .. ياسمين كانت بت چارتنا وكانت بنت حلال وطيبة
احست بالغيرة تزور قلبها .. اخبرها زين ان زوچة معتز متوفية ولكن مازالت الغيرة تشتعل في صدرها .. تغير عليه؟! هل بالفعل احبته؟! .. انتبهت لجملته التي جعلت الذهول يسيطر عليها
معتز: لما جعدت معاها لاجيت نفسي بحكيلها عنك
دعاء(بذهول): حكيتلها عني اني؟!!
معتز(وهو يومئ برأسه): ايوة .. وصارحتها اني ماهجدرش احبها بس هي وافجت وجالتلي انها هتسيب الحكاية للزمن
دعاء: وبعدين؟
معتز: اتچوزتها ويشهد ربنا اني عاملتها بما يرضي الله .. كنت بحاول اخبي حبي ليكي في جلبي على جد ما اجدر .. وكنت اخلي دعائي في سري لجل ماوچعهاش .. هي كانت عارفة ومتوكدة اني لساتني بحبك وكانت راضية .. تعرفي, چايز لو ماكنتش عشجتك كنت حبيتها بس جلبي عشجك انتي وماشافش غيرك
دعاء: هي .. توفت ازاي؟
معتز(بنبرة حزينة): ماتت وهي بتولد بدر
تألم قلبها على حال ذلك الصغير الذي حُرم من حنان الأم في ذلك السن .. انتبهت ليده التي امسكت يديها لتنظر له ويردف هو بهدوء يشوبه الحب
معتز(بنبرة عاشقة): عرفتي ليه عاد هجولك دعائي .. لأنك فعلاً دعائي .. جلبي مابطلش يحبك ابداً ولا بطل يدعيلك .. غصب عني كنت بدعي ربنا يسعدك حتى لو مع غيري ويهدي سرك بس برضك كان فيه چزء چوايا بيدعي انك تكونيله .. لما زين چالي القاهرة وجال انه عايزني ارچع كنت مجسوم نصين .. نص عايز يرچع ويشوفك والنص التاني ماعايزش يشوفك وانتي على ذمة راچل تاني لحد ما زين جال الچملة اللي رچعتني للحياة من تاني .. جالي انك انفصلتي عن واد خالتك .. غصب عني لجيت جلبي هيدج تاني وفرحان ان الامل رچع مرة تانية
دعاء(وهي تضغط على شفتيها بخجل): عشان إكدة رچعت؟
معتز(بنبرة عاشقة صادقة): ماجدرتش مارجعش .. ماجدرتش اضيع الفرصة انك تكونيلي .. اني عشجتك يا دعاء وحبك هيجري چوايا كيف الدم ولما شوفت معاملتك مع بدر اتشچعت اكتر اني اطلب اتچوزك
صمت قليلاً ليردف بنبرة صادقة
معتز: اني ماهجولش الكلام ديه عشان حاچة وعمري ما هغصبك على حاچة .. انتي مرتي و ام بدر ومكانك على راسي من فوج
نظرت له دعاء قليلاً قبل ان تردف بابتسامة خجولة
دعاء(بدقات قلب مرتبكة): واني جولتلك جبل إكده اني من بعد اللي حوصول جررت اني ماخليش حد يچبرني على حاچة اني ماعايزهاش واصل
معتز(بدقات قلب متواثبة): يعني ايه؟!!
اكتفت دعاء بابتسامة خجولة كانت تصريح لهذا العاشق باتخاذها زوجة له امام الله ليقف ويساعدها على الوقوف هي الاخرى قبل ان يحملها على ذراعيه ويصعد بها السلم لغرفتهما ليمر الوقت وتستكين بين ذراعيه بعد ان صارت زوجته قولاً وفعلاً .. زوجة لعاشق لم يتوقف قلبه عن النطق باسمها ابداً
*عودة*
ابتسمت وهي تقف من على السرير وتتحرك لحمام غرفتها ومازلت تلك الابتسامة الجميلة من تلك الذكرى تزور وجهها .. ذكرى جميلة وبالتأكيد ليست الاخيرة فهل هذا هو عوض الله ام ان عوض الله مازال لم ينتهي؟!
////////////////////////
ابدلت ملابسها ووقفت امام المرآة تتطلع لانعكاسها بها .. ابتسامة جميلة مرسومة على وجهها .. تضع يدها على مقبض الباب وتنزل بهدوء ليجذبها صوت زوجة خالها التي تردف بتذمر
صالحة(بعبوس طفولي): مليش صالح اني عايزة اروحلها دلوكيت
سالم(وهو يضرب قبضتيها بقلة حيلة): لا اله الا الله .. فيه حد يروح لعرسان الساعة 8 الصبح؟!!
صالحة(بعناد طفولي): عرسان ماعرسانش اني بتي وحشتني وعايزة اروحلها
سالم(بهدوء وحنان وكأنه يكلم طفلته): هنروحلها بس عالضهرية إكده تكون صحيت هي وچوزها
صمتت صالحة على مضض وعلامات العبوس مرسومة على وجهها ليتقدم منها سالم ويردف
سالم(بابتسامة بسيطة): اللي يشوفك إكده يجول انها اول مرة تبعد عنيكي
صالحة(بنبرة صادقة): انت بتجول فيها يا حاچ .. اني حاسة انها فعلا اول مرة تتچوز وتبعد عني .. كنت رچعت اتعودت على وچودها في البيت وحولين مني ومالية يومي بضحكها وحديتها .. يومي دلوكت هيفضى عليا من تاني
سالم(بخبث مدعي صدمة): وه .. يفضى عليكي كيف؟ واني روحت فين عاد؟
قالها وهو يقف امامها ويضع كفيه على ذراعيها بحنان يشوبه الحب المتشعب بقلبه لتنظر هي له بخجل ازداد حين تنحنحت إيمان واردفت بمزاح
إيمان(بابتسامة وهي تقترب منهم): احم احم .. نحن هنا يا خالو
سالم(بابتسامة وهو ينظر لها): تعالي يا حبيبة خالك
صالحة(بهروب): اني هشوف صفاء خلصت الفطور ولا لاه
قالتها وانصرفت من امامهم بوجه اكتسى بحمرة الخجل لتتقدم إيمان من خالها بابتسامة جميلة تزين وجهها ليردف هو بنبرة حنونة
سالم(وهو يلاحظ ابتسامتها الجميلة): ايه الصباح اللي كيف عسل النحل ديه وايه الابتسامة الجميلة ديه يا جلب خالك
إيمان(بمشاكسة وابتسامة جميلة): وهو حد يصطبح بوش سالم المنياوي القمر دا ومايبتسمش ويكون مزاجه عال العال كمان
ضحك سالم بصوته كله وهو يجذب إيمان لصدره
سالم(بحنان): حبيبة جلب خالك انتي
ابتسمت إيمان وهي بين احضان خالها الحبيب ولكن عينيها كانت تبحث عن حبيب آخر .. حبيب من نوع خاص .. حبيب يسكن القلب ويتربع على عرشه .. خرجت من احضانه وهي تنظر حولها لتردف
إيمان(وعينيها تمشط المكان): هو زين فين؟
سالم(باستغراب): زين؟! هو صحي عاد؟!!
إيمان: ايوة
كاد سالم بسؤالها كيف عرفت ولكن قاطعته هي حين لمحت ورد لتسألها
إيمان: ورد, هو فين زين؟
ورد(بهدوء): زين بيه كان جاعد مع الضيفة في المكتب وبعدين خرچ من البيت
إيمان(باستغراب): خرج؟!!
استغربت اختفاءه المفاجئ وخروجه دون ان يخبر احد وبالأخص بعد حديثه مع تلك الضيفة المجهولة بالنسبة لها؟ اين خرج؟! اين ذهب؟! هل هي معه؟! في ماذا تحدثوا؟! .. كل تلك الاسئلة عصفت برأسها لتنتفض فزعة على صوت صراخه العالي باسمها
زين(بهتاف قوي): إيماااااااااااااااااااااااااااااااااااااان
نظرت بلهفة نحو الباب وقلبها ينبض بعنف لتجده يندفع نحوها لتشهق ويتلون وجهها كله باللون الاحمر حين وجدته يحتضنها ويرفعها من على الارض ويدور بها بسرعة وضحكاته تجلجل في البيت كله راسماً ابتسامات على وجه سالم الواقف ينظر لهم بذهول يشوبه الفرح وصالحة وصفاء اللاتي خرجن على صوت صرخته ورحمة التي خرجت من غرفة والدها بعدما اعطته الدواء لتنتفض حين سمعت صراخ ابن اخيها وتهرع لترى ماذا حدث .. يستمر في احتضانه لها وهو يدور بها ويضحك ويصرخ قائلاً
زين(بهتاف قوي ونبرة عاشقة): بحبك بحبك بحبااااااااك
جحظت العيون بشدة وأولهم عيونها التي كادت ان تخرج من مكانها من فرط صدمتها مما يفعله لتجده ينزلها أرضاً ويُكوب وجهها بكفيه قبل ان يطبع قبلة على وجنتيها لينهره سالم بحدة خفيفة
سالم(بنبرة قوية أخفى ورائها سعادته): اتحشم يا واد انت!
زين(وهو ينظر له): ابوي
قالها واحتضنه بقوة مردفاً
زين(بنبرة مرتعشة من فرط المشاعر): اني هحبك جوي يابوي
قالها ثم خرج من احضانه ليجري نحو صالحة ويحتضنها ثم صفاء ثم رحمة مردفاً انه يحبهم جميعاً
صالحة(وهي تنظر لحالته الغريبة بخوف): بسم الله الرحمن الرحيم .. مالك يا ولدي؟
صفاء(بهمس مسموع لصالحة): هو ابنك اتجنن ولا ايه؟!
رحمة(بنبرة ذات مغزى): بجا مجنون إيمان
قالتها بنبرة خبيثة وهي تشير بعينيها لإيمان الواقفة بملامح مصدومة يشوبها الخجل الشديد مما فعله ذلك المجنون لتُذهل حين وجدته يقترب منها مرة اخرى ويمسك بيدها ويجذبها نحو السلم ليردف سالم بذهول
سالم(بصدمة من أفعال ابنه): انت واخد البت ورايح فين؟!
زين(وهو يصعد السلم جاذباً إيمان معه): معلش يابوي هجول لمرتي كلمتين إكده
ثم وقف في منتصف السلم ليردف وهو يتطلع لسالم
زين(بابتسامة واسعة): بالحج يابوي .. جول لعوض مايشيلش الفراشة والانوار اللي في الچنينة
سالم(باستغراب): ليه عاد؟
زين(بنبرة يسكنها الفرح): اصل الليلة فرحي على إيمان
قالها وتركهم على صدمتهم وتحرك بتلك المصدومة نحو غرفته ليُدخلها معه ويهم بغلق الباب قبل ان يجذبها لصدره دافناً وجهه بعنقها مُصيباً جسدها برعشة خفيفة ولذيذة من قربه ذلك وكأن جسدها يعترف للمرة الألف بتأثيره عليها .. يعترف بأنه ملك القلب والروح .. يعترف بأنها عشقت من الصعيد

كاااااااااااااااااااااات .. كفاية لحد كدا النهاردة .. إلى اللقاء في الأحداث القادمة

عشقت من الصعيد 🌴⁦♥️⁩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن