December | دِيسَمبَر

٢ - رَجُل البِيانو الغَامِض.

هُنالكَ نَجمةً مُنطفِئة في الأسفل فـ هل لكِ أن تُنيرينَها بأناملكِ؟.
و التعَلِيقات تُحفزّني على الإسِتمَرار أيضًا ♡︎.

[ كـ إقتراح أستمعوا مع البارت على معزوفة هادئة للبيانو ، مثل Castle In The Sky لـ Joe Hisaishi. ]

-

توجّهت إليهِ مخالِفة للمنطق و بعيدةٌ كُلّ البُعد عن وعيي.

و سَألتهُ سؤالًا مُبتذلًا ، يُنمّ عَن شدّة تَوتِري بَينمَا أُحدّق بالبِيانو آملةً بـ ألّا تَتلاقَى أُعيننَا فـ يَزدادَ تَبعثُرِي.

" أأنتَ عَازِف؟. "

أسَأله و كأنّه لا يُعزفُ أمَامِي فِي هَذه اللحَظَة!.

لَكِن لـ مُفاجئتِي أسَتقطَع مَعزُوفتِهِ لـ يُجِيب عليّ بصُوتٍ أجشّ يُنافِس عُمقَ سَودَاويتِيه.

" كَلا. "

" و عَزفُكَ؟. "

سَألتُ بتلقائِيَة موجّهة أُعيني عليهِ و برأسِي ألفَ سُؤاَل.

" أنسِجُ كِلمَاتي عَن طَريقَها. "

أجاب ، و حلّ صمتٌ مُريِب ، فـ لا أنَا عالمِةً بـ مَاذا أُرد أو أسَأل ، ولا رَغبةً بَادِية عَليهِ بالحَديِث.

و بَعد لَحظات أشار لِي بـ يدِه بالجَلوس بـ جانبهِ فـ مَقعد البِيانو كان مِثالي لـ شَخصِين ، و تصنّمت بـ مَكانِي.

أهذا مُنحرفٌ ثلاثِينيّ؟ أم أنّني أُسِيء الظَن؟.

و كنتُ سـ أبقَى مُتصنّمة بـ مَكانِي لولا تَواصل أُعيننا للمَرّة الثَانيِة..

هذه ليسَت المَرّة الأولى التِي أصنَعُ تواصلٌ بصريّ أو أرَى عَيِنان سَوداء اللون ، لَكِن هَذِه المرّة الأولى التَي أُصابُ بإضطرابٍ شديد مِن أُعين أحَدهِم.

أشحتُ ببصري بشكلٍ سَرِيع كي لا يَلحظ هِيامِي بِسَودَاويتِيه و توجّهتُ للمقعد لـ أجَلس عليهِ بـ هِدوء دونَ نِبس بـ بنتِ شَفّة.

فـ يُعوَد إلِى العَزف وسَط هَذا الجُو المُحرِج.. أو رُبمّا الغَرِيب..

فَتاة بـ مُقتَبل العُمر تَجلِس مَع رَجلٌ غَريِب فِي مَبنى مَهجُور! آمل أن لا أُصَاب بِـ سُوء..

بعد مُلاحظتي إنغماسِه بالعزَف قررتُ أن أسترق النَظر
لـ مَلامحهِ قبل نُطقي لأي كلمة لأُشبّع ناظريّ مِنهُ.

كان وجهه شَاحِب للغَاية و شَعره أسودٌ دَاكِن و طَويل و مرفوعٌ بإهمال للأعلى مع بعضِ الخُصَل التي تمردت على وجهه ، لتضيف سِحرًا على جمالهِ ، و بالإضِافَة لإرتِدَاءه مَعطفًا أسَود و طَويل فُوقَ بدلة يَكتسحَها السَواد أيضًا.