٤ - خِيبَة.

298 53 23
                                    

هُنالكَ نَجمةً مُنطفِئة في الأسفل فـ هل لكِ أن تُنيرينَها بأناملكِ؟.
و التعَلِيقات تُحفزّني على الإسِتمَرار أيضًا ♡︎.

-

بعدَ دَفع رَسُوم الدَخُول للمُتحَف.

بدَأتُ بـ تَأمُلْ مَا حُولِي.

و المُتحَف لَم يُكنْ بـ تلكَ الضَخامَة ، لَكِن بَدى سَاحِرًا.

حِيث يَملِك ممَر واحِد يَتفَرع مِنهُ أكثَر مِن جَنَاح ، و فِي كُل جَنَاح كان يَحوِي على تَارِيخ إحِدى الالآت المُوسِيقِية و تاريِخها معَ عَازف خَاص بِها يُسمِع الزائرِين الألحَان.

توجّهتُ بـ تلقَائية لـ قِسم البِيانو و كَان المَكان يَفيضُ جَمَالًا.

و بالرغم من كونه ليسَ بـ سيء إطلاقًا ، لَمْ يجذبني أي شيء بقوة أو حرّك شيئًا ما بداخلي.

مرّت دقَائِق لَكِن سُرعان مَا شَعرتُ بالضِيق لـ عدم إحسَاسِي بشعُور جَيّد.

عَدم شَعورِي بالإلهَام.. مُزعِج..

تنَهَدتُ بـ ضيق و قَرَرتُ المُغَادَرة فَـ حَسَب.

ولا أعَلم لِمَ لَكِن لـ سَببٍ مَا ظَننتُ أنّني سَـ ألتَقِي بـ شاغِلَ بَالِي بالصُدفَة و بطَريِقة رُومنِسيَة.

لَكِنني كنتُ بَلهَاء لـ أتَخيّل ذَلِك.

أنتَهَت زِيَارتِي تِلك التَي لَمْ تَزدِني إلّا ضِيقًا..

و أنَا بطِريقِي للمَكَان اللذِي رَكنتُ بِهِ سِيّارتِي لأتَوجّه للمَنزِل لمحَتُ مِن بَعيد.. و بَعيدٌ حَقًا..

شَاغِلُ بَالِي و مُبعثِر أحَوالِي
و مَن لفتَ رُوحِي قبلَ عِيناي
بِـ هِيئتَه الغَامِضة
مُرتديًا بَدلتِهُ السَوداء
يَمشِي بدَاخِل المُنتزَه بهَدُوء.

ذلكَ الرَجُل.. رَجُل البِيانو..

تصنّمتُ فِي مكَانِي و أضطَربت أنفَاسِي.

رغبتُ بالإنقضَاض عَليِه و بالوَقَت ذَاتِه لَم أجَرؤ علَى الإقتِرَاب.

وودَتُ أن أسَأله سَؤالٌ واحِد ، أيِن كانَ طِيلَة ذَلك الوَقت؟.

و لـ سَببٍ مَا شَعرتُ أن قَدمَاي مُقيّدة و لسَاني قَد عُقِد.

و حِينمَا لاحَظَتُ إبتِعَادهُ أكثَر فـ أكثَر ، أطلقَتُ قَدمَاي للرِيح و حَاولتُ أن أُسَابِق الزَمَن لأصِل إليِه.

بدَوتُ كَـ فتَاة بَلهَاء أو مَجنَونة و أنَا أركَضُ بِشَكلٍ أخرَق و غِيرَ مَتوَازِن.

لَكِن لَمْ أهتَم علَى الإطِلاق بـ شَكلِي ، فَـ جُلّ إهتِمَامي مُنصَبٌ عَلِيهُ.

و أستَمررَتُ بـ مَحاولتِي للوَصُول إليِه حتَى تمَكّن مِنّي الثَلج المُتناثِر فِي الأنحَاء ، و سقَطتُ بقوّة أرَضًا و لَمْ أتمكّن مِن إسِتيِعاب سَقُوطِي لأتفَاجَأ بإختِفَاءه..

أهوَ حَقًا مِن مُخيّلتِي؟ أَم أنّه رَجُلٌ حَقيقِي بـ سُرعَة خَارِقة للطَبِيعَة؟..

وحَتّى عِندمَا وقَفتُ علَى قَدمَاي مُجَددًا و بَدأتُ بالبَحَثُ عَنهُ فِي الأرَجَاء مُبَاشَرة.. لَم أجِد لَهُ أثَر..

أختَفَى كـ المَرّة السَابِقة مُسَببًا لِي خِيبَة أمَلٍ كَبِيرة!.

بَعدَ بَحث دَامَ مَا يُقارِب السَاعة حُولَ المُنتَزه و فِي دَاخِله ، لَمْ أجَدهُ..

لأعَود إلِى مَنزلِي جَارّةً مَعَي يأسٍ كَبِير و مُتعِبْ..

عَجيبٌ مَا أشَعرُ بِه.

مِن لِقَاء قَصِير و حِوَار دَامَ دَقائِق..

أصَبحَتُ مُتعَلّقة أشَدّ التَعلّق بِه و كَأنّ حُبِّي لَه قَد غُرِس فِي أعمَقَ نُقطَة بدِاخَلي..

و نَعَم أنَا أقُولَها ، لقَد وَقعَتُ بِـ حُبّ هَذَا الغَرِيب..

و لا يُوجَد شَعُورًا أدّقَ مِن الحُب لِـ مَا أنَا وَاقِعةٌ فِيه.

أنَا مَن كَانَت تُحَصِّن ذَاتَها مِن الحُب بِـ أشَدّ الأسَوار..

جَعلتُ ذَلِكَ الرَجُل يُمرُّ إلِى قَلبِي مَرُور الكِرَام.

و لَكِن هَو ليِس كَـ أيّ عَابِر سَبِيل..

و لَن يَكُونَ كَذلِك.

وصَلتُ إلى مَنزلِي و أستَلقيتُ بعشَوائِية علَى فِراشِي مُتمَنيّة أن أغَوص فِي بحَر الأحَلام بُسرعَة..

و آملةً أنْ أُصَادِف رَجُل البِيانو في مَنامِي.

و بعد مرور وقتٍ ليسَ بـ قليل تَمكَّنتُ أخيرًا من النوم.. مُتلحّفةً بـ خِيبتي.

-

ذا البارت بسيط لأن كنت بدمج بارت الي بعده معاه بس حسيت أنه صار طويل بشكل أوڤر بالنسبة لـ "فصل قصير".

و برضو ممكن للحين مب فاهمين شي من الرواية بس يعني معلش فصول قصيرة و ذا الرابع فقط أكيد ما بينفهم كل شي بسرعة، و قلت برضو من قبل ان ما بتاخذون زبدة الرواية بسرعة و بخليكم دايخين فيها لآخر بارت من باب الغموض و النذالة برضو هيهي..

وبس ما عندي شي أقوله، اتمنى انه عجبكم.


و الحين تقدرون تنتقلوا للبارت الي بعده ✨👇.

December | دِيسَمبَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن