تُمـطـر دمــاء

60 2 0
                                    

أجلـس بمحطـة انتظار القطـار، بمنتصـف الليـل، الثلـج يتساقـط، يبدو و كأنه بطانيـة بيضاء تغطي الأرض لتدفئهـا.

هدوء يعم المكـان، لا أكاد أسمـع إلا نباح الكلاب الضالـة بالأحياء المجاورة.

ها قد وصل القطار ليوصلنـي لمحطتـي التاليـة "إيتلانـون" لزيـارة متحـف "جولي آتركـا"

فُـتح الباب ثم صعدت، نظرت حولي لأجد القطار ممتلئ بالركـاب، درجـة أنني لم أجد مقعـدًا لأجلـس عليـه.

بقيـت واقفـة مكانـي، و اذا بشـاب قد صعـد للقطـار، يبدو و كأنـه رئيـسٌ لـ عصابـة، يرتـدي معطـفًـا طويلًا أسـود اللـون، و قد بللتـه قطـرات المطر، لا زلت أتذكـره جيـدا، و كأني قد قابلـته بالأمـس.

اقتـرب ليقـف خلفـي، و عينـاي لم تدركـا بعـدُ جمال عينيـه، فلم تفارقـها و لو ثانيـة واحـدة، فتـح هاتفـه، نظر للساعـة ثم أعـاده لجيبـه مرة أخـرى.

تحـرك القطـار، و بينمـا أنا منسجـه بتأمـل المناظر من النافـذه، اهتز القطـار و جعلنـي اسقط على ذاك الشاب، أحاط يديـه على خصـري.

واذا بـأعيننـا قد التقـت بعالـم آخـر فلـم استطـع تجاهـل جمـال عينيـة البنيـة، و التـي تبدو و كأنهـا قطعـة شوكـولا ذائبـة، أعتقـد أنه قد إتضـح لكم انني جائعـة، فـلم يقـم عمي بصنـع عشاء الليلـة.

"هي، يا فتاه أ أنتي بخيـر؟"

بقيـت تلـك الجملـة تتردد بأذنـي، أتمـنى أن لا يكتـشف أنـي قد سهـوت تأملًا في عينـيه.

"وجهـك يبدو مألوفًـا لـي!!"

-أوه، لا لا أظـن ذلك...

"لقـد وصلنـا لمحطـة أتلانـون"

-آسفـه علي أن أذهـب.

-تتنهـد- إعتقـدت أني لن أنجـو مـن هـذا الموقـف.

خرجـت من محطـة القطـار متجهـة لمنـزل أبـي، غريـب كل المحلات مغلقـة، لكنـي أتضـور جوعـا، أتمنـى ان أجـد شيئـا لآكلـه قبـل أن.....

ما هذا؟ أشعـر و كأن أحدهـم يطاردنـي، أشعـر بـه خلفي و لكن حيـن ألتفـت، لا شيء.

-أ مـن أحـد هنـا؟.. أوه لابـد أن الجـوع قـد جعلنـي أهلـوس.

أكملـت طريقـي و بعـد ثلاث دقائـق فقـط، عاد إلي هذا الشعـور.

و لكن، عندمـا التفـتت، وجـدت رجـلا يرتـدي لثمـة حمـراء، يحمـل بيده اليمـنى سكينـا حاده، يكاد ضوء القمـر ينعكـس عليـها لتلمـع مثـل النجـوم وسـط الظلام.

إيتلانـون - مدينـة السّـفاحيـن  [متوقفـة مؤقتًـا]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن