(٢)بَيت الأَروَاح الطّاهِرَة

348 104 111
                                    

الفـصـل الثَّـانِـي |𝖢𝖧𝖠𝖯𝖳𝖤𝖱 2

[بَيت الأَروَاح الطّاهِرَة]



..


فتحتُ عيناي ببطءٍ بعد صدمتْي التي حصلت.. لأرى فتاة تجلس على فراشي مرتدية ملابس نصف بيضاء ونصف سوداء..

قد إنفتحت بعض الجروح على وجهي إثر إصطدامي..

" م..من انتِ؟"
تساءلت ، فـ لم تتكلم أو تجبَني..

فقط قامت من مكانها..وجعلتني أقف بعد سقوطي.

فشكرتها على مساعدتها لي..لتمسك بيدي.

ثم قامت بطرقعة إصبع الإبهام والوسطى معاً ، ليظهر باب من العدم:
" ثق بي وأذهب معي.."

قالت لأومئ لها بتردد ، ورحلتُ معها عن طريق ذلك الباب..

وعند دخولي .. رأيت مبنى شاهق ملون بالأسود..والسماء كانت مُعتمة..

تذكَّرت حينها بيت الأشباح في الملاهي..

كانت أقذر أيامي عندما جربت تلك اللعبة ، أتمنى ألا تحصل الآن..

لألاحظ بأن تلك الفتاة المُمسَكَة بيدي تضع بصمتها على مفتاح باب حديدي يحيط المبنى .

لينفتح الباب فوراً بعد الاستجابة لبصمتها..

فـ مررنا أولاً على ساحة المبنى الخارجي ، كان كالحديقة..ولكنها باهتة..

ثم دلفنا إلى المبنى..فرأيت جنود يحاوطون المكان كله ، المكان من الداخل واسع جداً عن ما تراه بالخارج .

شبيه بالفندق ولكن بهِ ممرات كثيرة، من الأعلى إلى الأسفل ..

وفي كل ممر به عدة غرف ، كان الجميع يرتدي ملابس من اللون الأبيض..بينما القليل يرتدي الأسود..

خشيت من الذين يرتدون الأسود ، فيبدُ عليهم الهيبة..وأنا جئت بملابس نومي فقط.

حتى لاحظت أن كل من يرتدي اللون الأبيض ينحني لمن يرتدي الأسود عند مقابلته..

بينما من يرتدي الأسود لا يعيره أي إهتمام..

تعجَّبتُ من أمرهم كثيراً..فمهما كان الشخص يحترمك..لا بد وأن تبادله الإحترام ..

يبدُ عليهم التكبُّر من أمرهم هذا.

إنتبهتُ لطريقي أكثر عندما دخلت أنا والفتاة لممرٍ يقف فيه صف طويل..مليءٌ بالرجال والنساء..والأطفال حتى.

وقفتُ كما أمرتْني الفتاة لتتركني ، ثم رحلتْ.

مَر بعض الوقت حتى إقترب الصف على الإنتهاء..

وحتى الآن لا أعلم أين أنا..وما هذا المكان حتى.

حتى إستمعت لصوت الجندي ينادي بإسمٍ ما ويكمل:
" من أستراليا..سبب الموت.. سكتة قلبية"
تجعَّد ما بين حاجباي محاولًا في فهم قصده..

أرواح طاهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن