01: أُمنيـة

2.7K 86 7
                                    

أشفقُ على من يسمع قال وقيل، وعبدُ الأقاويل

• • • •

رفع يديه مُهندماً سترة بذلته ، نبضات قلبه تتخطى المُعدل الطبيعي بمراحل، سيخطب حبيبته اليوم، امنيته الوحيدة من الدنيا وما يدعو ربه كُل ثانية ان يحصل عليها، امسك بفرشاة شعره يُرتب بها شعره للمرة الألف ، التفت عندما سمع صوت فتح الباب والمتوقع ان تكون امه، فمن غيرها يستطيع اقتحام غرفته بدون استئذان، فقط امه.

"جهزت نفسك خلاص؟" سألت مقتربةً منه بأبتسامة لطيفة تحارب لأظهارها، وكان ذلك واضحاً للغاية من طريقة نطقها للكلمات ومجاهدة نفسها لكي لا تجرحه ، همهم هو في المقابل غير مكترثاً لمحرابتها لضيقها والأبتسامة لم تتنازل عن وجهه للحظة، عينيه تلمعان بشكل غريب ، فقط العشاق من يفهمون هذه اللمعة والتي ما ان تراها ستغرق تائهاً بداخل عينيه العسلية.

رفعت الأم يديها تُهندم ربطة عنقه بلطف مبتسمة "ربنا يفرح قلبك دايماً ويتمم الجوازة دي على خير بدام انت مبسوط بيها اوي كده ، حتى لو مكنتش عايزاها بس يلا كله عشانك يهون" قلب إيـاد بؤبؤي عينيه ضاحكاً "لا متقلقيش هتتم بس اطلعي انتي منها يا أمي! "

همهمت امه لثوان، تتأمله بها وتتأمل وجهه السعيد، وببالها افكار عديدة، اهمها كيف تقنعه ان قلبها الذي لا يخطئ يقلق الآن، ليس مطمئناً ولم يثبت ابداً، تشعر ان قلب ابنها سيُكسر، ولكن مهما قالت ومهما شرحت لن يقتنع، بل سيأخذ الأمر كمزحة ويليه بضحكة، مع ذلك سحبته من كف يده الى سريره الذي يقبع خلفهما

جلست اولاً ليتبعها بالجلوس بجانبها ومن ملامحها استطاع ان يتخيل ما سيأول اليه حديثها، وهي بالفعل لم تخيب آماله حينما اردفت بنبرة هادئة "انا عارفة انك بتحبها يا إياد، بس ساعات الحب مش كل حاجة، الحب ميفتحش بيت ولا يأكل عيش يابني! وانا مش عايزة الي حصل مع البت الي حبيتها الأول يتكرر معاك المرة دي كمان"

عقد اياد حاجبيه الكثيفان مردفاً ببعض الأستكنان في كلامه ومحافظاً على هدوئه وانخفاض نبرة صوته في حديثه لكونها قد ذكرت امراً بالنسبة اليه خطاً احمراً لا يجرؤ احد على ذكره امامه "ايه يا حجة وفاء، هتنبري فيها من دلوقت؟ منتي شفتي البنت وقلتي انها حلوه وعسوله وقمر وقعدتي تقولي اشعار !"

"اسمعني يا اياد.." اردفت بهدوء بينما تقوم بتعديل جلستها قليلاً مقتربةً منه مربتةً على كتفه "البت حلوه وكل حاجة وربنا يبارك في جمالها ماشاء الله تبارك الله، بس برضو لو فكرت فيها شوية ، البت بتاخد مصروف فالاسبوع ميقلش عن كام الف ، عايشة فبيت كبير، ابوها ليه رنة وسط البلد ومعروف، بالعقل كده ايه الي هيخلي ابوها يوافق على الجوازة دي ؟"

وسَأبقى مَعكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن