07: قَـدَر

887 60 10
                                    

سَلاماً على من كان قلبه قاسياً، ولان من فَرطِ حُبه..
• • • •

حل دجى الليل سريعاً ، مضى اليوم بلحظاتٍ مثالية لن يستطيع اياد او حبيبته بمحوها ابداً من ذاكرتهما، شكر اياد عقل اخته على فكرتها المثالية، فحتى لو لم يختار دنيا لأكمال حياته معها، فعلى الأقل لقد صنع ذكرياتٍ لطيفة سيتذكرها بها دوماً، بدايةً من تناولهم للغداء مع بعضهم البعض ، وحديثه مع دنيا الذي دائماً كان يُحب التفاهم معها، في اي موضوع ثقافي او حتى مجرد تراهات.

والى الآن، حيث يقفُ اياد مستنداً بجذعه على مقدمة السيارة السوداء الموضوعة امام بيت دُنيا، غير آبهاً ان كانت السيارة تخصها وابيها او لا، ودنيا في المقابل تقف امامه ، وكان ما يجمعهما هي يدها التي تُمسك بكف يد اياد، والذي كان يُحرك ابهامه على نعومة سطح كفها يتحسسه، كانت تفاصيل دقيقة لا تُذكر، الا انها تفعل العجائب في دواخل كلاً منهما.

"اتبسطتي انهاردة؟" اردف اياد قاطعاً الصمت ، رغم انه كان الهدوء ما يحتل المكان الا ان كلاً منهما يُفكر في شيء ما ، ويتأمل تفاصيل الآخر ، ولكنهما اشتركا في شيء واحد رغم اختلاف طريقة التفكير، اشتركا في كونهما يطمأنان قلبهما ان مشاعرهما تلك ، لن تذهب هدراً، وانه مازال هناك امل في ان يُجمع بينهما في منزل واحد، سواءاً كان ذلك المنزل كبيراً او مجرد شقة، كلاهما كانا على رضى تام، فقط يتمنون القُرب لا اكثر.

"اه بجد بسطتني انهاردة اوي يا اياد، طلعتني من مود كئيب خالص" اجابت سؤاله مبتسمة بتوسع، وتحرك يدها المتروكة بعشوائية معبرةً عن سعادتها باليوم الذي قضته معه، ابتسامتها قد دفعت كُل التكاليف التي انفقها اياد اليوم، بل وجعلت وجهه هو الآخر يبتسم، رُغم انه اضطر الى دفع مضاعف في كل شيء كان يخطط له، لكن جزائه في النهاية كان مرضياً، ابتسامتها كانت تعني له الكثير.

"نبقا نكررها يوم تاني بقا " تمتم وهو يقوم بسحبها من يدها لكي يُقرب جسدها منه، ووسع المنطقة ما بين ساقيه لكي تقف بين قدميه، وهي بالفعل اعجبها ذلك فوقفت بين ساقيه ، وتركت يداها اليه يعبث بهما كيفما شاء، وقعت عينيها على اصابعه الطويلة السمراء التي اشتبكت مع اصابعها المناقضة لها في اللون، ليلتحما في شكل متكامل ، كان شكلها كلوحة دافئة ومن شدة دقتها في التفاصيل تكاد تجزم انه ليس هناك فنان يستطيع رسمها.

ذلك المشهد جعل من عاطفتها تزيد للحظة، وشعرت بأختلاط كبير في دواخلها، وكل ما كانت تحتاجه في تلك اللحظة هو احتضان منه يُهدئ اضطراب قلبها المتعب، ويهمس في اذنها انه سيضل معها دوماً، ولن يتركها حتى ولو رفضه ابيها مائة مرة، لذلك رفعت عينيها من على شكل ايديهم معاً، وشدت بأصابعها عليه قليلاً هامسة بنبرة واضح فيها التأمل والترجي "ايـاد، انت مش هتسيبني صح؟"

وسَأبقى مَعكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن