20: سُلم

909 65 24
                                    

وَ أبشع طُرق النَصب هو الفتن في الدِين!

• • • •

تـأففت شمس بأحراج كبير بينما شمس تقوم بدفعها الى باب الغرفة الموصدة، وهي تحاول التراجع كلما جعلتها سلمى تتقدم ، كانت تحاول اخفاء نفسها بقدر الأمكان وحتى مستحضرات التجميل التي زينت وجهها لم تخفي اي شيء من حمرته، باتت وكأنها تحترق خجلاً وهمست بتوتر ظاهر وترجي "انا شايفة ان فكرتِك دي مش هتظبط، ممكن ارجع امسح الحاجات دي من على وشي؟"

وكأن سلمى لم تسمعها، فهي دفعتها اكثر وبقوة اكبر وكلما حاولت شمس الأختلاس والهرب كانت تضمها وتعيدها الى موقعها لكي لا تثنيها عن هذه الخطوة" لا يا حبيبتي ، اقسم بالله لو مسحتي حتة .. بس حتة وربنا من حلاكي، انتي عارفة انا تعبت في المكياج ده قد ايه؟!" هتفت سلمى بغضب ونفاذ صبر من دَلع وعناد شمس القوي والذي لم يخضع الى الآن لكل ما حدث.

في البداية كانت شمس مُرحبة بفكرة ان تضع مساحيق التجميل وتجمل وجهها بعد نصف ساعة من الحديث مع سلمى، التي زرعت بعض الأفكار في عقلها من رواياتها الرومنسية وبرامج التلفاز التي تدعم العلاقات الزوجية ، كمثلاً -يجب ان تتجملي ليراكِ زوجكِ اجمل امرأة على وجه الأرض- أو -يجب ان تنوعي في زينتكِ لكي لا يمل منكِ رجُلك ويبحث عن امرأة اخرى- وشمس كفتاة لا تفقه شيئاً من تلك الأحاديث، اشتعلت غريزتها الأنثوية غيرةً رُغم انها الى الآن تعتقد انها لا تحب اياد، لكن فكرة وجودة امرأة اخرى في حياة اياد فقط تجعلها تكاد تشد شعرها من الغيرة، ولذلك وافقت على وضع مساحيق التجميل البسيطة.

لكن الآن، هي امام الأمر الواقع، ما يفصلها عن اياد هذا الباب فقط، وحينما شعرت بخطورة الأمر  باتت لا تريد ان يراها بهذا الشكل، الخجل كان كلمة بسيطة في حق ما تشعر به، لا تعلم ما اذا كان سيحب ذلك او لا؟ وحتى ان احبه ، هي لن تستطيع الرد على اي مُجاملة لطيفة منه، هي فقط تعجز عن الرد في المدح، لدرجة انها في مراتٍ تشعر وكأن كل كلمات المدح التي تسمعها ليست حقيقية، كما قلنا مسبقاً، هي شخصية انطوائية مُهتزة الثقة وجداً.

استدارت شمس بسرعة وهي عزمت امرها بشأن ما يحدث وهمّت بدفع سلمى بحديثها الصارم "لا انا مش هدخل بالمنظر ده، انتي عايزة ربنا يغضب عليا عشان الي بعمله ده؟!" وكأن حديثها في الدين سيكون مقنعاً بقدر كافي لسلمى فتدعها ترحل بسلام، قلبت سلمى عينيها مُبتسمة بسخرية "وحياة ربنا؟ لا يختي مش هيغضب، ده هيغضب عليكي بسبب المسخرة الي بتحصل دي، طلعتي عين الي جابوني يا شيخة"

ولكن كل كلامها لم يهز شعره في شمس التي من الأساس استبعدت تلك الفكرة، هي لن تُراضي اياد ، وليست مهتمة ان تزوج امرأة اخرى، ولا تريد اي شيء سوى الأبتعاد عن هُنا!

وسَأبقى مَعكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن