الفصل الخامس

85 10 0
                                    

_ حكمة جميلة اعجبتني

"إن فقدت مكان البذور التي بذرتها يومًا ما.. سيخبرك المطر أين زرعتها .. لذا أبذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي شخص .. فأنت لَا تعلم أين تجده ومتى تجده ! ازرع جميلاً ولو في غير موضعه .... فلن يضيع جميل أينما زرع .. فما أجمل العطاء . فقد تجد جزاءه في الدنيا أو يكون لك ذخراً في الآخرة .. لَا تسرق فرحة أحد وَلا تقهر قلب أحد .. أعمارنا قصيرة .. فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها. "

_ صلوا على من أشرق الكون بنوره ﷺ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــ

_ في المساء هبطت الطائرة في مطار إنجلترا معلنة عن وصول إحدى الرحلات، هبط جميع الركاب الذي كان من بينهم تميم ووالده. وبعد الانتهاء من التفتيشات اللازمة، ذهب تميم ووالده إلى خارج المطار ليجدوا توفيق الريان ينتظرهم بالخارج وهو شارد الذهن.

ركض إليه عز الدين بدون وعي منه وعلى وجهه علامات الحزن أنتبه له توفيق ليستفيق من شروده وهو يركض باتجاهه لـ يتقابلا في عناق اخوى ملئ بالدفء والحنان والكثير من الدموع المختلطة بالحزن والسعادة؛ فهم سعداء لإلتقائهم بعد مرور كل تلك السنوات وحزناء على الموقف الذي جمعهما وهو حبس تامر.

_ تقدم منهم تميم وعيناه مترقرقة بالدموع لـ يحاول تلطيف الأجواء قائلًا وهو يغمز لوالده بمزاح: ايه يا عزوز بقيت بتجري زي الحصان، دا أنت كنت بتمشي بالعافيه ودلوقتي بتجري.!

تطلع له عز الدين وهو يرفع يده في وجهه قائلًا بغضب مصطنع: الله أكبر حتى دى هـ تحسدونا عليها.

قهقه تميم بصوت مرتفع وهو يقترب من عمه ويرتمي في أحضانه: وحشتني اوي يا عموو.

ربت عليه توفيق بابتسامة ظاهر بها الحزن: وأنت كمان يا حبيبي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــ
في مكان آخر كان يتجه كعادته وهو يحرك مقود السيارة بسرعة لانه تأخر هذه المرة  منذ عاد من مهمة وهو يذهب كل يوم ينتظرها أمام تلك المدرسة التي تعمل بها. وأخيرًا أوقف سيارته وهو يترجل منها ويتنفس الصعداء أخذ يبحث عنها بعينيه ولكنه لم يجدها ولم يجد أحد أمام تلك المدرسة ووجود الباب مقفل.

_ ولج إلى سيارته مرة أخرى وهو يحرك المقود باتجاه معاكس للاتجاه الذي أتى منه. أخذ ينظر هنا وهناك ليجدها تقف في آخر الطريق ويبدو أنها تنتظر سيارة اجرة ابتسم ابتسامة خافتة لكنها لم تدم كثيرًا لوجوده لأحد الشباب يقترب منها بطريقه مشمئزه لـ يضغط على مقود السيارة بغضب جحيمي وفي ثوانى كان يوقف سيارته أمامهم.

ترجل منها وهو لا يري أمامه سوى مضايقات ذلك الشاب الأحمق لابنة عمه البريئة وفي ثواني كان ينقض عليه بغضب اعماه وأخذ يضربه في جميع أنحاء جسده، لم يشعر بنفسه إلا عندما اتاه صوتها الباكي من خلفه وهي تقول بصوت مبحوح: سيبه يا عمر هضيع نفسك.!

رفيق دربي "روح تميم" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن