الفصل الأول

292 22 2
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

‏سيمضي ماكــان صعـباً بلـُطف الله دونّ أن نشعـر .

صلوا على من أشرق الكون بنوره ﷺ. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في إحدى الليالى الباردة داخل إحدى المستشفيات كانت تقف فتاة في العقد الثالث من عمرها "ذات عيون رمادية ورموش كثيفة ببشرة قمحية جميلة يزين رأسها حجاب طويل بملابس فضفاضة "  برقت عينيها بصدمة مما سمعته لتوها، وضعت يدها بشهقة كعلامة لـ صدمتها وقفت متجمدة في مكانها وهي لا تقدر على الحراك. 

سقط من يدها إحدى الملفات التى كانت تحملها بيدها كدليل على صدمتها، وفور سقوط ذلك الملف أتاها صوت غليظ من داخل تلك الغرفة قائلًا بحدة: مين هنا؟ 

وعند سماعها لذلك الصوت تركت لقدميها العنان للهروب إلى أقرب غرفة قابلتها، ولجت إلى الغرفة لتغلق الباب خلفها بحذر دون إصدار صوت، واستندت برأسها على ذلك الباب بأنفاس لاهثة وهي تغلق عينيها بخوف وجبهتها تتصبب عرقًا. 

ليأتيهَ صوت ذلك الذى كان يجلس على مقعده وأنتفض فور دخولها إلى الغرفة: يارا بتعملى ايه هنا وأيه حالتك دى؟! 

جاهدة لإخراج بعض الكلمات ولكنها تخلت عنها وترقرقت عينيها بالدموع. 

إقترب منها بزعر من حالتها تلك، امسكها من معصمها وأجلسها على أقرب مقعد له ومد لها يده بزجاجة ماء قائلًا لمحاولة تهدئتها: اشربي يا يارا وقوليلى حصل ايه؟ 

رفعت عينيها الرمادية لتجده ينظر لها بقلقل فركت يدها بارتباك ثم مدت يدها المرتجفه وأخذت منه زجاجة الماء و ارتشفت منها القليل ثم وضعتها جانبًا. 

ابتسم بهدوء قائلًا: أحسن؟ 

نظرت له بخوف وهزت رأسها من أعلى إلى أسفل كدليل على أنها أصبحت أحسن من ذي قبل. جلس على المقعد المقابل لها قائلًا بهدوء عكس الذى بداخله: ها بقى يا ست يارا هتقوليلى مالك ولا ايه؟! 

وضعت عينيها في الأرض بخوف: تميم أنا سمعت…..! 

ـــــــــــــــــــــــــ

أشرقت الشمس معلنة عن بداية يوم جديد، في إحدى المنازل الكبيرة المكونة من طابقين التى تدل على البساطة في تصميمها. 

كانت تجلس في بهو المنزل سيدة سمحة الوجه ظاهر على وجهها الوقار ترتشف كوب من الشاي نظرت إلى الدرج لتجد ابنها ينزل من الأعلى ابتسمت له بهدوء بادلها الابتسامة حتى وصل عند مقعدها انحنى يضع قبلة رقيقة على يدها قائلًا: صباح الفل ياست الكل. 

مسدت على خصلات شعره البنية ذات الملمس الناعم قائلة: صباح الرضا يا عمر. 

رفع عينيه الزيتونية التي تشبه عيون والدته تمامًا وبشرته القمحية الجميلة:عامله ايه النهارده ياست الكل. 

رفيق دربي "روح تميم" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن