1/ فلم تسمعني

93 7 4
                                    

الرواية كاملةٍ بالفُصحى
بسم الله الرحمن الرحيم..

الفصل الأول

العنوان الجانبي|•ثم جائت البداية•

←→→←→←®→←→←→←
من نظرة الكاتبة..

الرياح مبعثرة على أعتاب الطريق و يا تُرى من رمى تلك الثلوج التي تساقطت بخفة على الحافة لتعلن عن سقيع جديد لا يعرف إلا الغضب ، ليتنهد البحر المجاور معلناً عن بداية هيجانهُ بعد ما تعدت الساعة التاسعة مساءً ليتدخل الإنسان واقفاً من مقعده بحزن بارد لم يخالف أجواء تِلك الليلة التي إمتلئت بالمشاعِر البارِدة ثم مشى على أعتاب الهدوء صامتاً صبوراً بينما قلبهُ يلتهب صُخباً ؛ كانت الساعة تعدت العاشرة عندما وصل إلى منزله خرجَ من سيارته ليقف ينظر إلى الفراغ ، إنه لم يكن ينظر إلى الفراغ لكنه كان ينظر إلى منزلهُ ولكن بالنسبة لهُ ، لم يَختلف كثيراً عن الهواء البارد الذي يَلتفُ حولهُ معلناً عن الفراغ الداخلي والخارجي الذي يعيش بِهِ .
دخَلَ لِتقع أسئِلةُ وَالدَتِهِ كالأمطار الصاخبة المزعجة فوقه رأسِهِ فتجاهلها مُعلناً عن مللِهِ الشدِيدِ دون حرج .

لتتحدث والدتُهُ بنبرة تخلخلها العِتاب " سُليمان لِماذا تتجَاهَلُني يا بُني أهذا ذنبي لأني قَلِقتُ عليكَ " .

ما كانَ جَوَابُهُ إِلاَ إنّ قَالَ بِنبرة صوت قد اُخِذَت مِن أجواء الليلة " لا تتحدثي وكأنكِ تَهتمِينَ لي، تمتعي مع زوجِكِ بِراحة فأنا لن اخرج اليومَ مِن غرفتي بِتاتاً لعلي ارتاحُ من أجوائُكم المُقَزِزة ".

لتتنهد والِدَتهُ بِحُزنٍ على مَا وصلَ لهُ إبنُها البِكرُ من فظاظةِ لِسان !
لِتصرخ بِهِ قائِلةٍ " مُنذ أن تزوجتُ وأنتَ تُعامِلُنني كأننِي نَكِرةٍ " ..
" أنتِ كذَلِكَ "

قالها بِبساطة وهو يصعُدُ الدرج ، وكأنهُ لم يُلقِي قُنبلة قابِلة لِأشتعال في أيةِ لحظةٍ مُمكِنة وبالفعل إنفجرت لِتُعلِن الأُم عن حَربٍ كلاميةٍ لا نِهاية لها بِقاموسِها

لِتَقول جُملة لن ينساها..
بنبرة حادة تَكادُ تَخترِقهُ " لا أعلمُ كيفُ عَمِلتَ كـطبِيبٍ نَفسي و تُعالِج المَرضى ، والمُرضُ تاللهِ بِك "

نظر لها بعيون دخلها الغموض ولم يطرق الباب ورفض أن يخرج مِن عينيه اللتان لا تعرفان لونٍ مُحدد .

قد دخل غرفَتُهُ ليأخذ الهدوء منهُ موقفاً ليهرب منه هدوئه ويتحول إلى وحشٍ ثائِر لا حدود لغضبِهِ .
أسقط كل شيء أمامهُ ولا يدري لِماذا سقط العَالمُ أجمع في عَينِيه ...

←→→←→←®→←→←→←

الهدوء يسود المكان والشمس بدأت بالإحمرار عِند غروبِها بِخجل جعل السماء أشبه بلوحةٍ فنية لا تتكرر مظهر البحر وهو يفيض زراقاً كـ عينِيها أقبلت على ذلِكَ بإبتسامة وقعت على شفتيها كإيقاع السِحر ليت الزمن يتوقف عند تِلك اللحظة لتبتسم طوال الدهر دون ملل إن توقف هذا المنظر البديع من الخالِق خرجت مِن شُرفتها مقبلة على هاتِفها بإبتسامة لازالت تُزين شفتِها نظرت إلى الساعة فقد وجدتها تخطت حدود السابعة والنِصف
فقالت بصوت هادئ لِنفسها : إلهِ لقد تأخرت !
استقامت مغادرة بعد ذلِكَ

بينَ الآفـاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن