2 / وناديتُكَ

40 6 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم...
الفصل الثاني بين الآفاق
•صفعة خارقة•
-----------------------------

من وجهة نظر
.. أيلول ..

تمر علينا لحظات في تلك الحياة تُشعِرُنا وكأننا في متاهة مع الزمن وكأننا تسابقنا مع مشاعرنا حِقداً قبل أن نتسابق مع
البشر تلك الليالي الهادئة التي كنا نمرض فيها كان الكل يلتفت حولنا وكأننا أخيراً جذبنا أنظارهم ، حينها أحببنا تِلك اللحظات ..

.. تمنينا لو لم تكُن الأولى ذلك
بالظبط ما شعرتُ بِهِ أنا حين كنت أركُض في تلك الممرات الهادئة من ..المرضى

وانا ارتدي ثيابي التي لازالت غريبة عليِ قطرات دموعي لازالت على وجهي وفي عيناي تتساقط وكأنها أمطرتٌ وَدقاً دون أن تدري حدثت نفسي أن ما بالي أذعنت قلبي لتلك الشخصية التي اُمثلُها ؟

إن أذعنت قلبي فما يكون لي إلا أن اُحبُها في هذا السِياق وسئلتُ نفسيَ يا تُرى هل كانَ في التمثيل سبَاق؟

وقفت لبرهة من الزمن تتسارع أنفاسي وكأنني في تسارع مع تلك الأنفاس الغريبة التي أصرت على تسارعها تسابقاً مع ضربات قلبي ..

إلتفت عيناي للخلف لهذا الممر الطويل الذي عبرته فوجدتهم لم يَصِلوا بعد ..

تَسيبتٌ رُكبَتِي وخارتّ قواي بَحثاً عن قوة مجاورة فلم أجد ما يُطفئٌ قلبي...

تلك الأصوات تقترب مُجدداً تكتسح ظلامي الكاسح مرة أخرى تقتلُني وتقتلُ قلبي مرة أخرى دون رحمة فإزدادت دموعي وتعالت صرخاتي وانا احاول فتح الباب الذي امامي دون جدوى لِألتفت مرات عديدة بِذعُرٍ دون أدنى تحكم مني في ذلك !!

" كات "
هتف المُخرج الذي أمامي بتلك الكلمة مُعلناً عن نهايةِ المشهد الذي أصوره ثم توقفت وخرجتُ من موقع التصوير لتُعطيني المُساعدةٌ منديلاً لأجفف به دموعي المُمَثَلَة
لتتحدث بنبرة إعجاب واضحة لي في صوتُهَا

" كان أدائُكِ رائعاً أيلول تبدين رائعة جداً وكأنكِ خُلقتِ تماماً لمثل هذه المهنة وهذا الدور لقد أحسن المُخِرِجُ بإختياركِ !.. "

هتفت باقي جُملتها بسعادة
ليست جوريا من أصدقائي المفضلين أثناء العمل ولكنها لازالت رفيقة جيدة

مسحت وجهي بهدوء ونظرتُ لها لابتسِمَ لها إبتسامة مُجامِلة خلت من أي شيء إلا التزييف

ليس من السهل التخلي عن الحلم ولكن من السهل ممارسة شيئاً آخر غير الحزن عليه ..
التمثيل .. كان شيئاً افعلهُ ببساطة في حين أن الجميع يراه صعباً إلا قلة من الفنانين بحق .
وجدتُ نفسي مُمثِلةٌ بعد أن غابت كل الاشياء عن فِكري ...

بينَ الآفـاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن