3/ أتسمعُ بكائي؟

28 5 0
                                    


الفصل الثالث من بين الآفاق
•كاذبة محترفة•

من وجهة نظر
.. أيلول ..

أتذكر تلك الليلة التي عزفت فيها الناي لأولِ مرةٍ منذُ فترةٍ طويلة غامت عيناي بالدموع وأنا أعزِفُه ولوهلة شعرتُ بدموعِهِ تتجمعُ في خضراوتيه الهادئة

هذا الفتى يحملُ ثُقلاً على عاتِقه كتفيه تكادان تسقطان مِن شدة حزنه ..

دخلتُ شركة خطيبي العملاقه والعمال بها يقومون بتحيتي بهدوء لإبتسِمَ بِهدوء وأدخل مكتبهُ

إستجمعتُ شُتات أنفاسي و إبتسامة ثِقة تشكلت على وجهى عندما دخلت إليه فوجدتُهُ مشغولاً قليلاً ويُقلِبُ الأوراق التي بين يديه صافحتُهُ وسلمتُ عليه ثم جلستُ وانا اُبعِدُ خصلات شعري الهادِئة عن عيناي لأجِد يدهُ تمتدُ نحوي ويتكفل هو بذلك منهياً ذلك بإبتسامة تشكلت على شفتيه

فتحدثتُ بنبرة هادئة وأنا أقول
" أعتذِر لأنني لم أُخبِرُكَ بما حصل معي اليومين الفائتين كريفر ، أنا حقاً مُمتنة لمُساعدتكَ في العودة اليوم "

عينيه بدأت باللمعان فجأة لأقول بسرعة
" هل قُلتُ شيئاً خاطِئاً كريف ؟ "

نهض مِن على مقعدِهِ واتجه إلى الزُجاجِ الذي تظهرُ مِنهُ نيويورك بطريقة ساحِرة والسماء تبدأُ بالشروق ..

قال بهدوء بعدما أولاني ظهرهُ
" ماذا تظنُين نفسكِ فاعِلةٍ أيلول ؟ "

ثم أردف وعينيه بدأت بالظلام فجأة وأمسك كأس نبيذٍ بلون أحمرٍ قاتِم ويرتشف منهُ القليل بِهدوء ..
" ماذا كُنتِ تفعلين في تلك المشفى
بالظبط ؟ "

إتجه نحوي وإقترب كثيراً وقامَ بسحب ذراعي لإقفَ رُغماً عني نظر لي نظرة طويلة لكنها كانت حاده وشرِدتُ أنا لِثوانٍ بالتفكير هل علي أن أقوم بعناقه فقط أم سيكون الأمرُ مبالغاً بِه ؟

وأجفلتُ مغلقة عيناي بقوة لإرتطام كأس النبيذ بالحائط مسببةٍ لي صدمة لأنظُر لِجهة الكأس بعيون ذابلة
" أيُها الأحمق الغبي هل تعرفُ كم ثمنها !؟ "
قلتُ بنبرة حادة وغاضِبة مصطنعة
ليحتد فكهُ وهو يتحدث بجانب وجهي قائلاً بنبرة شعرتُ أنها خارجة من ديناصورٍ ما إنقرض مُجرد التفكير بالأمر جعلني أضحك بهستيرية وتوقف هو عن ما كان سيقولهُ ناظِراً لي بإستغرابٍ سُرعان ما تحول لغضب ..

وهو يقول بنبرة صوت تكاد تكون صراخاً
" أنتِ لا تفهمين أي شيء إنكِ حمقاء جاهِلة ! "

ضحكاتي لا تزالُ مستمرة وهوَ لا يزالُ يشتعلُ غضباً

لإتنفس قليلاً وأنا أمسحُ عيناي بطرف إصبعي وإبتسامة على وجهي سُرعان ما تحولت لِملامِحٍ باردة و أن أنقُر بإصبعي في منتصف صدرِه حيث موضع القلب بملامحٍِ شديدة البرود وعينان ساخطه ومع كل نقرةٍ كان يرجعُ إلى الوراء
لإبتسم ببرودٍ بينما أقول

بينَ الآفـاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن