البارت العاشر.

4.9K 228 34
                                    

البارت العاشر _ الجزء الثاني "_طغيان_"«سلسلة عشق الرجال».

مِن المُؤلِم أَن تُشتَاقَ لِمَن لَا تملكُ لهُ سِوَى الدُعاء .

"جميلتي سارة، زهرة عمر أبيكِ انتِ يا مَن إقتصرت حياتى عليكِ بعد فراق أمك الغالية عنا، إن كنتِ تقرأين حديثى هذا فـ ذلك يعنى أنى إنتقلت لرحمة الله، تذكرينى بدعائك دومًا وأخبرى آدم كم كنت أحبه، فقط المكوث معه كان يشعرنى بأنى عدت صبى بعمره، إن أحزنتك يومًا فـسامحينى يا جميلتي شجارنا ما كان إلا خوفًا عليكِ، كنت أرى طيفه بأعينك الحزينة مهما جاهدتى لإخفاء حزنك عنى، ومهما تصنعتى النسيان فـ أبيكِ ليس شخص سهل الإقناع، أعلم أنكِ مازلتى تحبيه حتى الآن، عليكِ البدأ من جديد فـ لكل نهاية بداية جديدة علها تكون سعيدة عليكِ يا أغلى ما أمتلكت، لا أريدك حزينة من بعدى والدك يحب رؤيتك بشوشة الوجه مُبتسمة كـعادتك وإن كان لى معزة فى قلبك لا تبكى يا حبيبة والدك، دومتى قريرة العين يا إبنتى"

أغشيت أعينها بالدموع بعدما تذكرت كلماته التى تركت أثر على روحها، نظرت لصغيرها الذى جلس جوارها يتأملها للحظات قبل أن يحادثها بهدوء تام:
_ثوما زعلان.

أزالت دموعها التى تساقطت وحملته تضعه فوق قدميها تعلم أنه يقصد والدها وتسألت بشبة إبتسامة شاحبه:
_زعلان ليه يا أستاذ آدم.

صمت الصغير للحظات قبل أن يشير نحو الوسادة الموضوعة فوق فراش جده الراحل وأجابها:
_لما تان(كان) هنا قال زعلان من ثاره(سارة) عثان(عشان)..عثان(عشان) تل(كل) ثويه(شوية) تعيطى تعيطى.

ضمته لأحضانها تُقبل قمة رأسه بحنو تبكى رغمًا عنها، فراقة لم يكن هين إطلاقًا عليها.

نهضت تجذب حجاب رأسها من جوارها عندما صدح رنين الباب الذي لم ينقطع طوال الثلاثة أسابيع الماضية، هبطت وهى تعقده حول رأسها بإحكام وإنحنت تحمل صغيرها فوق ذراعها، فتحت باب المنزل لتجد جاسر كـ عادته منذ وفاة والدها يأتى حاملًا أشهى المأكولات معه.

فتحت الباب على مصراعية وسمحت له بالدخول وتبعته لساحة المنزل تجلس واضعة آدم أرضًا الذى سارع بإحتضان والده، وضعه جاسر فوق قدميه يخرج له عربة بلاستيكية صغيرة جلبها من أجله ونظر لوجهها الشاحب وجسدها الذى أصبح هزيلًا ونحيلًا رغم ملابسها السوداء الفضفاضة:
_أخدتى العلاج.؟

اومأت بخفة تزيل سيلان أنفها بواسطة المنديل الورقي الذى بيدها، مد يده يفتح أغلفة الأطعمة ويقربها منها قائل برفق:
_أمبارح قولتلك عشان خاطري كُلى ومأكلتيش كويس، هنشوف بقى آدم باشا له خاطر عند ماما ولا لأ.

حاولت الرفض لكن أمام إصرارة وافقت تأكل بضع لقيمات صغيرة تمضغها ببطئ شديد تحارب ذاتها ألا تبكى، لم تستطيع التحامل وأكل المزيد لذلك توقفت عن الطعام ونهضت بجسد هزيل لا يقوى على الحركة تحادثة بصوت مختنق منخفض:
_الدادة فى المطبخ لو عوزت حاجه او آدم إحتاج حاجه هتعرف تتصرف، بعد إذنك محتاجة أرتاح.

طغيان للكاتبة/شهد السيد"مُكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن