البارت الثاني.

5.2K 229 28
                                    

البارت  الثاني  _ الجزء الثاني "_طغيان_" «سلسلة عشق الرجال».

شيءٌ ما في عينيها أو وجهها أو كلها يفتح لك بابًا فتدخل من الظلام إلى النور .

نقر بأصابعه فوق مقود السيارة وأعينه معلقة فوق مدخل البناية، من المفترض إن جلستها مع الطبيبة النفسية أنتهت منذ سبعة دقائق ولم تهبط بعد، هم بالأتصال بها لكنه وجدها تخرج من البناية بخطوات شبة بطيئة وحذره، تخطت البوابة وظلت واقفه خصلاتها تتطاير بفعل الرياح واعينها مثبتة فوقة، يجلس بأنتظارها دون كلل او ملل ساعيًا لرضاءها وتعويضها عن شئ لم يكن شريك به، رغم اختفائة بعد الحادثة التي تعرضت لها مما زاد من تدهور حالتها النفسية من تخليه عنها لكنه عاد من جديد يصر على الزواج بها، لم يطالبها بشئ من حقوقة الشرعية او حتى الروتينية كـ طهي الطعام وتنظيف المنزل، كان ومازال يتكفل بكل شئ خاص بهما.

ترددت كلمات الطبيبة على مسامعها وهى تخبرها فى حنو"حازم راجل عظيم يافرح، حاولى تتخطي اللى حصل معاه هو بيبذل جهد كبير عشان يحسن من حالتك وميبينش قدامك حزنة لكن قلبة بينزف كل ماعينه تقع عليكِ، ادى نفسك واديله فرصة، صدقيني صعب تعوضيه"

طال وقوفها ونظرها إليه مما جعله يشك بوجود خطب ما وهم بالنزول لها لكنه وجدها تتقدم تصعد جواره بصمت أعتاد عليه، التفت لها يسألها بتوجس:
_انتِ كويسه.؟

ترددت بالنظر نحوه وهى تجيبه بصوت منخفض:
_الحمدلله.

أبتسم بلطف وادار المحرك يغادر بصحبتها بصمت ساد عليهما قبل ان يقطعه مقترحًا:
_احنا متغديناش اى رأيك نجيب أكل ونروح نقعد على البحر شوية.

أتاه صوتها المنخفض بالرد تجيبه قائلة:
_اللى تحبه.

حاول إضافة بعض المرح لحديثهم ومازحها قائلًا:
_وهجبلك آيس كريم تحفه بس يارب نلاقي عنده بطعم اللمون، مش عارف بصراحه بتاكليه ازاي أنا أعرف الحلو للحلو.

أبتسمت بصعوبة ولم تعلق بينما هو تولى جلب الطعام والمثلجات قبل ان يتوجهوا لأحدي المناطق الهادئة التي تطل على البحر، هبطت من السيارة لتجتاحها عاصفة باردة مصحوبة باللذة، كأنها حاولت نفض الغبار عن روحها بعدما أصبحت فاقدة لمعاني أسمها.

تقدمت من السور المرتفع وقفزت عدت مرات تحاول الجلوس فوقة لكنها وجدت يدين تحيط بخصرها وترفعها بخفه ويضعها فوق السور، حركة مباغتة وغير متوقعة مطلقًا لطالما كان محافظًا على مساحتها الشخصية.

لم تكن قريبة منه ذات مره بذلك القرب، حتى أعينها لم تهرب من لقائه بل طالت النظرات، تكاد تشعر بدفئ أنفاسه وسط الأجواء الباردة ومشاعرهما مشابهة لأمواج البحر المتلاطمة، طغىٰ إقترابة على مخاوفها وتناست من هى ومن تكون وكان عقلها فقد القدرة على العمل لكن ما أفاق كليهما هو صوت صادر من خلفه يحادثهم:
_ورد بلدي يا أستاذ، خدلك واحده للهانم وهتبعد عنك نكد يومين.

طغيان للكاتبة/شهد السيد"مُكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن