بين نار الجريمة وزهرة الحب

الفصل السادس: إيجاد ووعد قريب

تتداخل خيوط القدر والانتقام، حيث يتحول البحث عن الحقيقة إلى صراعٍ دام بين النار والزهور...

--------------------

إيميلي خرجت بوتيرة سريعة، دموعها تنهمر بلا توقف من عينيها، دون أن تعرف وجهتها المقبلة، بعد لحظات، وصلتها أصوات سيارات تلك الطريق العام، ففي يأسها، لم تتردد في المبادرة برفع يدها لإيقاف سيارة تاكسي عابرة، متسارعة، انتقلت لركوبها بعجلة، وعندما اعتلت المقعد الخلفي، ألقت نظرة سريعة نحو السائق وبتوجس واضح قالت بصوت متسارع:

-أرجوك، انطلق بأقصى سرعة.

ظل السائق ينظر إليها بدهشة من حالتها المضطربة، ولكنها لم تعطه فرصة للتفكير بعمق، فقد انشغلت بمراقبة الطريق خلفها، حاملةً على وجهها علامات الخوف بوضوح، رد عليها السائق بابتسامة خفيفة وهو يوافق:

-حاضر، يا آنستي.

********************

وصلت إيميلي إلى بيتها بعد نصف ساعة مليئة بالتوتر والذعر، ولا تزال صورة الرجل المصاب بالدماء تراودها، طرقت الباب عدة طرقات قوية ومتتالية، فتحت لها كيم الباب بسرعة واحتضنتها إيميلي بقوة، والدموع تنهمر من عينيها دون توقف، لاحظت كيم ارتجاف جسد أختها وسألتها بقلق:

-إيميلي عزيزتي، ماذا حدث؟

لم تتمكن إيميلي من الرد، بل استمرت في البكاء والشهقات، سحبتها كيم برفق داخل المنزل حيث كانت كورتني، الشقيقة المحامية، تستعد للذهاب إلى المحكمة لحضور جلسة قضائية، فاستغربت كورتني وتهافتت نحو أختها، مسحت دموعها وحاولت تهدئتها، فقد كانت تظهر علامات الخوف والضعف على وجهها ذو الملامح الجميلة، عيونها محمرة ومنتفخة من البكاء، وتتلألأ دموعها بينما تتأرجح أجفانها بحزن مكبوت، ترتعش شفتاها بشكل خفيف، وتظهر علامات الإرهاق على وجهها، احتضنتها كورتني بقلق ثم نظرت إلى كيم وسألتها:

-ما بها إيميلي؟

رفعت كيم كتفيها بحركة صغيرة تعبر عن عدم معرفتها، بعد لحظات، هدأت إيميلي، أمسكت كورتني بكفها الصغير وسألتها بهدوء ورقة:

-أخبرينا ماذا حدث؟ لماذا تبكين هكذا؟

تلقت كورتني تفاصيل الحادث من إيميلي، فاقترحت بحزم:

-يجب أن نبلغ الشرطة.

أعربت كيم عن قلقها وسألت كورتني بتردد:

-هل يمكنك التكفل بهذا؟

أجابت كورتني بتصميم:

-لا تقلقي، سأذهب الآن إلى المحكمة، ثم إلى مكتب الشرطة لتقديم بلاغ عن هؤلاء القتلة، لكن إيميلي، هل يمكنك وصف الرجل الذي كان هناك وقتل العجوز؟