الفصل الحادي عشر: زيارة غير مدروسة

1.3K 39 8
                                    

حتّى قبل أن نلتقي وبعد فترة طويلة من رحيلنا يعيش قلبي داخل قلبك، أنا مغرم بك من الأبد وإلى الأبد...

--------------------

عندما وصل جون ورجاله إلى أروقة القصر بعد يوم طويل وشاق من العمل، كانوا جميعًا يحملون آثار التعب والإرهاق، باستثناء ماثيو الذي لا يزال مستسلمًا للنوم العميق في جناحه منذ ساعات الصباح الباكر، وفيما كانت الخادمات يستعدن لاستقبالهم وتقديم العشاء بأسرع ما يمكن، قام جون بخلع معطفه وتسليمه لإحدى الخادمات بجمود، ثم جلس بسكينة متناهية على رأس الطاولة الفاخرة، بينما كان سميث ينهي مكالمة هاتفية مهمة بخصوص صفقة تجارية جديدة.

وبينما كانت هذه اللحظات تجري، كان مايك يقلب الطعام على طبقه بتملل وقلق، مشتت الانتباه ويفكر في كورتني وكيفية تعامله معها، بينما اعتذر زاك عن المشاركة في تناول العشاء بسبب انشغاله.

وفي تلك اللحظة، قرر جون التفتيش عن ماثيو، فقام بقطع شريحة من اللحم على طبقه وهو يسأل بصوت هادئ :

-أين ماثيو؟

أجابت الخادمة بتواضع وهي تنظر نحو الأرض بخوف:

-إنه لا يزال نائمًا منذ الصباح، سيدي.

وكانت هذه الإجابة ما دفع مايك بابتسامة وفرح، فترك شوكته بجانب طبقه وأعلن بحماس:

-سأقوم أنا بإيقاظه!

باشر مايك في الصعود إلى الجناح بخطى سريعة، متجاوزًا الدرجات بسرعة تكاد تفوق السرعة الطبيعية، وصل إلى الباب الخشبي المنقوش ليدخل الغرفة، ليتفاجأ بمنظر ماثيو الذي كان نائمًا بطريقة لا تصدق، وكأنه موضوع للتصوير الكوميدي، كان رأسه مائلة إلى الأمام بشكل طريف، فقد كان ينام بوضعية غريبة ومضحكة للغاية، رأسه المائل إلى الجانب وفمه المفتوح بشكل كوميدي، بينما كانت قدميه المكشوفتين مرتفعتين على وجهة السرير، تقدم نحوه ببطء:

-ماث... ماثيو، يا صاح استيقظ!

 صاح مايك وهو يهزه برفق، لكن لم يكن هناك أي استجابة من ماثيو النائم الثقيل، الذي لم يتحرك على الإطلاق حينها، ترك مايك الغرفة بعجلة، متجهًا نحو المطبخ بحثًا عن شيء لإيقاظ لأخيه النائم وفي الطريق، واجهته الخادمة الودودة، التي كانت تتجول في القصر لتنظيفه وترتيبه، سألته بنبرة رسمية:

-هل تحتاج لشيء، سيدي؟

-نعم، أريد كوبًا من الماء مع الثلج، من فضلك.

 أجاب مايك على عجل  مما جعل الخادمة تبتسم قائلة: 

 -بالطبع، لحظة من فضلك.

وبسرعة أعطته الخادمة ما طلب، عاد بسرعة إلى غرفة ماثيو مرة أخرى، وهو يحمل الكوب البارد بحذر، مخططًا لتنفيذ خطته الساخرة، قال مايك بنبرة ماكرة تتسلل إلى صوته: 

بين نار الجريمة وزهرة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن