بين نار الجريمة وزهرة الحب

الفصل الثالث عشر: خطة الانتقام

كانت السماء مليئة بالنجوم في تلك الليلة، وكانت الهمسات تعلو الهواء، تحمل معها أسراراً وخططاً لا يعلم بها إلا القليلون...

--------------------

كان جون في مكتبه الخاص في شركة كارتييه، شارد الذهن في نقطة وهمية معينة في السقف، كانت عقله تشتتت بين أفكاره وتحليلاته وهو يلعب بالقلم باحترافية بين أصابعه، وفي تلك اللحظة، ترك القلم وانطلق بخطوات متجهة نحو غرفة التدريب الخاصة به، كانت هذه الغرفة المعزولة في الطابق العلوي من الشركة ملاذه الوحيد حيث يمارس التدريب ويتقن مهاراته في التصويب والقتال.

دخل الغرفة المخصصة للتدريب التي كانت تقف على الطابق العلوي من الشركة، وتُعَدُّ منظرًا مُثيرًا للإعجاب بتصميمها وتجهيزاتها، تحاط الجدران بخشب البلوط السميك الذي يمنح الغرفة مظهرًا فاخرًا وأنيقًا، مع تزيينات مميزة على شكل ملصقات تعليمية تبرز الأساليب الصحيحة للاستخدام الآمن للأسلحة، تُنظم الأسلحة المتنوعة بدقة على أرفف مخصصة، حيث تتواجد مجموعات من البنادق والمسدسات بأنواعها وأحجامها المختلفة، مما يوفر تشكيلة واسعة للاختيار والتدريب، توجد أيضًا خزانة ضخمة في الزاوية تحتوي على الذخيرة والرصاصات بكل أنواعها، مما يضمن توفير الموارد اللازمة لجميع الأنشطة التدريبية.

في الوسط، تتميز الغرفة بوجود مجموعة من الدمى التدريبية، فوجد جون أمامه صفًا من الدمى الممثلة للأعداء والضحايا، مستعدة ليخوض معركته اليومية ضد الظلام والجريمة، تمثل الأهداف المحتملة أثناء التدريب، مما يسهل عمليات المحاكاة والتدريب الفعالة، تُعزز الإضاءة الفلورسنت الساطعة من وضوح الرؤية في الغرفة، مما يضمن الرؤية الجيدة أثناء التدريب حتى في الظروف المعتمة. 

وكانت الغرفة مجهزة بعوازل صوتية عالية الجودة، تصمم لتقليل انتشار الضوضاء خارج الغرفة ولمنع وصول الصوت إلى الخارج، فتم تركيب العوازل الصوتية على الجدران والأسقف والأرضيات، مما  ساعد في حد انتشار الضوضاء الناتجة عن إطلاق النار أو التدريبات الأخرى داخل الغرفة، ما يسهم في تحقيق بيئة هادئة وخالية من الضجيج خارج الغرفة، باختصار، تُعد هذه الغرفة مكانًا مثاليًا للتدريب، حيث توفر البيئة المناسبة لتنفيذ التمارين التدريبية بأمان وفعالية.

اتجه نحو اللوحة المعلقة على الحائط، والتي تحمل صور ضحاياه وأولئك الذين يسعى للانتقام منهم، كل صورة تمثل ضحية يرغب في القضاء عليها، وقف على بعد متوسط، حيث كان بإمكانه رؤية الصور بوضوح، وارتدى سماعات الأذن للحماية من الضوضاء الناتجة عن إطلاق النار وعندما اكتمل التركيز، وضع إصبعه على زناد البندقية، وأغمض عينيه بينما تملأه الذكريات المظلمة، وتردد صوته بوضوح في الغرفة المليئة بالصمت:

-الضحية التالية ستكون...

تحضَّراً للحظة الفارقة، وضغط بإصبعه السبابة برفق على الزناد، فيما خيَّالات الانتقام تتلاطم في عقله، ملتهبة كما اللهب في أعماقه.