الفصل الخامس عشر: كوابيس لا تنام

1.1K 32 6
                                    

ظلال الماضي تلتصق به كالأغماء المرعبة، تخترق حواسه وتسحبه إلى أعماق الظلام...

--------------------

بعد مرور ساعتين...

كانت إيميلي مستلقية على سريرها في غرفتها، وبجانبها الفتيات النائمات، تغوص في أفكارها وتراجع ذاكرتها لأحداث اليوم، الغرفة كانت هادئة جدًا، معتمة تقريبًا باستثناء ضوء خافت يتسلل من بين الستائر المغلقة، مما جعلها تظل في حالة من السكون والهدوء، ولكن الجون الذي ظهر أمامها اليوم كان حاضرًا في تفكيرها.

حاولت إيميلي أن تسترخي وتنام، لكن لم تستطع إيقاف تفكيرها في جون وفي حالة ماثيو، أغمضت عينيها بمحاولة للغفو، ولكنها لم تستطع النوم، حاولت التمدد يمينًا ويسارًا، ولكن كل مرة تفتح عينيها، تعود ذاكرتها إلى جون وإلى ماثيو، فقررت أن تذهب وتتحقق منهم.

قامت بالاستيقاظ وهي تشعر بالحيرة والخجل، وقفت لحظة مترددة، ثم اتجهت بخطوات هادئة نحو جناح جون، لكن حينما وصلت للباب وأرادت أن تدق، أغمضت عينيها بشدة وأدركت أنها لا تستطيع، فعادت بخطوات خجولة إلى سريرها.

بينما كانت تستعد للرحيل، سمعت صوت الباب يفتح تصنمت مكانها، وسمعت خطى جون تقترب منها، ظهرت الرهبة في قلبها، ولكنها حاولت السيطرة على مشاعرها والتصرف بشكل طبيعي لكن ارتسم التوتر على وجهها وهي تنظر نحو الباب بترقب، عندما وقع نظرها عليه، جاء صوته القوي وهو يتحدث، حاجبيه معقودة بشكل ملحوظ، وكأنهما شفرتان حادتان مستعدتان للاندماج في معركة:

-إيميلي...هل تريدين شيئاً؟

عندما لم تُجب إيميلي، اندفع جون داخل الجناح دون أن يعير اهتمامًا لدقات قلبه العنيفة التي أصبحت تعصف بصدره حالما تكون بقربه، وفي الوقت نفسه، تلت الكلمات في عقلها بصوت خافت، وواجهتها الرعشة الخفيفة، مستعيدة خصلة شعرها لتثبتها إلى الوراء برهة:

-حسنًا، جئت لأطمئن على ماثيو.

تلت عبارتها بقليل من الخجل والتوتر، فاستغرب جون بعبوس وعينيه المقلقة:

-وهل لهذا جئت؟

-أجل، ولأطمئن عليك أيضًا.

تنهد جون بشدة وجلس على سريره، لتلحظ إيميلي التعب الذي يعتريه، فنادت إليه بحنان:

-هل أنت بخير؟ هل أغادر؟

رفض جون بحركة رأسه، ووضع يديه على قدميه بشكل متردد:

-لا بأس...اقتربي.

استجابت إيميلي وجلست بجانبه على السرير، أخذ جون نفسًا عميقًا قبل أن يبدأ في الحديث بصوتٍ متألم:

-شعرت اليوم كأن قلبي تمزق، عندما رأيت ماثيو يصاب والدم ينبعث منه، منذ صغري، وعاهدت نفسي أن أحميهم وألا أسمح بأي ضرر يصيبهم، ولكني فشلت اليوم.

بين نار الجريمة وزهرة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن