الأخير «الجزء الثالث و الأخير»

20.3K 594 238
                                    

#الفصل_الأخير
#الجزء_الثالث
#فارس_بلا_مأوي
#بقلم_ولاء_رفعت_علي

جاء اليوم المنشود داخل قاعة المحكمة تجلس كلا من زينب و سمية علي مقاعد جلوس الحاضرين، و في المقاعد الموازية يجلس أكرم و العم جابر و جواره الخالة هنادي حيث جاءت برفقة زوجها لحضور جلسة الحكم و رؤية فارس الذي تربي و كبر علي يديها، فهي في مثابة والدته.

يقف فارس خلف القضبان في إنتظار حكم القاضي و جواره جنيدي الذي قرر تسليم نفسه، و كان القاضي و المستشارين يطلعون علي المذكرة من خلال الملف المقدم إليهم، بينما  المحامي الذي كلفه صلاح بتلك القضية يقف أمام المنصة.

صدح صوت القاضي الرخيم:
- بعد الإطلاع و المداولة في القضية رقم ٩٨١ جنايات، لقد حكمت المحكمة علي كلا من جنيدي عبدالجليل محسب بالسجن لمدة عامين مع التنفيذ،  و فارس قاسم القناوي بالسجن لمدة ٦ شهور مع إيقاف التنفيذ رُفعت الجلسة.

عانق جنيدي فارس مُهللاً:
- ألف مبروك يا صاحبي، فرحان لك جوي جوي، كأني أني اللي خارچ.

ربت الأخر علي كتفه و قال:
- أتچدعن أنت و خلص مدة عقوبتك علي خير، و أني مش ههملك واصل.

- تسلم يا أبو الفوارس.

صاح بهما الحارس:
- يلا منك ليه أنتم هاترغوا.

أقتربت زينب من القضبان تنادي و السعادة تنضح من ذهبيتيها :
- ألف مبروك يا فارس.

و قبل أن يذهب مع الحارس ألتفت إليها و قال:
- مبروك علينا أنا و أنتِ، عقبال لما تبجي حرة.

ظل كليهما ينظر إلي الأخر بسعادة تغمر أفئدتهم النابضة بالغرام و العشق الذي تحدي كل الظروف حتي يحدث هذا اللقاء.

- يلا يا عم الحبيب مش وقتك.
صاح بها الحارس و جذب فارس من ذراعه، ذهبت زينب إلي المحامي و سألته بخوف و قلق:
- هم واخدينه علي فين إكده؟

أجاب الأخر:
- ما تقلقيش يا مدام زينب، دي مجرد إجراءات روتينية و هايروح علي طول.

عقبت سمية لتطمئنها:
- ما تخافيش يا زوزو،كلها مسألة وجت و هتلاجيه قدامك، يا سلام علي الحب و سنينه بكرة تتچوزوا و هاتقعدوا في خلقة بعض لحد ما تزهجوا.

أجابت الأخري بنبرة مليئة بالشوق و التيم:
- عمري ما أزهق طول و أني وياه.

و بالخارج بعد مرور وقت ليس بكثير، خرج فارس ليجد في إستقباله العم جابر الذي فتح له ذراعيه:
- حمدالله على السلامة يا ولد الغاليين.

أرتمي الأخر علي صدره و عانقه بقوة:
- أتوحشتك جوي يا عم چابر.

- أخص عليك يا فارس يا ولدي، كل دي ما تسألش علي خالتك هنادي!
قالتها الخالة فذهب إليها و بسعادة و لهفة عانقها كالطفل الذي عاد إلي والدته بعدما ضل طريقه.

فارس بلا مأوي «مكتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن