مَـوتْ؟:Part(19)

1K 93 125
                                    

"كـنـتُ فـي عـمـلٍ مـا قَد وُكِـلَ إلـيّ"
أردَفَ "جـونـغـكـوك بينما يُمَسِدُ عَلي يَد "إلـيـنـا" برفقٍ.
"عـمـل مـاذا؟ و مَـن وَكَـلـه إلـيـكَ؟"
"أنـتِ حـقًـا لا تُـريـديـنَ المـعـرفـةِ إلـيـنـا"
أخفضَ الآخرُ راسَه مُتَمتمًا بصوتٍ مَسموعٍ.
"بـلـي أُريـدُ ، أخـبـرنـي مَـن وَكـلـهُ إلـيـكَ ،جـونـغـكـوك"
"يـونـغـي إلـيـنـا ، يـونـغـي هـو مَـن وَكـلَـه إلـيّ"

نَاظَرت "إلـيـنـا" "جـونـغـكـوك" فـي إستعجابٍ مِن أَمرِها.
"يـونـغـي"؟ كـيـفَ و مَـتـي و لِـمـاذا؟ مُـنـذُ مَـتـي و "جـونـغـكـوك" يتواصَلُ معهُ ؟ لِما في الاصلِ يَفعل ؟ مِن أَينَ يَعرفُ بعضَهم البَعض؟ كيفَ و "جـونـغـكـوك" لا يَطيقُ "يـونـغـي"؟.

"أنـتَ مـاذا تـقـول أنـتَ ؟ كـيـف يـونـغـي؟ أَخـبـرنـي بـكلَ التـفـاصـيـل يـا جـونـغـكـوك أرجـوكَ "
"لا أَسْـتَـطـيـعُ إلـيـنـا ، لـيـسَ مِـن الـمُـفْـتـرضِ أنْ أُخـبِـركِ أيُ شَىءٍ ، لـكـن عَـلـيـكِ أنْ تُقـيني أنـنـي لَـم أَكـذبُ عَلـيـكِ قـبـلًا ، لا أُريـدُكِ أن تَتـذكـريـني كَـشـخصِ سـيئ قَد مَـرَ فـي حيـاتُـكِ"
هددتْ دُموع "جـونـغـكـوك" بالهُبوطِ لَكِنَهُ سُرعانَ مَا مَسح عَينيه مُبتلِعًا غِصَتَهُ.
"أنـا لا أَفـهَـمُ ،إلـي أيـن سَـتَـذهَـبُ جـونـغـكـوك؟أيُ ذِكـري؟"
"لِـكُـلِ شـخـصٍ أو شـىءٍ وَقـتٌ، و أنـا وَقـتـي مـعـكِ إلـيـنـا قَـد أَوشـكَ عـلـي الإِنـتِـهـاءِ"
ذَرفتْ عينا "جـونـغـكـوك" دَمعِها بينمَا قَدْ إِحتضَن "إلـيـنـا" مُربِتًا عَلي ظَهرها بِخفةٍ.
"مـاذا تَـقـول أنـتَ ؟ تـوقَـف عَـن الـمُـزاحِ بِـتـلـكَ الطـريـقةِ جـونـغـكـوك ،أنـت لا يُـمـكِـنُـكَ تَـركِـي لا تـسـتطـيع فِـعلَ ذَلِـك صـحـيح؟"
ضَربت "إلـيـنـا" بيَدِهـا عَـلـي ظَهْرُهُ بِخفةٍ بينما تُعانِقُهُ بِيدِها الأُخري.
"لـيـتَـنـي أَستَـطـيعُ المُـكـوثَ مَـعـكِ إلـي أنْ تَـفـنـي الـعـوالِـمُ يـا حـبـيـبـتـي "
"سـتَـمكـثُ مـعـيّ جـونـغـكـوك ، لـن تَـتـرُكـنـي كـمـا تَـركـنـي الجـمـيـع ، أنـتَ أَجـزَمَـتَ أنـكَ قَـد خُـلِقـتَ لأجـلـي فـكـيفَ سَـتَـذَهـبُ ،أَ سـأمـوت ؟"
"الصــمــت" هـو مـا قَـد حَـلَ فـي الأرجـاءِ بَعدمـا فَصَلَ "جـونـغـكـوك" الـعـنَـاقَ مُـنـاظِرًا إيـاها بِعينانٍ حـمراء لِكَثرةِ البُـكاءِ.
تـوقـعـتْ "إلـيـنـا" صِحـة حَـديـثِها بسببِ صـمـتَ
"جـونـغـكـوك" ، أَسـتَـمـوتُ "إلـيـنـا" حـقـًا ؟
هـل سَتدفَعُ حياتُـها كـثَـمـنٍ لِمُقـابَـلةِ جـونـغـكـوك؟.

⁂السـاعـةُ الـثـانـيـة عـشـرَ مـسـاءً⁂
أجـواءٌ كـئـيـبـة قَـد إِنتشرتْ فـي مـنـزلِ "إلـيـنـا" تـحـديـدًا غُـرفَتِـها الـتـي تـستلقي عـلي سـريرهـا دَاخِلـها.
أَرادتْ "إلـيـنـا" أنْ تَـغُـطُ فـي الـنـومِ لـكـنْها لَم تـستطِع نَظرًا لِتـفـكيرِهـا الـزائِـد.
"إلـيـنـا"
جاءها صَوتَ "جـونـغـكـوك" مُناديًا إِياها.
"مـاذا تُـريـد؟"
"أسـتـنـامـيـن؟"
"لا ، أَسـتـلـقـي عـلي الـسـريرِ كـيّ أَخذُ لـونًـا أَمـغـرْ "
تنهدتْ "إلـيـنـا" ثُم إِستقامتْ جالسة مُكملةً حَديـثها:
"مـاذا هُـنـاكَ جـونـغـكـوك؟"
"هـل تُـمـانـعـيـن خُـروجنا ؟ بِالـطبع لا أسـألُـكِ لأطلُبَ إِذْنُـكِ لأننـي سأَفـعـلُ مـا يـجولُ فـي خـاطِري لـكـنْ أسـألُـكِ كـي نَـتـحدثُ سـويًا فَلقد إِشتـقتُ لُحديثُـنا"
"خـروج مـاذا و نـحن في مُنتصَفِ الليـلِ؟"
إِستنكرتْ "إلـيـنـا" حديثَهُ مُكتِفةً يَداها.
"و مـاذا فـي ذَلـك غـدًا لا يـوجدُ عملٌ فتوقَـفي عَـن كـونُـكِ مُـمـلةٌ و إسْتـقيـمي كـي تـتجـهـزي ، لـقد إِبتعـتُ لَكِ فُـستانًا بالفِـعلِ ، كُل ما ستحتاجيه سَتجدينَهُ داخلَ المِرحاضِ فَلَقد جـهزتُ كُل شـيءٍ"
أَردف بينما يسحبُها مِن فوق السرير التي تُتَشبثُ فِيهِ بِكلتا يَداها.
"لـن أخـرج مِن مَنزلـي يـا جـونـغـكـوك"
"سـتـفـعلـين عَـزيِـزتِـي"
"لـن أَفـعـلْ قُلتُ لَك"

خَلعتْ "إلـيـنـا" آخِر قِطعةٍ مِن مَنامَتَها مُناظِرةً ذَلِك الفُستانِ ذُا القُماشِ مِن نَوعِ القطيفةِ السوداء المُزين مِن الأكمامِ و الرقبةِ بِجواهرٍ ثَمينةٍ و فتـحةً جانبيًة تَصلُ إلي مَا فوق الرُكبةِ بِقليلٍ.
تسألتْ "إلـيـنـا" مِن أينَ أَحضرَ هذا الفُستانِ باهِظِ الثمن و حَسمت أمَرها بِسُؤاله عَن مَصدرِه حـالمـا تَخرُجُ مِن المرحاضِ.
إِرتدتهُ و من ثُمَ صففتْ شَعرُها واضعِةً بِضعً مِن مُستحضراتِ التَجميلِ إِكمالًا لِمَظهرِها المُنَمَق.
خـرجتْ مِن مِرحاضَها لِتجدَ "جـونـغـكـوك" يقفُ أمامها مُرتديًا حِلةٌ سوداء مـع قميصٍ أسود تاركًا بضع أزراره مَفتوحةً.
رَفعَ "جـونـغـكـوك" عيناهُ مِن عَلي الأرضِ حالما إستمعَ لِصوتِ كَعبِِ حذَائها.
إِقتربَ مِنها مُتفحصًا مَلبسها بِعينانٍ لامِعةً لا تَعرفُ إنْ كانتْ لامِعةً حُبًا أم حُزنًا؟.
"أفْتَتـنت عـيـناي بـرؤيتُـكِ ، لقدْ جـعـلتِـني أتسـائلُ كـيفَ لِمـثاليَـتُكِ أنْ تُخـلقُ مِـن ضلـعٍ أعـوجْ."
طَبعَ "جـونـغـكـوك" قُبلةً سَطحيةً علي جـبينِ الأُخري التي إبتسَمتْ بِخجلٍ.
"حـسـنًـا ، هـل لـنـا بالذَهـابِ الآن؟"
أَردفت "إلـيـنـا" كـي تُخففْ مِن تِلك الأجواءِ بينَهُمـا.
"تـفـضلـي يـا أمـيـرتـي".
نَزلَت "إلـيـنـا" أولًا و مِن ثُم "جـونـغـكـوك" و إِتجه كلاهما خارجَ المنزلِ حيثُ يوجدُ سيارةٌ سوداءٌ.
تسـائلتْ "إلـيـنـا" عـن صـاحـبِ تِلك السيـارةِ الـتـي تـقِـف أمامَ مَنزلِها لَـكِـنَها لَم تُـعرْ للموضوعِ إهتمامًا كـبيرًا بل إلتفت إلي "جـونـغـكـوك" سائلًة إياه:
"كـيـف تُـريـدُ الـتنـقُـلُ؟ هـل أطـلُـب سـيارةً أم تُـريدُ ركـوبَ الحافـلة؟"
"لـمـاذا إذن تِـلكَ السـيارةَ هُـنـا؟"
أَردف مُشيرًا بِحديثه إلي الـسيارةِ التي تَقفُ أمامَهُم.
رفعت "إلـيـنـا" حاجبيها بعدمِ فَهمٍ ليردُفُ الآخر:
"إِنـهـا سـيـارتُـكِ الـجـديـدةَ إلـيـنـا"
"مـاذا تـعـنـي ؟سـيـارة مـن ؟ هـل سـرقـتـها؟ إلـهـي لَـقـد وَقـعـتُ فـي كـارثـة ، لِـمـا فَـعلتَ هـذا ألا تَـدري عـاقِـبـةَ......."
لـم تُكمل حديثها نَظرًا ليَدِ "جـونـغـكـوك" التي قَد حطتْ عَلي فَمِها لِتُسكِتَها.
"إنها سيارتك لم أسرقها و لم أحصلْ عليها بطريقةٍ غَير شَريعة ، مِن أينَ جلبتُ مَالها ؟ ستعلمين قريبًا لذا أرجوكِ توقفي عَن الشَكِ فـيّ ،حسنًا عَـزيِـزتِـي؟"
أَومأت "إلـيـنـا" لـه فـأنزلَ يدَهُ برفقٍ مِـن عَـلي فَمِها و مِن ثُم أَردف:
"أَتُـريـديـن الـقـيـادة؟"
"لا ، لا أسـتـطيـعُ قـيـادةَ السـيـاراتِ"
و عـلي فجأةً ، ظَهرتْ مُذكرةٌ صغيرةٌ في يَدِ "جـونـغـكـوك" مُرفقةً بِقلمٍ فكَتبَ بِها شيئًا مـا و مِن ثُم إختفت ثانيًة.
"أتُـدونُ أُمـنـيـاتـي أو الأشـيـاء الـتـي أَرغـبُ بِـهـا كـي أُقومُ بِتـحـقـيقـها قَـبـلمـا أمـوت؟"
ضحكت "إلـيـنـا" بسُخريةٍ نهايةً و مِن ثُم وَلجتْ إلي داخلِ السيارةِ التي قَد وجدتها مَفتوحةً بالفِعلِ مُغلقةً بابَها خَلفُها.
نـاظَـر "جـونـغـكـوك" الأَرضَ و مِـن ثُـم هـمـسَ لِنـفـسـه قـبـلـمـا يَـلجُ إلـي داخـلِ السـيـارةِ هـو الآخـر:
"لـيـتـنـي أَسـتـطـيـعُ إِنـهـاء هـذا بِـطريِـقـةٍ أَفـضـل ، إلـيـنـا".

______________________________


الـفـصـلُ الـقـادِمْ هـو الأخــيــر.

𝐘𝐎𝐔𝐑 𝐓𝐔𝐋𝐏𝐀.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن