أَفاقَت "إلينا" بَعَد فَترةٍ وَجيزةٍ نَتِيجة الأمْطاَرِ الهَابِطَةِ فَوقِ رَأسِها ، إِستَقامَتْ فِي فَزعٍ عِندما سَمِعتْ "يونغي" يَصْرُخُ بِإسِمها بِأعَلي نَبَراتِ صَوتِه بَينَما يُحاوْل كَسْرْ تِلكَ البوابةِ التي تُعيِقُهْ عَن مُؤْنِسةَ قَلبِه.
وَلَجتْ "إلينا" إلي دَاخِل المَنزِل فِي عَجلةٍ مِن أَمْرِها مُتناسيةً ظُهورِ ذَاك الشْخصَ العَجيِب فِي حَدِيقتها و مُتناسيةً مَظَهَرها المُبتلْ المُلطخ بِالطِينِ ، خَرجَتْ مِن مَنْزلِها مُسْرِعةً فِي فَتْحِ البَابِ لِيونغي الذْي حَالما رأهَا حَتي سَكْنَ لِلحظاتٍ يَستَرْجِعُ أنفاسَهُ المَسلوبةِ.
فَتَحتْ "إلينا" البَوابةَ الخَارِجيةِ و التي كَانتْ تَفْصِلُها عَن "يونغي" و لَم تَستَوعِب حِينَما تَجذفَ هَو بِعناقِها غَيرَ مُبالٍ بِحَالتْها المُزريةِ حَيثُ قَد دَفَنَها بَين ذِراعيهِ فَقَد كانتْ مُسْتَمِعةً لِضرباتِ قَلبِه المُضطربة.
لَحظات صمتٍ قَد مَرتْ عَلَيِهما و هُما فِي تِلك الحَالةِ قَبل أنْ يَفصِل "يونغي" ذَاكَ العِناقِ مُبادِرًا بإِمسَاكِ وَجهها بَين يَديِه و كأنّ وَجهُها كَنزَهُ الوَحيد.
"مَاذَا حَدثَ "إلينا" ؟ مَاذَا أَصابَكِ؟ هَلْ أنتِ بِخَير ؟ هَلْ نَذَهبُ للطَبيبِ ؟ بِماذا تَشْعُرين؟"
أَردَف هَوَ بِقلقٍ بادِر عَلي نَبرتْهِ و مَلامِحَ وَجهِه و هو يُمَسِدُ عَلي خَذَيها بِرفْقٍ.
"اهدأْ "يونغي" ، لَمْ يُصبني أيَ شئٍ ، أنا بِخيرٌ أمَامُك ها أنا ذا حيةٌ تُرزَقْ، لِما هذا القلقَ الزَائِد؟"
أَرَدفتْ هِي مُستغرِبةً مِن حَالتِهِ تِلك.
"أَقِفُ أمَامَ مَنزِلكِ لِأكثرَ مِن رُبْعِ ساعةٍ أطْرُق البَابَ أكثَرَ مِنْ مَرةٍ و لا إِستِجابة ، أُهاتِفكِ لآلافِ المراتِ بِلا رَدٍ ، وَ حَالما أراكِ تَظْهَرينَ أمَامّي مُلطخةً بالطِين و مُبتلةً و تسأليني لِما كُل هَذا القَلقَ الزائد؟!!!!!!!!!"
هُو دَفَعها عَنْهُ بِرفقٍ بَينَما يَصرْخُ عَليِها بِكُلِ قُوَتِه.
"اللعنة عَليكِ لَقد هَاتفتُ الشُرطةَ أيِضًا و....."
لَم يُكْمِل "يونغي" حَدِيثه إذْ تفاجَئ بِذلِك الشُرّطِي الذِي وَضَع يداهُ عَلي كَتِفَه.
"مَرحَبًا ، أَأنتَ سَيد مِين يونغي؟"
"اللعنة عليكِ "إلينا" أُقسِم سأقتُلُكِ"
أردَف "يونغي" بَينما يَصطَكُ عَلي أسنانِه مُخْرِجًا صَوتًا يُشْبِهُ صَوتَ فَحيحِ الأفاعي مِما جَعل "إلينا" تَخطو خَطوةً نحو الخَلفِ بَينما الآخر قَدْ إلتَفتْ نَحو ذلِك الشُرطي.
"نَعَم أنا هُو يا سيدي"
"إذًا سَيدْ مِين أَيُمْكِنَك إِخباري ما هِي مُشْكلَتَكْ؟"
"فِي الواقِع يا سيدي لَمْ تَعُدْ هُنَالِك مُشْكلة"
إِحتَدتْ مَلامِحَ الشُرطِي مُناظِرًا ذاك الرَجل الواقِف أمامِه بِتَهُكم بَينما يَضعُ يداهَ خَلفَ ظَهره.
"كَيفَ لمْ تَعُد هُنالِك مُشكلةً سَيد مين ، أَنبدوا كإضحُوكةً لَكَ حَتَي تَصرُخُ بِنا عَبر الهاتِف أنْ صَديقَتك بِها خَطبًا ما و لا تُجِيبُ لأكثَر مِن رُبعِ ساعةٍ و حَالما نأتْي يَظهَرُ ألّا تُوجد مُشْكِلةً؟!"
أَشارَ الشُرطيّ إِلي فَريقِ الإنقاذِ الذي قَدَمَ مَعْهُ بِينَما يَتَحدثُ فِي غَضبٍ طفيفٍ.
"لَيس هَكذا سَيدي إتَضحَ لي أن صَديقتي كانتْ نائمة كُل ذَلِك الوَقتِ و لَم تَستمعْ إليّ و أنَا أَطرُقُ بَابِها و أَنا فَزِعِتُ بِلا هَدفْ يُذكَرْ"
أَردَفَ الآخرْ مُحاوِلًا إيِجادَ مَخرَجًا لِذَلِكَ المَوقِف المُحرجْ المُتعرِضْ لَهُ حاليًا.
"حَمدًا لِلهِ عَلي سَلامَتِها ، تَفَضلْ مَعنا سَيدْ مين"
أردَف الشُرطيّ بِينمَا تَحمِلُ نَبْرتِه مِن التهَكُمِ و السخريةِ قَدرًا.
"لِماذا و أينَ اتفَضلُ ؟"
"تَتَفَضلُ مَعنا إلي قِسْمِ الشُرطةِ سَيد مِين ، بِالفِعل لقد حُرِرَ مَحضَرًّا لِتِلكَ الواقِعةِ المَهولة و لِذَلكَ يَجبْ أنْ تأتي مَعنّا حَتي نُغلِقُ سويًا ذَاكَ المَحضر"
إِبتلَعَ "يونغي" رِيقِه و هَو يَسْتَمِع لِنبرةِ ذَلك الشُرطيّ الغَيرِ مُبشرةٍ إطلاقًا.
"نَومًا هَنيئًا سَيدتَي ، هيّا سَيِد مِين لَمْ يَعُد لَدينا وَقتًا أخر لِتُهْدِرَهُ"
مُمسِكًا بِيَدِه أردَف الشُرطيّ جُمَلَتِه الأخِيرة خاطيًا خارِج المَنزِل مَع "يونغي" الذَي أشَارَ "لِإِلينا" نَحوَ رَقَبَتِه مُعطيًا إيَاها نَظرَتِه البارِدة قَبْلَما يَختَفي مِن أَنظارِها.قَهقهت "إلينا" بِخفوتٍ عَلي ذَلِك المَشْهَد الكُومِيديّ الذي دارَ أمَامِها مُنذُ بِضعِ دقائقِ.
غَابتْ إبتسامَتِها مِن عَليَ وَجهِها حَالمَا تَذكرتْ ما حَدثَ في حَديقَتِها مُنذُ مُدة.
أَغلقتْ بوابةَ مَنزِلِها مَرةً أُخري و مِن ثُم وَلجتْ إلي مَنزِلِها تِباعًا ،خَرجتْ إلي حَدِيقَتِها لِتأخذَ كِتابِها لَكِنها لَـم تَـجِـده.
وَلجتْ مُجددًا نحو مَنْزِلِها مُغلِقةٍ جَيدًا البابِ المُؤدِي نَحو حَديقَتِها الخَلفِية.بَـعـد مُـرورِ رُبـعِ ساعةٍ مِن البَحثِ عَن الكِتابِ ، لَم تَجدهُ "إلينا" في أيِ مَكانٍ مِما زادها هلعًا و إسِتغرابًا.
قَرَرتْ أنْ تَأخُذَ حَمامًا يُرِيُح أعصابِها و مِن ثُم سَتَستَكْمِلُ بَحثِها عَن الكِتابْ، اتَجَهتْ نَحوَ خِزانَتِها لِتأخُذَ مَا تَحتاجْ ثُم وَلجتْ إلي حَمامِها و أغَلقتْ بَابُهْ خَلْفِها.وَضعتْ مَلابِسَها النَظيفة جانِبًا لِتخَلعْ تِلك المُتسِخة و تَضَعْهُمْ فِي سَلةِ الغَسيِلِ.
فَتَحتْ صُنبور الميِاه في زَاويَةِ حَمامِها المُحَاطة بِحائِطٍ مِنَ الزُجاجِ.
سَخَنت المياهَ قليلًا حَتي لا تَضْرُ بَشْرَتِها الحَساسةِ و مِن ثُم دَخلتْ لِتِلكَ الزاويةِ تارِكًة بَابُها مَفتوحًا خَلفِها
حَالما إِنتهت مِن إِغتسالِها حَتي التَقطتْ رُوبِ استحْمامِها مُرتَديةً إياه ذاهِبةً نَحو تِلك المرآة المُتوسِطةِ حَمامِها و التِي و بِالفِعل قَد امتلأتْ بِبُخارِ الماءِ الناتِجَ عَن حَمامِها السَاخِن.
إلتَقطت عِدة منادِيل مِن عُلَبَتِها لِكي تُنظِف مِرآتِها و مَعَ أولِ مَسحةٍ لَها عَلي المِرآة حَتي
رأتْ ذات الشَخصِ الغريبِ يَقِفُ خَلفَها مُبتسمًا ابتسامًة بَشوشًة مُردِفًا:
"مَـرحَـبـًا إِلـيـنـا".
أنت تقرأ
𝐘𝐎𝐔𝐑 𝐓𝐔𝐋𝐏𝐀.
Romanceأنّ يُـخـلـقَ أحـدهُـم خـصـيـصـًا مِـن أجـلـكِ شـىءٌ مـمـيـزٌ ، صـحـيـح ؟. و يـبـقـي الـسـؤال.. إِذ اقـتَـحـمَ شَـخـصٌ مـا حـيـاتُـكِ فَـجـأة ، هَـل سَـيـؤَثِــر بِـكِ أَم لا ؟ "مَـنْ أَنـتْ؟" أَردَفَـتْ و هـي تـتـراجَـع نَـحـو الخـلـفِ. "لا تَـخافّ...