بـدايـةٌ للـنـهايـة:Part(18)

878 95 34
                                    

⁂بَـعَـدَ عِـدةِ أَسـابـيـعٍ⁂
بَـاشَـرت "إلـيـنـا" العمَلِ مَع "سـوكـجـيـن" فـي المَـشـفـي لَكـن لَـم يَـتمْ تَوكِيلُها إلـي الآنِ بأيٍ مِـن الحـالاتِ بأَمـرٍ مِـن "سـوكـجـيـن" فَـوافَقتهُ "إلـيـنـا" الرأي و إِكـتفت بِالإِشرافِ عَلي الحَـالاتِ لإكتسابِ الخِبرةِ الكافيةِ.
لَم يُخلفْ "سـوكـجـيـن" بِوعَدِه فَفي تِلك المُدة قَد بَدأت "إلـيـنـا" أيضًا فـي جَلَساتِها النَفسيةِ مَـع الطَبيبِ "هـوسـوك" و الـتـي قَد وَجَدتْهُ طَيبَ القلبِ للغاية.
أمَا الآن هَا هـيّ تَـسـيرُ إلي مَنزلِها بعَدما إِنتهت مِـن مُناوبَةِ عَملِها.

قَررتْ قَبلَما تَعودُ إلي مَنزلِها أنْ تَذهبْ لِزيارةِ "يـونـا" كَعادَتِها ، "إلـيـنـا" بالطَبعِ لَم تَتجاوزْ رِهابِها بِهذه السُرعة لَكِنها تَشعرُ بِالذَنبِ تِجاه "يـونـا" حيثُ لَمْ يَكن لَديها المَقدرةِ فِي إنقاذِ جَنينِها و لأنها تَشعرُ ببعضِ الشفقةِ عَليها نَظرًا لإنطفائها و إِصابَتِها بِبوادِر الإِكتئابِ بَعدما عَلمتْ بِوفاةِ جَنينها.
وَصلتْ إلي شَارِعُها و مِن ثُم تَوجهتْ نـحو مَنزلِ "يـونـا و جـيـمـيـن" المُقابـلْ لِخاصتَها.
رَنتْ الجَرسَ الخارِجي و ما هي إلا بِضعِ دقائق حتي أتَاها صَوتِ فَـتـحِ قَفلِ البـاب فأَدركتْ أنّ "يـونـا" أَبصرَتْها فِـي أجهزةِ المُراقبةِ .
دَلفتْ إلي داخلِ المَنزلِ مُغلقًة بابهُ خَلفَها و مِن ثُم إتجهتْ نحو "يـونـا" التي تجلسُ عَلي كُرسيّها المُتَحرِك نَظرًا لِكسْرِ قَدمِها أمامَ البابِ الداخليّ.
إِبتسَمتْ "إلـيـنـا" بِخفةٍ للأُخري فَبادلتها "يـونـا" الإبتسامة.
"مـرحـبًـا بِـكِ إلـيـنـا"
"مَـرحـبـًا بِكِ أنـتِ يـونـا ، هـيـا لِـنَـدلُـف إلـي الـداخِـل ،  إنَ الـبـردَ قارصٌ بِحقٍ هـذِه السـنة"
أَردَفت "إلـيـنـا" دافِعةً كُرسيّ "يـونـا" الي الـداخِـلِ.

جَلـست "إلـيـنـا" مع "يـونـا" يَتَحدثون و يتسامَرون إلي أن أَردفتْ "يـونـا" بِجُملةٍ جَعلتْ "إلـيـنـا" تَستنكِر سَببَها.
"سـأشـتاقُ لكِ حـقـًا إلـيـنـا"
وضعت"يـونـا" يَدها على يَد الأُخري مُبتسمًة لَها بِخفةٍ.
"لِـمـا تَـقـولـي هَـذا يـونـا؟ إلي أَيـن سـتـذهـبين؟ أَتُفكرين بالاِنتحار ؟ يـونـا صدقيني حينما أُخبرتكِ أنكِ سَـتـعوضـي لَمْ أَكنْ أخدعُكِ ،أُقسِمُ لَكِ أنَ الرَبُ سَيُعوضَكِ عَلي فقدانِكِ و سُترزَقين بِجنين آخر مُستقبلًا ، أرجوكِ لا تُفكري بِتلكَ الطريقةِ السوداوية."
شَدت "إلـيـنـا" علي يَد "يـونـا" المُمسِكةِ بِخاصَتِها.
"مـتي قُولـت أنـني سأنـتـحر ؟ أُخبرُكِ أنني سأشتاقُكِ بسبب قَرارِ جـيـمـيـن بالإِنتقال مِنْ هُـنا ، صحتي النفسية باتت سيئة كُلما ناظرتُ الشارع "إلـيـنـا" ،لَم أَعُد أَشعرُ بالإِرتياح هُنا ، أتمني أن تتَفهمي هَذا ، لَقد عَرضنا البيتُ للبيعِ و بدأ جـيـمـيـن في التَجهيز لبيتنا الجديدِ"
أَردفت "يـونـا" بهدوءٍ مُناظِرةً "إلـيـنـا".
"أَتَفهمكِ يـونـا، الأَهمُ هو أن تكون صحتكِ النفسية بِخيرٍ"
"لا تَـقلقي حالـما أَعلمُ مـكانَ بيتي الجَديدِ سأُخبركِ إياهُ كـي تُـزوريني و لدينا الهاتِفَ يُمكننا التَحدثُ دومًا."
"إلـيـنـا" بالفِعلِ سَتشتاقُ "يـونـا" فَعِـندما تَعتادُ شخصٌ مـا يَظلُ في خاطِرُكَ إن لَم يَكن لَديكَ غَيره.
"إلـيـنـا" قَد إقتربت مِن "يـونـا" في الأسابيعِ الفائتة فَقد كانت تَزوروها يوميًا إلي أن إِعتادَتْها فَجـونـغـكـوك غَير مـوجودٍ لِسببٍ غَيرَ مَعلومٍ و "يـونـغـي" قَد طرأ لهُ عملٌ خارِجَ سـيـول فَبقت "إلـيـنـا" وحيدةٌ مُجددًا لَكنَها لَمْ تَكُن مُتضَررةً مِن الوِحدة فَهي مُعتادةً عَليها عوضًا فقط عَن ضَميرِها الذي كان يُملي عليها أن تَزور "يـونـا" يوميًا.

خَرجتْ "إلـيـنـا" مِن مَنزلِ "يـونـا" بَعدمَا قَدمَ "جـيـمـيـن" فَـهي تَظلُ مَعها إلي أن يأتي زوجها و من ثُم تترُكُ لَهُمْ بَعضًا مِن الخصوصية.
وَلجتْ إلي داخلِ مَنزلِها مُغلقةً بابَهُ خَلفَها.
إِلتَفت فَوجدتْ "جـونـغـكـوك" يَقفُ أمامها مُباشَرةً.
لَم تَفزع "إلـيـنـا" بَل إِتجهتْ نَحو أريكتِها لِتجلس عليها مُتجاهلةً إِياهُ تَمامًا.
"ألا يُـوجـدُ تـرحـيبٌ حـتـي ؟ ألم تشتاقي لـي عَـزيِـزتِـي؟"
إتَجه "جـونـغـكـوك" للجلوسِ بجانِبها عَلي الأَريكةِ.
"هـيـا ، لِـما تـتـجَنـبـيني إلـيـنـا؟"
تَذمر "جـونـغـكـوك" كالأطفالِ ضارِبًا يَدها بِخفة.
"مـاذا تُـريـد؟"
أَردفت الأُخري ببرودٍ شَديدٍ غير مُناظِرًة إياه.
أمسكَ "جـونـغـكـوك" وَجهها بَين يَديه بينما قَد إنخفضَ أرضًا جالسًا علي رُكبتيهِ أمامِها.
"أَلـم تـشتـاقـي لـي؟"
"لا لـم أَفـعـلْ"
"كـاذِبـة ، قـرأتُ أفـكارُكِ وَ وَجدتُ أنكِ قَد إشتَقتي لـي كَـثيـرًا بـل كِـدت تـموتي مِـن كَثـرة الشوقِ"
"أيـن كُـنـتَ جـونـغـكـوك؟"
دَفعتْ "إلـيـنـا" يَد "جـونـغـكـوك" عَنها حالما إِنتهت مِن جُملتِها.
"كـنـتُ فـي عـمـلٍ مـا قَد وُكِـلَ إلـيّ"
"عـمـل مـاذا؟ و مَـن وَكَـلـه إلـيـكَ؟"
"أنـتِ حـقًـا لا تُـريـديـنَ المـعـرفـةِ إلـيـنـا"
"بـلـي أُريـدُ ، أخـبـرنـي مَـن وَكـلـهُ لَـكَ ،جـونـغـكـوك"

فَرغَ فـاهُ "إلـيـنـا" تـالـيـًا حـالمـا نَـطقَ "جـونـغـكـوك" جُمْـلـتـهُ تِـلكَ الـتـي دَبَـتْ فِـي أُوصـالُـها الـخـوفَ و الإِسـتـنـكارِ.

𝐘𝐎𝐔𝐑 𝐓𝐔𝐋𝐏𝐀.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن