عصابة المشاغبين

19 | مُهلةٍ إلى ما لا نهاية !

| 19 |

| لِمَ لا ينتهى البؤس ؟! |

توقفوا عن العزفِ و الغناء جالسين على الأرائكِ بِـ إرهاقٍ، تحتَ قول نارين و ابتسامةٍ ودودة تعلو شفتيها :

" بجد حبيت القعدة معاكم "

ضربت كفها بِـ كفِ يزن بعدَ أن تعرّفت عليه، ثمَ تابعت :

" بحب الشباب اللي فيهم طاقة زيكم، أكيد عندكم طموحات كتير "

نظروا لِـ بعضهم كاتمين ضحكاتهم، فَـ قطبت هي ما بينَ حاجبيها و أردفت بِـ استنكارٍ :

" اوعوا تكونوا منعدمين الطموح ! "

هزَ ساجد رأسهِ مسرعًا و سارعَ قائلا بجديةٍ :
" لأ طبعا؛ أنا حابب مستقبلا أكون مهندس "

ابتسمت بِـ فخرٍ ثمَ نظرت لِـ يزن و غمزت لهُ متمتمةً :
" و أنتَ يا أبو جبل ؟ "

حكَ يزن عنقهِ و تمتمَ بِـ حماسٍ :
" عاوز أكون لاعب كوره كبير، عشان يبقى معايا فلوس كتير جدًا أوي .. "

ارتفعَ حاجب نارين، في حين تابعَ يزن :
" و اتخلص بقا مِن هم الدراسة .. يااه "

أمسكت نارين الوسادة و ألقتهُ بها فَـ ضحكَ، تحت قولِ وعد بِـ طريقةٍ حالمه :

" و أنا نفسي أكون رسامه كبيره، و أسافر باريس "

همهمت نارين بِـ إعجابٍ، ثمَ نظرت لِـ چويريه التي نبست ببرودٍ قاتل :

" معنديش حلم ! "

نظروا لها و كأنها أجرمت في حقِ الطموحِ و أحلامِ الشباب ! لِـ تتابع هي :

" ممكن يكون عندي حلم، بس مش عندي إراده "

طرقعت العلكة بِلامبالاة ساحقه، فَـ نبست نارين بِـ هدوءٍ بعدَ أن اعتدلت في جلستها :

" حبيبتي، الإنسان لازم يكون عنده طموح ! "

هزت چويريه رأسها لِأعلى و لِأسفل كي تُريح عقلها، فَـ نظرت نارين لها نظرةً حزينة .. تشعر أن هذه الفتاة ليست بِخيرٍ أبدًا !

" عمتو صحيح، هي أمي فين ؟ "

تمتمَ آلان بِـ نصفِ عينٍ قاطعًا الهدوء الذي ران لِدقيقةٍ تقريبًا، فَـ ازدردت نارين لُعابها و نظرت لهُ متمتمةً ببلاهةٍ :

" مع بدر .. "

هزَ رأسهِ مستفهمًا، فَـ تابعت نارين بعدَ أن حمحمت :
" في السجن ! "

استفهمَ ثانيةً بِـ قولهِ :
" كَـ ايه ؟! "

- " كَـ مجرمين .. هيخرجوا بكره عشان يتأدبوا بس "

ردتهُ نارين بِـ نبرةٍ شامته و ما تلقّت مِن آلان سوى أن ضحكَ مردفا بشماتةٍ :

" الحاج بدر دخل السجن ! "