22 | مُستنقع الظُلمات !

3.4K 562 176
                                    

| 22 |

| شعرتُ أنني المُنتصر الوحيد هُنا، لكن شعوري ذاك كان كاذب ! |

_ مع بدايةِ غروب الشمس

الطيور تُحلق في السماءِ الأرجوانية في مشهدٍ رائع خلّاب.

في حين تراقصت چويرية بِرفقة وعد على إحدى النغمات الموسيقية الحماسية، خلفهم يحاول ساجد إشعال النيران كي يغزو الدفء المكان .. و على بُعدِ ثلاث سنتيمترات منهم؛ يقف يزن بِرفقة آلان يلعبان سويًا كرة القدم.

أن يتسرب شعور الانتصار إلى أعماقِ فؤادك، فَـ تُرسم ابتسامة خافته على مُحياك رُغم الآلام المتمكنه منك .. هكذا هم، لكن هل سيدوم انتصارهم ؟!

هبت نسمة هواء بارده فَـ طُفئت النيران التي لم يطل اشتعالِها، امتلأت السماء بِـ الغيمِ الداكن، و كأن السماء غاضبه عن ما سيحدث بعدَ قليل !!

نظروا لِـ السماءِ بِـ ابتسامةٍ هادئة، بريئة.. ثمَ تجمعوا عندَ نقطةً واحده صارخين بِـ حُريةٍ و عبث تزامنًا مع هطولِ المطر بِـ خفوتٍ كَـ قطراتِ دموعٍ حارقه، كأن السماء تبكي على أبرياءٍ وسطَ عالمٍ يسوده الحقد !

_ في عالمٍ موازي

استقلَ بدر سيارتهِ و هو يتحدث إلى عشق قائلًا بِـ خوفٍ عليها :

" عشق أرجوكِ فهميني، أنا مش فاهم حاجه ! "

جاءهُ صوت عشق الباكي، فَـ وضعَ حزام الأمان و قادَ متمتما بِـ رجاءٍ :

" يا حبيبي بلاش عياط ! "

خرجت الكلمات مِن فاهِ بدر بِـ تلقائيةٍ لطيفه منهُ، هو مازال يُحبها و يشتاقُ لِـ تلقائية علاقتهما اللطيفة .. لكنها تُكابر !

- " مش قادره يا بدر، حاسه إني بموت .. ابنك يا بدر دخل في مرحلة العناد، بيكابر هو كمان، كلامه النهارده حسسني إني أنانيه ! .. هو أنا أنانيه فعلًا ؟ "

حكَ محيط ذقنهِ ثمَ قرّبَ الهاتف منهُ قليلًا و ردّها أثناء قيادتهِ لِـ السيارة بِـ يدٍ واحده :

" مُقدر حُزنك و صراعك الداخلي يا عشق، هو ممكن محتاج لينا فعلًا، و كلامه معاكِ ده مِن باب أنه مُفتقد لينا ! "

تعالت شهقاتِها و هي تنظر لِـ بابِ المنزل على أملٍ أن يدلف صغيرها الآن، فَـ تنهدَ بدر مضيفًا بِـ هدوءٍ :

" صدقيني أنا حابب فعلًا نرجع لِـ بعض، و نبني حياتنا سوا تاني، بلاش بُعد و .. "

تشوشَ الاستماع فجأةً لدى عشقٍ التي انتفضت فورَ أن استمعت لِـ صوتِ اصطدامٍ قويّ !

حينها كان بدر داخل عربتهِ المهشمه فوقَ الطريق، يُنازع الموت و الدماء تسيل مِن رأسهِ آثر الاصطدام الذي تعرضت إليه سيارته.. تحتَ سكونِ الليل الغامض !

عصابة المشاغبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن