| 11 |
| في داخل عقلي ذكريات سوداوية لا أريد تذكرها .. لكنَ الأيام تثبت لي أن لا وجود لِـ شيءٍ يُدعى ' النسيان ' |
في الصباحِ الباكر، دقت نارين باب منزل عشق التي فتحت لها، قائلةً بِـ نعاس :
" يلا يا آلان هتتأخر على مدرستك "
حملقت عشق فيها قليلًا، ثمَ هتفت بِدونِ تصديق :
" نـاريـن ؟! "
إبتسمت نارين متمتمةً بِـ إبتسامةٍ هادئة :
" بشحمها و لحمها، مش هتخليني أدخل ؟! "
- " لأ طبعًا .. إتفضلي "
دلفت نارين نحوَ غرفةِ المعيشة؛ لِـ ترى آلان الذي نبسَ فورَ رؤيتها :
" عمتو ؟! "
هزت رأسها إيجابًا و فتحت يديها على مصراعيها لهُ، فَـ إندفعَ نحوها مرتميا بينَ أحضانها .. لِـ تقول :
" لينا قعده مع بعض، بس حاليًا باباك في عربيته بيستناك، وداعا "
أومأ مبتسمًا لها، ثمَ خرجَ .. في حين نبست عشق بتساءلٍ :
" جيتِ امتي ؟! "
إرتمت نارين بِـ جسدها على الأريكةِ و أردفت بهدوءٍ :
" إمبارح، بس بدر شكله حزين و .. "- " لو هتتكلمي في نفس الموضوع نفسه، فَـ أنا مش بحب أفتح الحوار ده ! "
تمتمت عشق بِـ ضيقٍ و ملل خافت، فَـ ضربت نارين كفً بِـ الآخرِ تحتَ قولِ عشق :
" كُلنا مجروحين و مش بنحب نفتح ذكريات الماضي .. حتى إنتِ ! "
ترقرقت الدموع حولَ مُقلتيّ نارين، لكنها لم تلبث إلا أن أزالت آثار حُزنها و رسمت إبتسامة هادئة على مُحياها، قائلةً بِحماسٍ مزيف :
" قومي يلا بينا على المطبخ نعمل أكل و نتشاور في حاجات كتير "
ضحكت عشق و تبعتها نحوَ المطبخ بِـ هدوءٍ؛ علمًا منها بأن فؤاد نارين الآن ينبضُ بقوةٍ في حاجةٍ لِـ رفيقِ دربه.
_ مدرسة أجيال المستقبل الخاصة.
صوت خطواتٍ ثابته يصدح في الممرِ الخاص بِـ مبنى الصف الثاني الثانويّ، الهدوء يطغى على الممرِ بأكملهِ - على غيرِ العاده - و السكون هو سيد الأجواء.
هذا حتى فُتحَ باب فصل المشاغبين، و دُفعَ شابٌ هزيل البِنيه خارجهُ .. مستقرًا أمام قدم ذاك الذي كان يسير في الممرِ.
تعلّقت أعين الجميع في هذا الواقف أمامهم، ذو ملابسٍ مُنمقه.. يمتلك خصلات شعرٍ سوداء يتخللها بعض الخصلات البيضاء الجذابة، و عيناهُ البُنيه الواسعة تجعل الناظر إليها يذوب في بحارِ القهوة.. بِنيتهِ ليست بالرياضيه لكنهُ يظل وسيم !
أنت تقرأ
عصابة المشاغبين
Humorقد تظن في بدايةِ الأمر؛ أننا أبرياء كَملائكةٍ بأجنحةٍ ترفرف عاليًا، لكن في الحقيقةِ؛ نحنُ الشياطين بحدِ ذاتِها .. Cover by Anobeass